نظمت وحدة الدراسات الإفريقية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع سفارة سيراليون بمصر ندوة بعنوان “مصر وسيراليون..تقارب سياسي وتعاون اقتصادي” بمقر مركز الحوار وبحضور رئيس المركز الدكتور محمد طلعت، وصموئيل علي كارجبو القائم بأعمال سفارة سيراليون، ومحمد كالون المستشار الإعلامي بالسفارة، والدكتورة نرمين توفيق الباحثة في الشئون الإفريقية والمنسق العام لمركز فاروس للبحوث. وأدارت الندوة الدكتورة غادة فؤاد رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بمركز الحوار، حضر الندوة مجموعة من المتخصصين والباحثين والمهتمين بالشأن الإفريقي.
جاءت الندوة تماشيا مع التطور الملحوظ الذي تشهده البلدين خلال الآونة الأخيرة والذي تمثل في زيارة الوفد السيراليوني برئاسة وزير الخارجية والتعاون الدولي الدكتور فرنسيس إلى القاهرة خلال شهر أغسطس الماضي.
وأفاد صموئيل علي كارجبو القائم بالأعمال في سفارة سيراليون بمصر، أنه تم خلال تلك الزيارة توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع وزراء الشباب والسياحة والثقافة المصريين. لافتًا إلى أن العلاقات بين البلدين تمتد بجذورها إلى ما قبل استقلال سيراليون، هناك روابط بين البلدين وعبر السنوات أبرمت اتفاقات عدة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي
وأشار القائم بالأعمال إلى أن سيراليون هي دولة تقع على الساحل الغربي الأفريقي وتطل على المحيط الأطلسي وبها الكثير من الأماكن الطبيعية. مساحتها 71 ألف كيلومتر مربع يحدها غينيا ونيجيريا. وعدد سكانها 8 مليون شخص، 60 % منهم أقل من 20 عام. مؤكدا على كونها أرض الفرص.
وأعلن صموئيل علي كارجبو عن رغبة سيراليون في تغطية الفجوة بينها وبين مصر، والتعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، موضحًا أنها من أكبر البلدان الأفريقية التي الصناعات السمكية والعناية الطبية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتحدث عن أن بلاده عضوة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وهو أهم تكتل اقتصادي إقليمي في منطقة غرب أفريقيا ويضُم عدد ضخم من السكان يقدر بحوالي 400 مليون نسمة. لافتًا إلى أن وجود الاستثمارات المصرية في سيراليون سيشكل عامل جذب للمنتجات والصناعات المصرية في دول الغرب الافريقي الخمسة عشر.
كما أبدى علي كارجبو رغبة بلاده في الاستفادة ونقل الخبرة المصرية في تشجيع ودعم الصناعات الحرفية والتقليدية إلى مجتمع الحرف اليدوية وأصحاب المشروعات الصغيرة في سيراليون فقد لاحظ اهتمام الدولة المصرية بأصحاب الحرف اليدوية والبسيطة وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تشجيعهم بتوفير الدورات التدريبية والتمويل اللازم وإقامة المعارض للتسويق لمنتجاتهم.
وقال: ” الإمكانيات التي لدينا عالية للغاية ويمكن الاستفادة المتبادلة بين مصر وسيراليون .ولكن يجب أن نوضح نقطة هامة للغاية أن وزير الخارجية دعى المستثمرين للسفر إلى سيراليون للتفاوض والتشاور للشراكات بين رجال الأعمال في مصر وسيراليون. ونحن سنشارك في هذا الأمر بقدر استطاعتنا وستقوم السفارة بتيسير هذه المناقشات والأنشطة للاستثمار في القطاع الخاص.”
فيما تطرق محمد كالون إلى أن البلدين تجمعهم القيم والرؤى المشتركة أيضًا، موضحًا أن كلا البلدين يعملون على تحقيق مصالح أفريقيا بأكملها، وأشار إلى مشاركة مصر وسيراليون في بقوات في حفظ السلم في العديد من دول ومناطق القارة، من الصومال ودارفور وشمال السودان.
وقال: “إن مصر هي حجر الأساس على مر التاريخ فإنها يمكن أن تكون من أكبر البلدان المصدر للقوات من أجل تحقيق السلام، ومن أجل الحفاظ على العلاقات المشتركة بيننا. وعلى مدار 11 سنة خلال الحرب الأهلية لم تتركنا مصر فقد أرسلت العديد من القوات واللوجستيات من خلال التعاون مع الأمم المتحدة.”
هذا وقد أوضحت الدكتورة غادة فؤاد بأن توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع دول غرب إفريقيا ومنها دولة سيراليون أمر حيوي وضروري للمصلحة الوطنية المصرية ويأتي في إطار اهتمام القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في التوجه نحو أفريقيا بالكامل وليس التركيز على أقاليم دون غيرها، مشيرة إلى ان غرب أفريقيا يتميز بأنه منطقة ذات أهمية استراتيجية وثقل جيوسياسي وسكاني وجغرافي كبير، بالإضافة للموارد الاقتصادية والطبيعية الهائلة التي تمتلكها تلك الدول في سيراليون على سبيل المثال دولة غنية بالماس والحديد بالإضافة للأراضي الزراعية الوفيرة وهي بيئة بكر للعديد من المشروعات الاقتصادية التي ستعود بالمنفعة على كلا الطرفين المصري و السيراليوني وعلى المواطنين في كلا الدولتين.