يعرض المعهد الثقافى الإيطالى اليوم 22 أكتوبر فى السابعة مساءً الفيلم الوثائقى “طليان مصر” للمخرج شريف سالم
يعرض المعهد الثقافى الإيطالى اليوم 22 أكتوبر فى السابعة مساءً الفيلم الوثائقى “طليان مصر” للمخرج شريف سالم ، وذلك فى إطار فعليات الدورة الثانية عشر من إسبوع اللغة الإيطالية فى العالم والذى يعد من بين أهم وأبرز الإحتفاليات الخاصة بنشر اللغة والثقافة الإيطاليتين فى الخارج.
والفيلم إنتاج مشترك لكل من:Spot 1 و قناة الجزيرة الوثائقية. وهو بمثابة تحية وإجلال للجالية الإيطالية والتى تعد من أعرق وأقدم الجاليات الأوربية فى مصر والتى ساهمت مع بداية القرن الماضى و حتى الثلاثينيات من هذا القرن فى عجلة التنمية والتطوير فى تاريخ مصر الحديثة.
هذا وقد بلغ عدد الإيطالين فى مصر حتى العشرينيات من هذا القرن حوالى 80 ألف نسمة بين الإسكندرية والقاهرة حيث كان حضورهم فعال فى العديد من قطاعات الحياة المصرية بل وقد حظوا بالتقدير و حسن الترحيب والإستحسان.
والفيلم يرصد إسهامات إيطاليو مصر الجلية فى مجالات العمارة والصناعة و الأعمال اليدوية و الفن و الأدب. ومن أروع النماذج الإيطالية بمصر كان هناك المعمارى الإيطالى / ماريو روسى Mario Rossi الذى قام بتصميم وبناء العديد من المساجد فى مصر كمسجد المرسى أبو العباس بالإسكندرية و مسجد عمر مكرم بالقاهرة وهو المعمارى الذى أصبح فى الثلاثينيات من القرن العشرين كبير مهندسي وزارة الأوقاف المصرية . كما يرصد أيضا ً “أليفيزى أورفانيللى” Alvise Orfanelli وهو رائد فن التصوير السنيمائى فى مصر و مدير وحدة التصوير، والذى تخرج على يديه الكثير من السنيمائين الواعدين فى مصر ؛ حيث أنه لم ينضب عطاؤه فى هذا المجال إلى أن واره الثرى فى القاهرة.
كما أن الفيلم يقدم تحية واجبة أيضاً للكتاب وللشعراء الإيطاليين فى مصر مثال جوزيبى أونجارتى و فيليبو تومازو مارينتى Filippo Tommaso Marinetti و إنريكو بيا و فاوستا تشالنتى الذين عاشوا فترة طويلة من حياتهم فى مصر.
ويحكى الفيلم تاريخ “طليان مصر” من خلال تقديم شهادات على إسهامات سبع شخصيات : إثنين منهم يعيشون حتى الآن فى روما و أربعة آخرين لم يبرحوا مصر بالمرة وهم مازالو يعيشون بالقاهرة والإسكندرية وواحد منهم عاد إلى روما فى الخمسينيات ولكنه قرر بعد بلوغه سن المعاش العودة للعيش مرة آخرى بمدينة ميلاده ألا وهى مدينة الإسكندرية.
هذا ومن خلال صور لم يتم نشرها من قبل ترسم الماضى والحاضر بالإضافة إلى الشهادات الصادقة التى يقدمها لنا أبطال العمل مع بعض الدراسات المتعمقة لخبراء إيطاليين ومصريين يرسم لنا الفيلم تاريخ وإسهامات أقدم جالية أوربية فى مصر.
ومن الجدير بالذكر أن إخراج عمل فنى كهذا على يد كل من شريف سالم و رامونا دى ماركو لم يكن أمراً يسيراً حيث أنه نتاج عمل مضنى فى تجميع المادة اللازمة للفيلم بعناية ودقة بالغة و بحب وشغف متناهيين بل وبإعتراف بالجميل لأؤلئك الإيطاليون الأجلاء الذين عملوا جنباً إلى جنب مع المصريين لتنمية ورفعة مصر .
ومن ثم فالفيلم يقدم رسالة سلام و اخاء بين الدول تتخطى الحدود الثقافية والدينية.
وسيشارك بين جمهور الحضور بعض أبطال العمل ، ومنهم : د. ماريو روسى- حفيد المعمارى ماريو روسى ، د. روبرتو أورفانيللى- طبيب النساء والتوليد ورئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفى الإيطالى بالقاهرة وهو إبن يولاندا باتيجيللى ، د. جراتسيالل كالليرى- موظف سابق بشركة ENI – حفيد سيلفيو سيمونينى المقاول ورجل الأعمال وصاحب سلسلة فنادق ببورسعيد ، د. فرانشيسكو موناكو- مقاول ورجل أعمال و رئيس المؤسسة الإيطالية الخيرية بالإسكندرية – ممثل عن عائلة موناكوو صاحب شركة للمنتجات الزراعية والغذائية بمدينة الإسكندرية.
ويفتتح بجانب الفيلم الوثائقى سلسلة ندوات بعنوان “عشر إيطاليون فى مصر- شخصيات شرفت إيطاليا ومصر” حيث تشهد لقاء بين إيطاليين ينتمون للوقت الحاضر وإيطاليين ينتمون إلى الماضى لتقديم أصدق دليل على الأواصر الثقافية القوية بين مصر وإيطاليا الضاربة بجذورها فى التاريخ وحتى يومنا هذا.