أريدك الآن
ودون تأخيرْ
أريدك أن تستديرْ
تفتحَ تلك البوابةَ
وتذهب بعيداً بلا رجوع
أريدُكَ أن ترحل عنى
أريدك أن تتركنى
أريدك الآن
ودون تأخيرْ
أريدك أن تستديرْ
تفتحَ تلك البوابةَ
وتذهب بعيداً بلا رجوع
أريدُكَ أن ترحل عنى
أريدك أن تتركنى
…
تنسى إبتساماتى العريضة
ورنين ضَحِكَاتى
وصورةَ شعرى الأشعثْ…
وقد ذهب عنيداً فى كل إتجاه
قِبالة وجهك الصارم …
أريدك أن تخرج من بين ثنايا تنورتى القصيرة
وتنسى لون طلاء أظافرى…
وكحل عيناى…
وحمرة وجنتاى
وكعب حذائى …
ورائحة عطرى الذى جعلك تلتفت… قبل أن تبدأ خطبتك المهيبة
أتركنى بقبحى وجمالى
بطهرى وجنونى
بكفرى وإيمانى
…
أرى عيناك تتسعان
كأن بإمكانك أن ترى أكثر
هل رأيت؟
هل ثَقَبَتْ عيناك طبقات الظاهر… وفهمت روحى؟
أعلمت بيقينك منْ أَكون؟
…
أنا بين ضلوعى قلباً ينبض على ألحان وتراً مُناضلاً… يرفض أن ينقطع
أبدأ ممسكةً بالقلم لا أعلم كيف تنتهى الرواية… فأنا لا أهتم بالنهايات
أجهش بكاءً فى المشاهد الختامية!
…أغفو محتضنة قصائداً… تَصِفُ العشق … والحيـــاة
أسابق الريح فى مخيلتى وأصدق أوهامى وأُجِّلْها…
أرسم لألتقط أنفاسى فى وَسَطْ دَخنِة هذى الأرض
وأعرف أن ألوانى خارج حدود الصور … واللوحات
وأرى فى ذلك راحتى … وفَنى
…
أما عالمك!
فقد دَخَلتَهُ ولم أستطعْ البَقاء
لم أتكيف مع جدرانه – أحادية الألوان …
وهواءه الصحراوى…
وسطحه الصخرى…
وصوت صفير هواءه الجاف
هذا العالم إنتهى عندك
وأنا إشتقت لعالمى الذى بدأ عندى
ولن ينتهى
…
قل لى وفَسّر إذا … مادمُت أنت الأعلم الأَجَلْ…
كيف تنوى إصلاحى… بحرق كتبى
وسلخ لوحاتى
وحرمانى الموسيقى
ولَعنْ الأشعار
وإلقاء غشاوة على جسدى ووجهى… وعلى عيناى؟
…
صحيحُ … بيدك سلاحاً
لكن حديثك أشبه بهلاوس المحموم
صوتك لم يرهب قلبى
أقف أمامك متأملة ذلك الزى المعروف
ترتديه كمأجور يحترف نشر الفضيلة
كمن أخذ صكاً من الأخلاق يتصرف بموجبه تجاه الأقل إنضباطاً أو… حظاً
…
أترك عالمى الذى لم يدعى الكمال يوماً
ولملمْ أسلحتك وكلماتك الرخيصة
وإمتطى منطادك الملئ بغاز الـحقائق المطلقة
وأذهب لأرض أخرى بعيدة…
قد تتقبلك…
قد تنجح بها فى تسويق بضاعتك
تقدر فيها أن تصدر فرماناً بحبس أو إعتقال
ماءُ البَرَدْ والأمطار
…
أَيُها التَقِّى…
أنا أيضاً أتقنُ فنُون النُصح
وأنتَ… لستَ كامِلاً كما تَظُنْ
فلقد نسيتَ أهم فرض
فرضُ الحياة…
فأنتَ سيدى…
مع كل قطرة دماء تسرى فى لحمك المسموم…
تعيش موتاً لا حياة!