(ما أبعد المسافة بين القاهرة والبدرمان، وما أبعد الهدف بين عزبة عبد المسيح وميدان التحرير! شعرت بذلك التناقض يوم الجمعة 19 أكتوبر الماضي، في القاهرة كان السؤال الرئيسي عن الهيئة التأسيسية والدستور ، وفي ملوي وديرمواس وعزبة عبد المسيح والبدرمان كان يوزع منشور بعنوان: “دم المسلم غالي”
(ما أبعد المسافة بين القاهرة والبدرمان، وما أبعد الهدف بين عزبة عبد المسيح وميدان التحرير! شعرت بذلك التناقض يوم الجمعة 19 أكتوبر الماضي، في القاهرة كان السؤال الرئيسي عن الهيئة التأسيسية والدستور ، وفي ملوي وديرمواس وعزبة عبد المسيح والبدرمان كان يوزع منشور بعنوان: “دم المسلم غالي” جاء فيه: “أين نصرة الدين؟ أين حرمة دم المسلم؟ تجرأ الأقباط وذبحوه وبعد الصمت قتلوه.. وعلى التراب جروه.. ولو كان واحد منهم ما تركوه” وينتهي البيان بالتحريض: “فهيا تنصر المسلمين يوم الجمعة من مسجد العرفاني بملوي بعد صلاة الظهر”.
(في عزبة عبد المسيح والبدرمان كان الأهالي لا يخرجون من منازلهم خشية ما قد يحدث وفي ميدان التحرير كان أهل المحروسة يتدفقون في مليونية “مصر مش عزبة”! فمصر عزبة حقًا سواء لأحد عتاة المجرمين، (قتل الأسبوع الماضي في معركة بالسلاح ويدعى علي حسين) وفي التحرير المقصود بأن مصر مش عزبة للإخوان المسلمين.. وفي الحالتين يظل مفهوم العزبة قابع في الحشا المصري منذ تأسيس الدولة الحديثة.. ويتلون ما بين عصابه علي حسين جنائيًا أو جماعة الإخوان المسلمين سياسيًا.
تجولت الجمعة الماضية ما بين ملوي وديرمواس والبدرمان، واستمعت لعديد من الشهادات اتي تقدم لنا صورة عن قرب للمدعو علي حسين، فهو أحد بناء الأسر القوية الريفية التي ترتبط بالنظام السابق ونوابه وأجهزة أمن الدولة، لذلك لم يكن من المستغرب أن تفقد الثورة هذه الأسرة توازنها ومكانتها ومن ثم بدأ علي حسين نشاطه بالخروج على القانون تحت مظلة ذلك النظام، وكانت البداية هو انطلاق عصابة علي حسين من الخروج على القانون لخدمة الحزب الوطني إلى خدمة مصالحه الشخصية ولأن الأقباط هم الأثرياء فكانوا المستهدفين وكانت البداية في أبريل 2011، حيث تم خطف علاء يوسف اسكندر وفليمون صموائيل، وفرض أتاوات لا تقل عن عشرة الآلاف جنيه على الأقباط والاستيلاء على (16) فدان أرض زراعية ملك ورثة كمال اسكندر، وضرب وسحل سعد تقي وحنا صموائيل، وحينما تصدى للعصابة عمدة البدرمان الحاج صابر موسى تربص المجرم لعرس أحد أقارب العمدة وقتل ثلاثة من أقاربه: محمد عبد العال عبد اللطيف، ومحمد أحمد، وظريف محمود.
(وتوالت الأحداث الإجرامية وفي سبتمبر 2011 تم قتل حمدي خليل سويحة 45 سنة، وابنه سامح (22) سنة، وبدأ يهجر من يختلف معه ويسلب وينهب منازلهم، مثل: فتحي يوسف اسكندر وأخويه علاء ويسري، ومحسن فتحي يوسف، وناجح سمير اسكندر وأخوته عماد وسمسم وعادل وعلاء، وبدر ناجح سمير، وإبراهيم اسكندر سعيد، جمال إبراهيم اسكندر، وأخيه عاطف، وظريف نجيب جاد وسعد تقي، وأسرة المرحومين حمدي خليل سويحة وسامح خليل سويحة ومعهم عادل عزت خليل.
(ورغم ذلك كانت المظاهرات التي طوقتها الشرطة في ملوي تهتف: لا إله إلا الله علي حسين حبيب الله”!!
(ذكرني ذلك الهتاف الذي أراد أن يضفي ضربًا من التدين على افجرام الجنائي بهتاف البلطجية والعصابات في التحرير في جمعة كشف الحساب “حرية عدالة مرسي وراه رجاله”!!
(هكذا تداخل الإجرام بالدين بالسياسة.. فما أقرب المسافة بين البدرمان والتحرير، وما بين رجالة علي حسين ورجالة المرشد وهل يا ترى هناك فرق بين عزبة عبد المسيح والبدرمان ومصر؟