سارة..تتحدث عن عصر الغباء في ظل السعي وراء المال
الماء عقد مسئولو حكومة جزر المالديف اجتماعا لمجلس الوزراء لمطالبتهم باتخاذ إجراء بشأن تغيير المناخ قبل أن تختفي بلادهم عن وجه الأرض..علي قمة جبل إفرست وضع المتظاهرون لافتات كبيرة تحذر من زيادة الإحتباس الحراري الذي يمكن أن يذيب القمة الدلتا المصرية التي توفر 60% من الحاصلات الزراعية اللازمة للمصريين مهددة بالغرق نتيجة للاحتباس الحراري.تهديدات كثيرة ومخاوف متعددة يمكن أن تتحقق بسببه لكبح جماح هذا الاحتباس ظهرت أنشطة كثيرة منها حركة 350 والتي تستهدف خفض معدل ثاني أكسيد الكربون إلي 350 جزءا في المليون ومن هنا جاء اسم الحركة وهو الحد الآمن المسموح به من هذا الغاز …فما قصة تحديد ذلك الرقم؟وماذا عن حركة 350 في العالم؟وهل لها نشاط في مصر؟ومتي بدأت؟وهل هناك شيء يمكن أن يقوم به أي فرد منا للمساعدة في تحقيق هذا الرقم؟
** قصة الرقم350 بدأت منذ حوالي 23 عاما عندما قال جيمس هانسن العالم بوكالة ناسا إن تركيز الكربون في الغلاف الجوي هو 275 جزءا في المليون قبل حقبة الثورة الصناعية فالحد غير الآمن للكربون في الهواء يكون عند الرقم 550 جزءا في المليون ,لكن خلال الخمس سنوات الأخيرة بدأ العلماء يقلقون من تفاعل الأرض بصورة أسرع مما توقعوا بالنسبة لزيادة درجات الحرارة فقرر أن يكون الحد الآمن هو 450 جزءا في المليون لكن وجد العلماء أن جليد بحر الأركتيك يذوب بوتيرة أسرع وأن جليد برلين لاند بدأ ينزلق إلي المحيط مما خفض حد الأمان العلوي لثاني أكسيد الكربون إلي350 جزءا في المليون وقد تجاوزنا الآن هذا الحد ونقف عند الرقم 383 جزءا في المليون ,فهل يعني ذلك أن الكرة الأرضية علي وشك الهلاك؟نفي هانسن ذلك وأكد أن كل مانحتاجه هو التوقف عن إضافة المزيد من الكربون وسيتراجع هذا الرقم ربما بسرعة كافية لتفادي الضرر الأكبر خاصة أن الأرض تتخلص من ثاني أكسيد الكربون بشكل طبيعي كل عام .
حركة 350
هي حركة عالية مبنية علي الأفراد تنتقل بين الدول عبر شبكة الإنترنت.تحدثنا إلي منسقة الحركة بمصر سارة رفعت للتعرف علي هذه الحركة فقالت:علمت بالحركة أثناء وجودي في تركيا لحضور ورشة عمل حول استخدام الفنون لمواجهة قضية تغير المناخ وكان من ضمن أهداف الورشة إعداد قادة بيئيين من 39 دولة لتبني قضاية البيئة في بلادهم وخاصة تغير المناخ وعرفونا بفكرة حركة 350 من خلال لقاءنا مع الكاتب الأمريكي الشهير بيل ماكيبون الذي عرض علينا رأي العالم الأمريكي هانسن الخاص بضرورة خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون إلي 350 جزءا في المليون وبعد ذلك علمنا أن حركة 350 سوف تنطلق في 24 أكتوبر 2009 في اليوم العالمي للتغير المناخي وهدفها الضغط علي القادة لاتخاذ موقف لمواجهة الاحتباس الحراري والرجوع عن الممارسات الضارة بالمناخ ولذا انطلقت الحركة قبل عقد قمة كوبنهاجنفي ديسمبر 2009 بشهرين للضغط علي السياسيين ,أما بالنسبة لبداية عمل الحركة بمصر فبمجرد عودتي من تركيا وكان ذلك في شهر يوليه2009 قررت تكوين فريق عمل مقتنع بأهمية توعية الناس لمكافحة الاحتباس الحراري وكان لدي إصرار أن نبدأ أعملنا في نفس توقيت انطلاق الحركة في العالم كله في 24 أكتوبر .2009وبالفعل عرضت الفكرة علي مجموعة من الأفراد المهتمين بقضايا البيئة وبعضهم يعمل ضمن جمعيات البيئة ورحبوا بها وكونا حركة 350 بمصر.نحن لسنا مؤسسة أو جمعية وليس لنا مقر لعقد الاجتماعات وإنما نجريها في أي مكان عام والأنشطة التي نقوم بها تمول من قبل أي جمعية بيئية تقتنع بفكرنا وعملنا. وزاد عدد أعضاء الحركة بشكل واضح والدعوة مفتوحة للجميع.
أما بالنسبة للعمل مع الحركة العالمية فهناك منسقون بالحركة مسئولون عن كل منطقة في العالم.وبالنسبة لنا فدائما ما ننسق مع السيد أدينينو مسئول الحركة في الشرق الأوسط لمواكبة نشاطنا مع الحركة العالمية ومنذ أن بدأت الحركة أقمنا نشاطين الأول كان تنظيم تجمع من أكثر من70 شخصا عند أهرامات الجيزة يوم 2009/10/9 مرتدين ملابس كتب عليها الرقم 350 حاملين لافتات عليها نفس الرقم وقام 50 شخصا منهم بركوب الدراجات من منطقة الأهرامات وحتي ميدان التحرير للفت أنظار المارة إلي رقم .350وقد تلقينا استفسارات كثيرة من البعض عما نفعله فشرحنا لهم فكرة رقم 350 وضرورة إيقاف الممارسات الضارة بالبيئة وإستبدالها بأخري صديقة مثل استخدام الدراجات بدلا من السيارات خاصة أن الأخيرة هي المصدر الرئيسي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.ومصر تساهم بنسبة 6.% من الانبعاثات العالمية لهذا الغاز ,كذلك أوضحنا للناس أن السيارات ينبعث عنها غازات ملوثة أخري وهي سبب رئيسي في ارتفاع مستوي التلوث بالقاهرة وأنه إذا استطعنا تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فإننا سنساعد في حل مشكلة التغير المناخي وأيضا مشكلة التلوث الخانق في القاهرة الكبري وتركناهم علي يقين بأن السير تجاه الطاقات المتجددة وغير الملوثة هو المخرج من هذا المأزق.
عصر الغباء
النشاط الثاني الذي قمنا به-والحديث مازال مع سارة رفعت-تم يوم 2009/10/24 وهو اليوم العالمي بوسط المدينة للتغير المناخي حيث عرضنا فيه فيلم عصر الغباء في مسرح رابط بوسط المدينة وهو دراما وثائقية بريطانية .وقد حاز علي عدة جوائز من بينها أفضل فيلم وثائقي لعام .2009ويلعب بطولته النجم الشهير بيت بوستلثويث ويقوم بدور رجل مسن يعيش في العالم المدمر في عام 2055 ويشاهد لقطات من أرشيف عام 2008 ويتساءل: لماذا لم نقم بوقف تغير المناخ عندما كانت الفرصة مازالت متاحة؟ويعرض الفيلم لقطات أرشيفية حقيقية حدثت في عام 2008 مثل قيام الهند ببناء شركة طائرات سعيا خلق الربح الباهظ بالرغم من أن انبعاثات الطائرات لها دور كبير في التغير المناخي إلا أن هذا النشاط مازال مستمرا.كذلك قامت شركة شل للبترول بإنشاء شركة لاستخراج البترول من دولة كينيا الأفريقية وتسببت في كوارث بيئية لسكان البلد ومع ذلك يحلم هؤلاء السكان بأن يعيشوا مثل المواطن الأمريكي والذي تقع عليه مسئولية كبري في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وما زالت أمريكا مستمرة في التوجه نحو الصناعات المتقدمة مع عدم مراعاة كونها ملوثة من عدمه.وللأسف تقلد الدول النامية الصناعة الأمريكية دون النظر لعواقب التغيرات المناخية.
أما الأنشطة التي سوف تشارك فيها حركة 350 المصرية خلال الفترة القادمة فهي الحملة العالمية هيا بنا نفعل شيئا ستطلب الحركة من كل دولة عمل مشروع يواجه التغير المناخي ويفيد المجتمع وسوف تبدأ المشروعات في التأسيس شهر أكتوبر المقبل.كذلك سنشارك ضمن الحركة العالمية مع حركة إنجلترا لتقليل انبعاثاتها بنسبة 10% لمدة عام بداية من أكتوبر 2010 وحتي أكتوبر .2011
350 في أستراليا وأمريكا وأوربا
قامت حركة 350 بأنشطة متعددة في دول مختلفة حول العالم ففي مدينة سيدني الأسترالية تجمع الآلاف علي شاطيء بونديالشهير ووضعوا اللافتات تحمل رقم 350,وشكل آخرون علي درجات دار أوبرا سيدني رقم 350 بأجسادهم وقرعت أجراس كاتدرائية المدينة 350 دقة.
في مدينة لندن البريطانية تجمع أكثر من 600 شخص علي ضفاف نهر التايمز ليشكلوا الرقم 5 وستضاف صورة هذا التجمع مع صور تجمعات أخري حول العالم شكلت الرقم 3 والرقم 0 لتكون الرقم .350
وفي ولاية نيويورك الأمريكية تجمع مائة ناشط تحت المطر في ساحة تايمز سكوير وحملوا لافتات كتب عليها الرقم 350 .
كذلك تجمع نحو 350 شخصا في مدينة برلين الألمانية حاملين لافتات كتب عليهالقد ولي زمن الترددووضعوا أقنعة تمثل المستشارة أنجيلا ميركل أمام بوابة براند برغ .
وفي مدينة نوفي ساد الصربية شكل 350 شخصا رقم 350 بأجسادهم.وفي مدينة براغ التشيكية وزع نحو 30 شخصا من المدافعين عن البيئة 350 بالونا أسود كتب عليها سي2أو ثاني أكسيد الكربون في ساحة المدينة القديمة .
هناك أيضا بعض الدول العربية شاركت في الحركة منها مدينة صنعاء التي دشنت حملةمعا نحو 350في24 أكتوبر الماضي وهو اليوم العالمي لانطلاق الحركة علي مستوي العالم.
كيف نمارس دورنا؟
إذن لكل دوره فللحكومات دور وللمؤسسات دور وللأفراد دور.فماذا يمكن أن يفعل كل منا للمساهمة في خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون.. هناك بعض النصائح التي قدمها علماء البيئة ومنها استبدال المصابيح الكهربائية بالمصابيح الفلورية المدمجة الموفرة للطاقة والصديقة للبيئة.تضخيم الإطارات الخاصة بالسيارات وتغيير فلتر الهواء وفحصه شهريا واستخدام السيارات الموفرة للوقود واستخدام السيارة مع الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل لتوفير الوقود.وعدم استخدام غسالة الصحون إلا بعد اكتمال المحمولة.والتحقق من كفاءة سخان الماء وإبقائه علي حرارة لاتزيد عن 40 سيلزية وإطفائه عند عدم الحاجة إليه تنظيف أو استبدال مرشحات مكيف الهواء القذر لأن ذلك سيقلل من استهلاك الكهرباء.
استخدام كميات أقل من المياه في الاستحمام وتقليل ساعات الاستحمام.والحد من القمامة وإعادة تدوير الورق والبلاستيك إستبدال الأجهزة القديمة بأخري موفرة للطاقة وصديقة للبيئة وفصل الأسلاك الكهربائية عن المحولات لأنها حتي وهي مطفأة فأنها تستهلك القليل من الكهرباء وارتداء الملابس الثقيلة في الشتاء للتقليل من استخدام المكيفات.
وتجفيف الملابس عن طريق الهواء بدلا من استخدام مجففة الملابس (العصارة),واستخدام الزجاج المزدوج عند بناء المنازل فذلك يحافظ علي برودة المنزل فلا نحتاج للمكيفات.. كل الإجراءات السابقة من شأنها تقليل استهلاك الكهرباء والطاقة ..إذا التزامنا بها ستحقق نتائج جيدة جدا في تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة والملوثة والتي ستحد من الاحتباس الحراري.