يتباين حجم الحركة اللبيرالية وأثرها من مكان لاخر نظرا لعدد من العوامل فعلى خلفية السياق الدولى ربما ينظر إلى القوى اللبيرالية فى العالم العربى بوصفها ضعيفة ومحصورة
يتباين حجم الحركة اللبيرالية وأثرها من مكان لاخر نظرا لعدد من العوامل فعلى خلفية السياق الدولى ربما ينظر إلى القوى اللبيرالية فى العالم العربى بوصفها ضعيفة ومحصورة.
واللبيراليون فى هذه المنطقة تواجههم تحديات لاحصر لها ,وليس من باب التهويل أن نقول إن اللبيرالية تعانى من سوء السمعة فى العالم العربى إذ يتعلق هذا الأمر بقدر كبير بالسياسيات الدولية ففى اكثر من مناسبة الحق سلوك القوى الخارجية الضرر بمفاهيم اللبيرالية فقد تدخلت لنشر الفكر وسلكت سلوك عكسي فى معالجة بعض القضايا مثل القضية الفلسطينية ولأن القيم اللبيرالية تواجه هجوما من جوانب متعددة لهذا كان من المفيد العودة الى الجذور الفكرية اللبيرالية والتى كانت منتشرة فى اواخر القرن ال19 واواوائل القرن ال20 وهو مضمون كتاب ( اللبيرالية فى تاريخ الفكر العربى )الذى قام بتحريره المستعرب الالمانى كليمنز ريكر ونشره مركز المحروسة بدعم من موسسة فريدريش ناومان من اجل الحرية بالقاهرة .ويقع فى 191 صفحة من الحجم المتوسط يحتوى هذا الكتاب على مجموعة من المقتطفات من النصوصالتى الفها مفكرون وسياسيون عرب على مدار القرنين الماضيين ويتمثل الهدف الاساسى منه لتاكيد بان اللبيرالية ليست غريبة على هذه البقعة كما تعرض الكتاب لابن خلدون الذى اسس العلوم الاجتماعية ودعا الى اقتصاد السوق قبل 600 عام وفى سبعة فصول تناول اجزاء من هذا التراث فعن الحرية تم اختيار نصوص لاحمد لطفى السيد وسلامة موسى الذى أرخ لحرية الفكر عبر العصور وعن دولة القانون قدم نصوص لرفاعة الطهطاوى وعبد الرحمن الكواكبى الذى كتب ضد الاستبداد واتلديكتاتورية وعن العلمانية اعاد نشر نصوص لفرح انطون يطالب فيها بالفصل بين السلطتين المدنية والدينية وتاكيد الشيخ على عبد الرازق على رفض الاسلام للخلافة وعن تأسيس الديمقراطية تم نشر مقالات لطه حسين أما عن حرية التعليم فنشر كتابات للطهطاوى ومطلبته بتعليم المراة وعن التوسع فى البحث العلمى لسليم البستانى وعن المراة حرية المراة لقسم امين والشيخ محمد عبده الكتاب اكد على ان اللبيرالية لم تستفيد من الثورات العربية الاخيرة.