والسؤال: كيف يحصل المواطن في مصر علي حقه في رعاية صحية آمنة وفي متناول اليد؟!فحتي الآن لاتوجد مظلة تأمين صحي شاملة لكل المصريين وهناك آمال معقودة علي قانون التأمين الصحي الجديد الذي لم يخرج إلي النور حتي الآن .
والمخصص من موازنة الدولة للإنفاق علي قطاع الصحة ضعيف خاصة مع تزايد عدد السكان وارتفاع أعداد المرضي بأمراض مزمنة قد ترافقهم مدي الحياة.
تساؤلات كثيرة تواجهنا..حول المنشآت الصحية ومدي جاهزيتها وطاقتها الاستيعابية,وحول كفاءة وتأهيل وأعداد العاملين في هذا المجالأطباء-ممرضين,فنيين,إداريين..إلخ
نستعرض من خلال هذا الملف حقائق وأرقاما وآراء..ونضع الموضوع أمام كل من يهمه الأمر..
غياب العدالة الصحية يقتل الناس
صيحة إنذار أطلقها التقرير الذي أعدته منظمة الصحة العالمية حول المحددات الإجتماعية للصحة,هذا التقرير استمر العمل فيه ثلاث سنوات وأعده نخبة من الخبراء وراسمي السياسات ووزراء الصحة في عدد من الدول.
يقول التقرير إن الظلم وغياب العدالة الصحية يقتلان الناس علي نطاق واسع في البلدان الفقيرة وأيضا المناطق الأقل حظا في البلدان الغنية.
ربما يكون الفارق الزمني في العمر لطفل يوجد في منطقة ما محرومة من الرعاية الصحية وبين طفل آخر يحظي بها ثمانية وعشرين سنة كاملة ويصل الفرق أحيانا إلي 42 عاما. وتموت سيدة من بين 147000 سيدة أثناء الحمل والولادة في بلد به رعاية صحية متميزة بينما تموت سيدة من بين ثماني سيدات في منطقة أقل في الرعاية الصحية…التقرير يحمل عنوان تضييق الفجوة في غضون جيل واحد وتقول مرجريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية في مقدمة التقرير:
إن التوليفة السامة من السياسات الرديئة والاقتصاديات المتعثرة والأوضاع السياسية غير المستقرة مسئولة في معظم الأحيان عن حرمان غالبية الناس في العالم من الصحة الجيدة التي هي أمر ممكن بيولوجيا
الأرقام تتحدث
حتي تتضح الصورة فنحن نقدم بعض الأرقام والبيانات الخاصة بالوضع الصحي في مصر,جاءت في التقرير السنوي لأعمال منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط لعام .2007علي سبيل المثال نسب الإصابة بالأمراض المزمنة بالنسبة للمصريينالمقصود بمزمنة أنها أمراض قد تلازم المريض طوال حياته وتحتاج إلي علاج مستمر:
0 السكر:16.5%
0 ضغط الدم المرتفع:33.4%
0 ارتفاع كوليسترول الدم 24.2%
0 التدخين:21.8%
0زيادة الوزن والسمنة 76.4%
0 قلة النشاط البدني:50.4%
رغم أن هذه الإحصائية نشرت في تقرير عام 2007 إلا أنها أعدت في عام .2005
أما بالنسبة للأمراض المعدية وهي كثيرة إلا أن اللافت للنظر فيها وهو حسب آخر إحصاء حتي عام 2008 يوجد في مصر:20 ألف مريض بالسل يحتاجون إلي رعاية ومواظبة علي تلقي أدوية معالجة له حتي لا ينتشر أكثر,جاء ذلك في النشرة الإعلامية الخاصة بمنظمة الصحة العالمية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السل والتي أوضحت أنه يوجد مليون شخص يعانون من السل في إقليم شرق المتوسط نصيب مصر من هذا الرقم كما ذكرنا 20 ألف شخص.
0 أما بالنسبة للحصبة الألماني فبلغ عدد الحالات 11354حالة علي مستوي الجمهورية.
إنفلونزا الطيور علي مستوي الجمهورية خلال الفترة من 2006 إلي 2007 الحالات المشتبه فيها 3820 حالة ,الحالات المؤكدة 43 حالة.
0 الوفيات 19حالة.
0وحسب آخر إحصاء متوفر عن مؤشرات الإنفاق الصحي في مصر في عام 2006 بالنسبة لميزانية وزارة الصحة كنسبة مئوية من الميزانية الحكومية فهي 3.4%.
0 الإنفاق الحكومي العام علي الصحة من إجمالي الإنفاق العام 7.3%.
0 نصيب الفرد من إجمالي الإنفاق علي الصحة وهي تقاس بالدولار الأمريكي في العام 78 دولارا.
0وحسب أيضا إحصاء عام 2006:
0 عدد الأطباء البشريين لكل 10.000 نسمة 25.1 طبيب.
0 عدد الممرضين والممرضات والقابلاتالمولدة القانونية28.2لكل 10.000 نسمة .
0 عدد أطباء الأسنانلكل 10.000 نسمة.3.6
0 عدد الصيادلة 13.7لكل 10.000 نسمة
0 عدد الأسرة بالمستشفيات 21 سريرالكل 10.000نسمة
0 وحدات مراكز الرعاية الصحية الأولية 2.2لكل 10.000 نسمة
0 متوسط العمر المأمول عند الولادة حسب إحصاء 2006-67.3%النسبة الإجمالية
0 معدل وفيات الرضع 33.2لكل 1000 مولود
0 معدل وفيات الأطفال قبل سن الخامسة 41%.
0 معدل وفيات الأمهات 63 أمالكل 100.000 مولود حي
وهذه الأرقام والنسب في مجملها تكشف تدني الأوضاع الصحية للمصريين,كذا تدني الخدمات الصحية المقدمة لهم,بالقياس للنسب والمحددات التي أقرتها المنظمات الصحية الدولية,أو حتي بمقارنتها بمثيلاتها في بعض الدول العربية ودول حوض المتوسط.