بورسعيد تحتكر الإبداع وثلاثة جيوش لم تستطع كسر شوكتها
المسرح القومي ينافس نظيره الإنجليزى بكل إمكانياته ولكنه الآن فى إجازة!
أذهب إلى الأزبكية كل أسبوع وقراءة الأدب سر تفوقي في المسرح
هو ابن مدينة بورسعيد الذي شارك في طرد الاحتلال، وتفوق في المسرح ، وقدم أعمالا أضافت إلى تراثنا السينمائي الكثير.. قال إن القراءة هي الطاقة التي منحته النفس الطويل للتمسك بالقيمة ونصح المصريين أن يعلموا أطفالهم حب بلدهم ويتعرفوا على تاريخها العظيم.
وقد كثف الفنان الكبير محمود يس في لقائه بجمهور المعرض من خلال “مخيم الفنون” الضوء على بورسعيد ويستمد من ذكرياتها طوق النجاة لما تشهده الآن من وضع صعب.
ندوة ياسين أدارها محيى عبد الحيى المشرف العام على النشاط الفنى بالمعرض ولقّب عبد الحي ضيفه بفنان مصر الأول الذى يمتلك ثروة فنية كبيرة في حاجة إلى سنوات للحديث عنها والإبحار فيها فضلا عن البصمات التى تركها فى الفكر المصرى من خلال أعماله السينمائية والتليفزيونية والمسرحية والإذاعية .
وقال إننا أمام قيمة فنية تنويرية كبيرة، وفنان يجيد إختيار أدواره بكل عناية سواء فى المرئيات أو المسموع ودعى الحضور للاستمتاع بحديث محمود ياسين حول مسيرته الفنية الحافلة.
المدينة الباسلة ..المدينة الهادئة
في بداية حديثه أكد ياسين أن وطننا الغالى حافل بتاريخ عريق فى القيم الإبداعية والأخلاقية والعلمية نتفاخر به أمام كل العالم وعبر عن اعتزازه بالجلوس أمام جمهور واع وتمنى للمعرض استمرار رسالته التي تعلي اسم مصر.
وقال ياسين أنه من أبناء مدينة بورسعيد الباسلة القطعة الغالية من أرض مصر وثقافتها العربية والإسلامية وحرض الحضور على معرفة تاريخ المدينة.
وذكر أن مصر تتفاخر ببورسعيد أمام العالم بما قدمته من قيم غاية فى النبل عبر تاريخها الممتد بداية من تعرضها للعدوان الثلاثى الغادر من إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيونى وقال أعظم دولتين فى العالم وقتها أرسلتا أساطيلا مسلحة تسليحا كبيرا استخدمتهما بوحشية غير مسبوقة ليس لها تسمية أخرى غير أنها إجرام قذر وكان يشاركهما الفعل كيان صهيوني يوظف عصاباته لتدمير الإنسانية ورفض ياسين إطلاق اسم الدولة على ما يسمى بإسرائيل.
وأوضح أن العدوان القبيح أستهدف مدينة لا يزيد عددها السكانى عن نصف مليون نسمة وكان الهدف الحقيقى إحتلال الممر المائى العظيم العالمى لقناة السويس الذى حفربدماء المصرين من أبناء بورسعيد.
وكان الواجب يحتم على الإنسان المصرى أن يحمى ميناء بورسعيد العظيم المملوك للشعب وسخر مما فعلته إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيونى لكونهم ظنوا أنهم يمكنهم الحصول على إمتيازات في قناة السويس.
وبرومانسية يتحدث محمود ياسين عن بورسعيد فينعتها بالمدينة الهادئة الجميلة التي لا يوجد لها مثيل فى العالم والتي صنعت طموحها وتفوقها وأوجدت بداخله الرغبة فى دخول حلبة النجاح.
وأكد على أن المصريين أصروا على مواجهة العدو الذى يريد إهدار دماء ابنائهم الطاهرة ونجحوا فى تطهير بلادهم من العدو الغاشم.
وافتخر الفنان الكبير بأنه يشرف بالانتماء إلى مدينة قدمت للوطن حزمة من المبدعين والمثقفين على مدار تاريخها.
وكشف ياسين أنه بعد مشاركته في طرد العدو كان عليه استئناف رحلة عمله وتحقيق حلمة الذى طالما راوده وهو التمثيل.
ولفت إلى أن بورسعيد هى البلد الوحيد على مستوى العالم التى لديها ميل فطري للأداب والفنون والقيم المعرفية وفيها “نادى المسرح” الموجود بأرقى مناطق بورسعيد؛ هذا النادى الذى لا يوجد مثيله حتى فى الدول المتقدمة فى المسرح كانجلترا وينتظم فى عضويته أبناء المدينة الباسلة .
وهو ما يضيف للمسرح المصري العبقري في صناعة، تجاوزت المائة وثلاثين عاما، فلا توجد بلد فى العالم تمتلك تلك الإمكانيات البشرية من مبدعين فى الكتابة المسرحية أمثال يوسف إدريس, وإحسان عبد القدوس, ويوسف السباعى, وسعد الدين وهبه, وعبد الرحمن الشرقاوى, ونعمان عاشور وأيضا ممثلين عباقرة مثل نجيب الريحانى الذى ليس لة نظير فى الدنيا ويوسف وهبى العظيم الذى كتب وأخرج ومثل للسينما والمسرح وقدم أعمالا جبارة صنعت تاريخا وهى تاريخ المسرح العربى.
السينما الوطنية
وحث ياسين الأطفال فى فترة العطلة على أن يتعرفوا على هذة الرموز العملاقة وأن يستفيدوا من تاريخنا العظيم الشديد الثراء الغير مسبوق في العالمين: العربى والإسلامى.
وعن جمعية فنانى وكتابى وإعلامى الجيزة قال محمود أن الجمعية تخضع لوزارة الشئون الإجتماعية فى المحافظة.. وقد شرف برئاسة مجلس إدارتها سبعة وعشرون عاما، ونشاطها غير محدود ولا يقتصر على الجيزة فقط ومهتمة بالأنشطة الإنسانية والإبداعية وكانت تغطى بعض نشاطات النقابات فى حدود إمكانياتها ويقدم الفنانون من خلالها خدمات للمجتمع لا نظير لها فى دول العالم أجمع وتقبل الجمعية عضوية كل الفانين والفنانات المصرين وتقبل العضوية الشرفية للفنانون العرب فضلا عن أن وجود الجمعية أهم دليل على دور الفنان المصرى فى خدمة مجتمعة .
وتحدث ياسين عن طموحه فى الوقوف على خشبة المسرح وخاصة القومى الذى كان واحدا من أهم أحلامه ويعتبر من أفضل مسارح العالم وينافس المسرح الإنجليزى بكل إمكانياته وكان المسرح القومى من الشوامخ ولكنه الآن فى إجازة منذ أكثر من خمس سنوات.
وتذكر ياسين عمله بالمسرح القومى والاختبارات التى مر بها وقال: بدأت بالتمثيل باللغة العربية الفصحى وبعد شهرين من التمثيل بالعامية تم امتحانى فى الأدب والثقافة عن فن المسرح عبر التاريخ من الإغريق إلى وقت الأمتحان وظهرت النتيجة وحققت المركز الأول وساعدني فى ذلك حب للقراءة والولع بالأدب العالمى مثل تشيكوف الذى يعد واحدا من أعظم من كتب فى الأدب وتعادل أعمال شكسبير وأيضا إبسن الذى هو من أرقى من كتبوا للمسرح وأضاف: كنت حريصا على القراءة لمبدعينا كيوسف إدريس, ولطفى الخولى, ورشاد رشدى أستاذ الأدب وإبداعات المسرح.
وانحاز ياسين إلى مصر التي تمتلك صرحا هاما جدا وهو أكاديمية الفنون التى تعد من أعظم الأكاديميات فى الشرق الأوسط إن لم يكن فى العالم أجمع .
وعن سؤال أحد الحضور حول عدم إنتاج أفلام وطنية قال: إن صناعة السينما نظام رأس مالى وهي صناعة مصابة بالشلل.. ويحتاج تنفيذ هذه الأفلام ميزانيات ضخمة في حين كان الفيلم في الماضي يتكلف نصف مليون جنيه أو أقل وتذكر فيلم “نحن لا نزرع الشوك” الذى تكلف قرابة الأربعمائة ألف جنيه وشاركته بطولته الرائعة شادية.
وكشف ياسين عن زياراته المتكررة لسور الأزبكية أسبوعيا الموجود وقال إنه يقدر هذا المكان الملئ بالكنوز الفكرية.. وأشاد بالدور الكبير للكاتب عبد الرحيم الزرقانى فى مشوارة الفنى فهو معلمة الأول وأسند إليه أولى بطولاته وهى مسرحية “الحلم”التى حققت نجاحا كبيرا .
واختتم ياسين قوله بأن مصر ستظل لها السيادة رغم أنف أى أحد وانه فخور بكل أعماله السينمائية (176 فيلما)