شهد العالم الاتنين الماضى انتهاء مارثون انتخابات بطريرك الكرازة المرقسية حيث أدلى الناخبون الأقباط بأصواتهم لتصفية المرشحين الخمسة إلى ثلاثة مرشحون (الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط القاهرة
شهد العالم الاتنين الماضى انتهاء مارثون انتخابات بطريرك الكرازة المرقسية حيث أدلى الناخبون الأقباط بأصواتهم لتصفية المرشحين الخمسة إلى ثلاثة مرشحون (الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، الأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة، والرهبان، القمص روفائيل آفامينا، باخوميوس السريانى، القمص سيرافيم السريانى).
أدلى 2256 بأصواتهم بنسبة 93% وتخلف عن الحضور 161 ناخباً، وأستبعد صوتان باطلان، وأسفرت النتائج عن فوز الأنبا روفائيل 1980 صوتاً والأنبا تاوضروس1623 صوتاً والراهب روفائيل آفا مينا 1530صوتاً، فى أول انتخابات تجرى فى ظل ثورة الاتصالات، والذى لا يعلمه قطاع كبير من المصريين أن المنافسة الحقيقية كانت فى المرحلة التى تم فيها انتخاب 5 مرشحين من سبعة عشر مرشحاً، وهنا لا يجوز استخدام مصطلح استبعاد بقدر ما يمكن استخدام مصطلح الانتخاب الداخلى، ثم تأتى المرحلة الثالثة المسماه بالقرعة الهيكلية.
كل تلك التعقيدات فرضتها لائحة 1957 والتى تمت ما بين الرئيس جمال عبد الناصر والدكتور رمزى أستينو وزير التموين حين ذاك ممثلاً المجلس الملى والكنيسة، حيث لم يكن من الطبيعى أن يأتى رئيس الدولة بالاستفتاء وينتخب رأس الكنيسة!!.
أولاً مرحلة الترشح والتصفية الأولية: وهنا يجب أنه نأكد على أنه لا أحد يترشح من تلقاء نفسه بل يتم ترشيحه من قبل شخصيات اعتباريه من المجمع المقدس أو المجلس الملى العام، ثم تقوم لجنة بانتخاب من 5 إلى 7 من المرشحين يجرى بينهم الانتخاب لاختيار ثلاثة للقرعة الهيكلية، وكانت هذه المرحلة من أصعب المراحل واستطاع منه خلالها الأنبا باخوميوس القائمقام لعب دوراً حكيماً وأساسياً فىت قيادة الكنيسة إلى بر الأمان، وتشبه هذه المرحلة إلى حد كبير أختيار الكرادلة لبابا روما، كذلك فمع أحترامى للصوم والصلاة والتدخل الإلهى ودور لجنة الـ18 فأن قوى الضغط الأساسية التى لعبت دوراً كبيراً فى الوصول لاختيار الخمسة مرشحين هم القوى الثورية الجديدة بالكنيسة والتى عمل لها الجميع ألف حساب خسية لاقتسام الكنيسة أو انتقال الفوضى المجتمعية إلى داخل الكنيسة كون هؤلاء الثوريون هم الرقم الصعب المستقبلى أمام البابا 118.
ثانياً مرحلة الانتخاب: ولعب دوراً أساسياً فيها 1- المطارنة والأساقفة الذين ذكوا المرشحين
2- أساقفة البلاط البابوى السابق
3- أقباط المهجر وتيار مجمع نقيه الذى يدعم الرهبان.
ثالثاً مرحلة القرعة الهيكلية: وهى مرحلة يرى فيها الأقباط مؤخراً تدخلاً من العناية الإلهية (من 117 بطريرك أختير 3 بالقرعة) وكان الراحل الأنبا غروغوريوس أسقف البحث العلمى يرى أنها بدعة.
أياً كان البطريرك القادم فأنه سيكون بطريركاً انتقالياً ما بين مرحلة الزعامة الكارزمية الكرازية لقداسة البابا شنودة الثالث والمرحلة الثورية التى يمر بها الوطن والكنيسة، وعكس ما يرى كثيرون فأن البابا القادم سيلعب دوراً مهماً فى تحديد جدول أعماله وتوجهاته المتشددين الإسلاميين والمسيحيين، والقوى الثورية من الأجيال الكنسية الجديدة، ومراكز القوى فى الإكليروس والله وأعلم.