شهدت نجع حمادي الأسبوع الماضي مراسم قداس ذكري الأربعين لضحايا مذبحة 6 يناير الماضي, نقل نيافة الأنبا يوأنس خلال كلمته للحضور تعزيات قداسة البابا شنودة الذي حرص علي تقديم واجب العزاء بنفسه لأسر الضحايا خلال لقائهم بالمقر البابوي الخميس الماضي..
حضور مكثف !
تمت إقامة خيمة أسفل الكنيسة مقر الصلاة لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي وصلت إلي خمسة آلاف شخص, وعلقت صور الضحايا في أنحاء الدير. وفي الثامنة صباحا توافد مطارنة وأساقفة وكهنة الكنيسة من مصر والخارج, حيث استقبل نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي ونيافة الأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة كلا من نيافة الأنبا بطرس ونيافة الأنبا يوأنس سكرتيري قداسة البابا شنودة ونيافة الأنبا ويصا مطران البلينا ونيافة الأنبا سوريال أسقف ملبورن بأستراليا ونيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بني مزار ونيافة الأنبا أنطونيوس أسقف منفلوط ونيافة الأنبا باخوم أسقف سوهاج ونيافة الأنبا تيموثاوس أسقف الزقازيق ونيافة الأنبا بسادة أسقف أخميم ونيافة الأنبا غبريال أسقف بني سويف ونيافة الأنبا مرقوريوس أسقف جرجا ونيافة الأنبا شاروبيم أسقف قنا ونيافة الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة, وحشدا كبيرا من كهنة أبروشيات قنا وبني سويف والمنيا ورهبان دير مارجرجس بالرزيقات وأديرة وادي النطرون.
مشهد مهيب
ترأس صلاة القداس نيافة الأنبا ويصا وجلست أسر الضحايا في الصفوف الأمامية وهم رافعون صور أبنائهم وجلس بجوارهم عدد من الشباب المصابين الذين قدر لهم الخروح من المستشفي قبل قداس الأربعين ليشاركوا ذكري أصدقائهم وهم يتألمون ويتذكرون لحظات طلقات النار التي حولت فرحة المدينة بالعيد إلي سرادق عزاء وبكاء.
أثناء سير صلاة القداس توافد المسئولون للتعزية وعلي رأسهم اللواء مجدي أيوب محافظ قنا واللواء محمود جوهر مدير أمن قنا واللواء محمود دياب مفتش أمن الدولة بقنا والقيادات الأمنية والمحلية وأئمة ومشايخ الأزهر, وعلي رأسهم فضيلة الشيخ محمد أبو زيد وكيل وزارة الأوقاف في حين تغيب عن الحضور أعضاء مجلسي الشعب والشوري الذين تعرضوا لهجوم واتهامات من الأقباط ومن وسائل الإعلام عقب الحادث.
قدم نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي الشكر للمطارنة والأساقفة والكهنة علي حضورهم لقداس الأربعين والشكر لمحافظ قنا ومدير الأمن والقيادات التنفيذية ورجال الدين الإسلامي, قال نيافته: هذه مناسبة تحتفل فيها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبلادنا العزيزة مصر بالشهداء الذين قدموا نفوسهم في ليلة عيد الميلاد لتخرج مع الملائكة والسمائيين تردد: المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة.
وتحدث نيافة الأنبا يوأنس, حيث نقل تعزيات قداسة البابا شنودة الثالث وأن أقباط نجع حمادي في قلب وعمق إحساس قداسته, ثم ألقي نيافته حوارا تخيليا من خلال محاكاة بينه وبين شهداء نجع حمادي تضمن عددا من الأسئلة يجيب عليها الشهداء وما يتمتعون به في الفردوس من رؤية القديسين ومعرفة واقتراب أكثر لله.
أكد نيافة أنبا ويصا مطران البلينا في كلمته: قداس الأربعين جاء تأبينا للشهداء الذين راحوا ضحية مذبحة وجريمة ننتظر الوصول لمحرضيها قبل صدور الحكم علي الجناة الذي يجب أن يكون رادعا لوقف هذه الاعتداءات وتفعيل دولة القانون.
وقدم نيافة أنبا بيمن أسقف قوص ونقادة الشكر لكافة المسئولين الذين حضروا لتقديم واجب العزاء, حيث قال: قداس الأربعين لهو تتويج وتكريم لشهداء الميلاد ومشاركة لأسرهم, ويتبقي المحاسبة العادلة للجناة وهذا متروك للقضاء المصري العادل.
في انتظار العدل ..
وقفت أسر الضحايا تستقبل العزاء من الحضور. والد الشهيد أبانوب كمال قال: قلوبنا بدأت تشعر بارتياح بعد رد الفعل من كافة المسئولين وتحويل الجناة للمحاكمة, وما حدث من غضب ومسيرات في كل العالم كان سبب تعزية لنا, وإذا ما استمرت هذه اليقظة من قبل الدولة سوف تحل مشكلات كثيرة للأقباط, ونحن كأقباط نطالب بتفعيل المادة الأولي من الدستور بتطبيق المساواة والعدالة في كافة الأمور كمواطنين مصريين, ونطالب بمحاكمة المحرضين لأن الجناة مجرد أيدي ولكن المحرك للجريمة مازال طليقا يجب عقابه حتي لا يكرر هذه الجريمة بأيد أخري.
وقال والد الضحية رفيق رفعت وليم: مازلنا نشعر بالألم والحسرة علي ابننا لا سيما أن لديه طفلين كلما نظرنا إليهما نتذكره ولكن عزاء الناس والأساقفة والمسئولين أعطي لنا نوعا من التعزية ولا سيما مقابلة قداسة البابا التي أخمدت الكثير من النيران داخل قلوبنا.
وقالت زوجته: ليس بإمكاننا عمل شئ سوي التوجه لله وطلب النياح لنفسه وربنا يدبر أمورنا ويعطينا العزاء من السماء.
عقاب الجناة لن يرجع ابني هذا ما قاله والد بولا عاطف يسي: الابن غال ولكن الرجاء والتعزية لنا أن أبناءنا في مكان أفضل, وعقاب الجناة هو رادع للآخرين حتي لا تسول لهم أنفسهم ذبح الإنسان بهذه الوحشية, أما لقاء قداسة البابا فقد أسكن بقلوبنا السلام ونحن نطالبه دائما بالصلاة من أجلنا.