إن ميلاد المسيح الذي هو الله الكلمة الظاهر في الجسد أمر مدهش, لأن الفم صغير واللسان عاجز.. وكيف يحتوي الفم الصغير العاجز أمام هذا الخبر الإلهي
إن ميلاد المسيح الذي هو الله الكلمة الظاهر في الجسد أمر مدهش, لأن الفم صغير واللسان عاجز.. وكيف يحتوي الفم الصغير العاجز أمام هذا الخبر الإلهي الكبير جدا؟!لم يستطع العالم كله أن يدرك عظم هذا الخبر الذي طال انتظاره مع عظيم مقداره…وكيف يقدر المخلوق من الغبار والتراب أن يخبر بمجد هذا الميلاد الذي جاء من العلالي في سر عجيب لا يدركه المخلوق إلا إذا منحه الخالق الإيمان في إدراك البيان…
إلهي بأي أصوات أعلن ذلك الخبر والبشريون لايدركون مقدار تشريفك بينهم ولم تحتو عقولهم هذا الحب غير المسبوق ولا معلوم بين العقول البشرية…لهذا يهتف إشعياء النبي المفتوح العينين ويقول:من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب(إش1:53).
ربي أنني أمام ميلادك العجيب أشعر بحرارة الروح التي تجعل في لسان يولد من جديد ويهتف بلسان بمجدك في ميلادك العجيب المخفي عن الكل وبهتاف الملائكة لا يملك إلا أن يقول(المجد لله في الأعالي) لأن عمل الميلاد الذي انبهرت له الملائكة لم يملكوا إلا أن يعطوك فيه المجد لاسمك القدوس في الأعالي. إن عمل ميلادك أقصد تجسدك من العذراء وحلولك في الجسد لايملك السارافيم أن يفحصوه ولا الشاروبيم أن يدركوه ولكنهم فقط يستطيعون أن يعطوك المجد فيه…نعم المجد لك ياسيدي في ميلادك الذي جعلنا نحن التراب وغير المزدري أن نمجدك فيه وقدمته حبا لنا لأجل خلاصنا…ها قد ولدت ياسيدي لتبحث عني بين الجراحات التي تاهت بين صداء الإثم وبراثن الخطيئة…إن نزولك في الجسد بالميلاد هو إرسال الملك لابنه لكي يطلب الحق المسلوب ويرد الضال ويبرر الفاجر…إنه ولد لكي يسترد النهب من السابي, إنه ولد لكي يرسل مراحمه إلي كل سكان الأرض, لكي يكسي البشرية بلون الخلاص ويحمل أوزار المتعبين ويريح التعابي ويخلصهم من الأنين…وإنه جاء في الجسد لكي يرسل نسيم الأبدية مع الحياة الأفضل علي كل من يؤمن به ولكي لايهلك أحد بل يكون لهم الحياة الأسمي في ملكوت ابن المحبة الإلهية…لقد اندهشت مريم من كلام الملاك العجيب, حيث أشرق عليها شمس البر بهدوء النعمة دون تزويد أو ترديد.. وفي وداعة بالغة قامت بدرج الولادة بغير تفحيص وهي لن تعرف!!! أخبروني من نظر طفلا في حضن بتول…؟! يا ابنة اسمعي وأصغي بسمعك تميزي بروح القداسة لأن قوة العلي تحل عليك بالمحبة ومصور الأطفال يصور نفسك في داخلك ويلبس منك جسدا ويكون حبل ابن بتوليتك بابن مرتفع عن كل الأفكار البشرية…ينزل في حضنك الطاهر ويعد له رداء من توب بطنك أنه يتنازل ويتضع…ها هو إله الكل في أحشاء البتول.. إنه قدم ذاته لكي يشتري العبودية ذاك الذي فوق الكل يدخل إلي أعماق التركيب في الأحشاء ويخرج للعالم كمثل إنسان جسداني…يا مريم أنك لم تقبلي الزواج ولا أنت في حاجة إليه من أجل ولادة الغير المنظور لكي يصير منظورا لأنك فوق الكلمات لأن قوة العلي تظللك وتثمر في بتوليتك أنه لن يفسد الختم.الشفاف برقابة بتوليتك لأنك الوعاء الألمظي لأقداس النعمة غير المدركة اطرحي عنك كل الأفكار البشرية ولا تفحصي بالعقل لأنه ابن الله…
طوباك يابيت لحم.. طوبي للأذرع التي حملت الذي يحمل العالم كله علي كفيه…طوبي للتي سترت الكلمة الظاهر في الجسد وهو يستر عري العالم كله بكفارة محبته ومع إشراقات النعمة بالخلاص الظاهر في الجسد نقول هنا عن الذي ولد ليس من مشيئة رجل ومن مشيئة جسد…وكل عام وأنتم بخير وطوبي لمن عرف ميراث الله الظاهر في الجسد للذين أحبوه وآمنوا به…بركة مولود بيت لحم تكون معي ومعكم.