أقامت سفارة ارمينيا بالقاهرة مأدبة إفطار رمضانية يوم السبت ٤ أغسطس على شرف عدد كبير من الإعلاميين ، حضرها عدد من رجال الدين منهم مطران الأرمن الكاثوليك بمصر كريكور أوغسطينوس والشيخ فؤاد عبد العظيم نائب أول وزير الأوقاف ، ومحمود عزب مستشار شيخ الازهر لشئون الحوار ، علاوة على السفير الارمنى “أرمين ميلكونيان ”
أقامت سفارة ارمينيا بالقاهرة مأدبة إفطار رمضانية يوم السبت ٤ أغسطس على شرف عدد كبير من الإعلاميين ، حضرها عدد من رجال الدين منهم مطران الأرمن الكاثوليك بمصر كريكور أوغسطينوس والشيخ فؤاد عبد العظيم نائب أول وزير الأوقاف ، ومحمود عزب مستشار شيخ الازهر لشئون الحوار ، علاوة على السفير الارمنى “أرمين ميلكونيان “
واعرب المطران اغسطينوس krikor Okosdinos Coussan أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك ، فى كلمته الافتتاحية عن تهنئته للمسلمين بشهر رمضان المبارك وقال ان اخوتنا المسلمين يشاركونا هذه الايام ايضاً بصيام السيدة العذراء مريم التى يقول عنها القرآن الكريم : وجعلناها وابنها آية للعالمين. وقال المطران انه لهذا فان صيامنا اجمعين مباركا ولقاؤنا اليوم هو لقاء المحية والاخوة .. هو لقاء ابناء وطن واحد يعملون على سعادته. ان لقاؤنا نستطيع ان نسميه لقاء اهداف ثلاثة ، اولها : إرضاء الله الديان العادل ، وكلنا ابناء ابراهيم ، وكلنا من آدم ، وآدم من تراب . وثانيا يجمعنا هذا اليوم محبة بناء الاوطان ليعم فى وطننا الامان والسلام ، وثالثاً خدمة الانسان الذى خلق على صورة الله ومثاله ؛ فعلينا ان نحترمه ونقدم له كل اقصى جهدنا ليعيش مواطنا صالحا بكرامته وحريته واعماله ومستقبله. واضاف المطران ان اللقاء ايضا له هدف تربوى هو نشر ثقافة المحبة والسلام بين ابناء هذا الوطن الواحد الذى يجمعهم مسلمين ومسيحيين.
ونقل الشيخ فؤاد عبد العظيم فى كلمته تحيات رجال الازهر والاوقاف للحضور ، وشكر السفير والمطران على دعوة الإفطار الكريمة . وقال الشيخ ان كنيسة الارمن توجد فى احضان الازهر والجوامع ، فنحن بيننا وبينهم جوار وهذا الجوار فى الاسلام عظيم ؛ لان النبى (ص) وصى على الجار ؛ فهناك جار مسلم وآخر غير مسلم وانتم لكم حقوق شرعية فى الدين . ومن هذا الجوار ومن تقارب اجراس الكنيسة والله اكبر فى الجوامع على مستوى مصر العظيمة فإن هذا الامر هو الذى صنع من هذا الشعب صخرة قوية عظيمة تقف امام الاعداء وسيقف شعب مصر العظيم دائما بمسلميه ومسيحيه صخرة عنيدة امام كافة التيارات حتى يرث الله الارض ومن عليها. واضاف الشيخ فؤاد ان النبي (ص) اوصانا بالقبط خيرا ؛ فانتم اهلنا واحبابنا وفى جوارنا وسيظل حقكم علينا الى يوم الدين.
وتحدث السفير الارمنى “أرمين ميلكونيان ” Armen Melkonian وقال انى اعرف من خبرتى ان كلام الدبلوماسي بعد رجال الدين يكون صعب لانهم يتحدثون من قلوبهم بعيدا عن السياسة و الامور الدبلوماسية ، ومع ذلك انا اجدها فرصة لتهنئتكم بشهر رمضان المبارك واتمنى لكم جميعا النجاح والسعادة والصحة والتوفيق . واتمنى الازدهار والتقدم للشعب المصرى العظيم والصديق ، وكذلك التغلب السريع على كل العقبات التى تواجه الشعب المصرى فى هذه الفترة المهمة.
واود ان اشكر هذه الدعوة الكريمة والمبادرة الجميلة من نيافة المطران اوغسطينوس لنحتفل بيوم من ايام رمضان مع بعضنا البعض مسلمين ومسيحيين وارمن معا ، وقال انى كسفير لارمينيا مسرور جدا ان ارى الجالية الارمنية فى هذه القاعة مع الكثير من أصدقائنا المصريين حول مائدة الحب والصداقة.
وقال السفير اننى لست حديث العهد بمصر ؛ فقد اتيت الى هنا فى الثورة وقبلها وكذلك بعد الثورة وسبق لى ان كنت فى مصر حتى فى فترة التسعينات .
وقبل وصولى لمصر كانت لى معرفة محدودة عن تاريخ وحياة الارمن فى مصر وعن مساهماتهم فى الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بمصر ، لكن عندما وصلت لمصر شعرت بشئ من الاسف لان قليل من المصريين هم فقط الذين لديهم معرفة بتاريخ الأرمن بمصر ولم افهم سبب هذا ؛ حتى التقيت مع احد كبار الدبلوماسيين الفلسطينيين والذى قال لى انه عندما كان صغيراً كان يعيش فى مخيم فلسطينى وكان فى نفس المخيم يعيش بعض الاسر الارمنية ، وقال انه كان يظن انهم احدى العشائر العربية ولكن اسمهم أرمن ؛ لانهم كانوا يتكلمون نفس اللغة العربية وكانت عاداتهم نفس العادات وملابسهم نفس الملابس وكانوا يلعبون مع اطفالهم نفس الالعاب ، وكان اكلهم نفس الاكل ، حتى كفاحهم كان نفس الكفاح من اجل الحرية وحقوق الشعب الفلسطينى ، وقال الدبلوماسي الفلسطينى انه لم يعرف ان الارمن شعب خاص الا بعد ذلك بفترة ، وعقب السفير : واعتقد ان هذا هو نفس السبب فى مصر ، فالمصريون لايشعرون باى فرق بينهم وبين الارمن هنا ، وانهم شعب خاص مختلف ، وذلك بسبب سلوك الارمن هنا ؛ واندامجهم فى الحياة الاجتماعية للمصريين.
ولكن هذه النقطة بمثابة طريق له اتجاهين ؛ فالمصريين ايضا لم يتعاملوا مع الارمن كضيوف ولكنهم تعاملوا معهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع المصرى ، وهذا الاحترام والتفاهم والصداقة الذين كانوا موجودين بين الجالية الارمنية والمصريين انتقل الى مرحلة العلاقات الدولية الوثيقة بين شعبى ودولتى أرمينيا ومصر فى الفترة الحديثة.
وفى هذا العام نحتفل بمرور ٢٠ عاما على تأسيس العلاقات الدولية بين البلدين. وخلال هذه الفترة تطور التعاون بيننا فى كل المجالات. واعتقد ان هذه العلاقات ستتطور اكثر فاكثر فى ظل الظروف الجديدة الموجودة بمصر. واعرب السفير عن سعادته برؤية الكثير من الاصدقاء المصريين من الحضور الذين زاروا ارمينيا وقال انه بلد صغير ولكنه جميل وشعبه بسيط ومتواضع جدا . وهو بلد كمصر يحب السلام والاستقرار ويسعى الارمن لتحقيقهما فى المنطقة التى يعيش بها ولهذا يسعى للعلاقات الطيبة مع الجيران حوله. واعرب السفير عن امله فى ان يزور المصريين الحضور ارمينيا فى أقرب فرصة .