يفتتح يوم السبت 20 أكتوبر المعرض الدائم للقطع الأثرية النادرة والقيمة وذلك بمتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية وذلك بحضور السفير الإيطالي كلاوديو باتشيفيكو Claudio Pacifico وكبار رجال الدولة فى مصر
يفتتح يوم السبت 20 أكتوبر المعرض الدائم للقطع الأثرية النادرة والقيمة وذلك بمتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية وذلك بحضور السفير الإيطالي كلاوديو باتشيفيكو Claudio Pacifico وكبار رجال الدولة فى مصر .
وكان قد تم العثور علي مقتنيات المعرض أثناء عمليات الحفر بجزيرة نيلسون على يد فريق العمل الإيطالى بقيادة د. باولو جاللو Paulo Gallo – أستاذ المصريات بجامعة الدراسات بتورينو ومدير البعثة الأثرية بالإسكندرية.
وقد كشفت البعثة الإيطالية والتي تعمل فى مصر منذ عام 1997 عن ما يسمى “جزيرة نيلسون” فى منطقة أبو قير وهى المستعمرة الإغريقية التي بقيت كاملة منذ عهد الاسكندر الأكبر.
وقد أسس الموقع لمستعمرة سكنية مستقرة كما يتضح من المباني ( الخزانات الكبيرة لجمع المياه، معبد ، أسوار لحماية المستعمرة)، ولكن بعد بضع عشرات من السنين هجر السكان المستعمرة بسرعة ، كما يتضح من مستلزمات الحياة اليومية الكثيرة التي تركت فى البيوت (آنية، نول نسيج، أقواس ..الخ) .
وقد كشفت البعثة الأثرية CMAIA أيضا عن مدينة “موتى” أسفل المنازل الإغريقية وهى مدينة الموتى الفرعونية الوحيدة المعروفة فى ساحل مدينة الإسكندرية و التي تنتمي إلى الحقبة الفرعونية المتأخرة من الأسرة السادسة والعشرين إلى الأسرة الثلاثين.
تعرض القطع الأثرية المهمة فى حاويتين كبيرتين، تظهر ما عثرت عليه البعثة الإيطالية من الحقبتين التاريخيتين المختلفتين أثناء عملية التنقيب ؛ فمن ناحية يتم عرض ما وجد فى المستعمرة الإغريقية والتي يمكن التأريخ لها فى الفترة من أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الثالث قبل الميلاد بكل ما تتضمن من متاع وأثاث، من ناحية أخرى كل ما يتعلق بمدينة الموتى وطقوس الدفن فى الأسرة الفرعونية المتأخرة بمختلف الأثاث الجنائزي.
لذا لا يهدف العرض إلى إظهار ما تم العثور عليه من قطع أثرية مزودة بالشرح فقط ، وإنما يسمح للزائر من خلال إعادة عرض الحقبتين بقراءة القطع الأثرية عبر رحلة مزدوجة ، أي ما يدل فى كل قطعة على تاريخ الحقبة، وفائدتها. لذا فيمكن للجمهور العادي قراءة وفهم كل قطعة.
يعد المعرض الدائم الذي تعرض قطعه الأثرية فى حاويات عرض زجاجية ثمرة لاستخدام أعلى التقنيات التكنولوجية بصالة المتحف المصري بمكتبة الإسكندرية. وقد أسهم فى إقامة المعرض وزارة الخارجية الإيطالية ، الإدارة العامة لتنشيط منظومة الدولة، المعهد الثقافي الايطالى بالقاهرة ، وشركة أديسون العالمية والتي تعمل فى منطقة أبو قير.
ويقدم أقامة متحف للقطع الأثرية المهمة التي عثرت عليها البعثة الأثرية الإيطالية، فضلا عن التعريف بآخر مدن للموتى فى الحقبة الفرعونية وأوائل المستعمرات الإغريقية بعد الاسكندر الأكبر، الفرصة للاحتفاء بإسهامات الدارسين الإيطاليين المهمة فى إحياء وتطوير علم الآثار اليوناني- الروماني فى منطقة الإسكندرية منذ أكثر من قرن.
حيث انشىء المتحف اليوناني – الروماني عام 1892 على يد الايطالى جوزيبى بوتى Giuseppe Botti وما قام به من تنقيب واكتشافات أثرية فى منطقة كوم الشقافة، وقد قام بأعمال تنقيب بعد ذلك فى المنطقة المسماة مستعمرة بومباي والتي عثر من خلالها على معبد الإله المصري الهيليني سيرابيس.
وقد خلف جوزيبى بوتي فى إدارة المتحف ايفريستو بريشا Evaristo Breccia وهو عالم إيطالي بارز فى علم المصريات و استمر فى إدارة المتحف لمدة 28 عاما منذ عام 1904 إلى عام 1932، وأثناء ذلك اشرف على عمليات تنقيب أثرية جادة فى الإسكندرية و مناطق أخرى فى مصر ، والتي استمرت لأكثر من خمسة وثلاثين عاما.
ويظهر من بين علماء المصريات العالم الإيطالي البارز اكيليى ادريانى Achille Adriani احد أهم الباحثين الأثريين فى القرن العشرين. وقد ساهم بنشاط علمي متميز بكتابه تاريخ الفن فى مصر فى الحقبة اليونانية والرومانية والذي صدرت طبعته الأولى عام 1961.