أحبت العمل الاجتماعي ومنه إلي العمل السياسي وإن وجدت نفسها تصارع في مدينة تحكمها القبلية حيث تتصارع القبائل لتحتل المراكز, هذا غير الفكر الذكوري الذي يرفض ترشيح امرأة ضد رجل ولكنها أصرت أن توجد لها مكان في هذا المجتمع لترسخ وجود المرأة أولا والأقباط ثانيا في العمل السياسي في محافظتها.
هي هدي نعيم مرشحة مجلس الشعب لعام 2010 من محافظة قنا علي مقعد المرأة وتعمل مهندسة بمديرية الزراعة, عضوة بمجلس سابق, سبق لها الترشح لانتخابات الشعب 2000, ثم 2005, وكانت المرأة الوحيدة المرشحة في دائرتها في انتخابات مجلس الشعب, وبالرغم من إخفاق التجربتين إلا أنها أصرت علي المحاولة مرة أخري, وهي تعمل في العمل العام والسياسي منذ عشرين عاما, عضوة بالمجلس القومي للمرأة, عضوة بالاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية.
* أهم ما يميز هدي نعيم في برنامجها الانتخابي لتتميز بين كل السيدات المرشحات؟
* * أنا مرشحة كمستقلة في دائرتي أمام 17 سيدة تقدمن للمجمع الانتخابي للحزب الوطني 40 سيدة بين مستقلة وأحزاب معارضة. أما أهم ما يميز برنامجي الانتخابي أني لن أعلن عما لا أملك, ففي انتخابات عامي 2000, 2005 كان برنامجي الانتخابي رؤيتي وهي مساندة شعب المحافظة, أما الآن فالخدمة العامة تأتي من خلال موازنة الدولة والخدمة العامة الآن مفروضة برؤية سياسية لذا برنامجي يعتمد علي الحقيقة والوضوح وتواجدي مع الناس وتحديد احتياجاتهم والمساعدة في تلبيتها وأخيرا هي استكمال وتوسيع مسيرة العطاء وعملي الخدمي.
* ما هو تقييمك لدور المرأة سياسيا في المجتمع المصري؟
* * أولا كان إقدام المرأة علي العمل السياسي محددا بأعداد قليلة, أما الآن فيوجد إقبال كبير علي الترشح علي كوتة المرأة بدون خبرة سابقة وبدون ضوابط أو شروط للترشيح في كوتة المرأة, وكثيرات يقدمن علي الترشح من باب الواجهة الاجتماعية, وفي مجتمعنا في قنا تحكمنا القبلية والذكورية وبفرض التزامات وأعباء مختلفة عن أي مجتمع آخر.
* الكوتة نظام جديد هل ستحقق المرأة مطالبها؟
* * أتمني أن يكون اختيار النساء في الكوتة بدون تدخلات أو محسوبيات بل اختبارات حقيقية ينتجها العمل الميداني فنريد نماذج تنجح التجربة.
وتضيف أن عدد 64 امرأة في البرلمان إنصاف للمرأة في ترشيح الرجل ويدعم مكانتها الاجتماعية والسياسية, وعلي الرجل أن يدعمها في هذه التجربة كي يستطيع اختراق المجتمع الذكوري دون دعم الرجال.
* 64 سيدة في البرلمان هل ستحقق التوازن المطلوب تحت البرلمان؟
* * العدد لا يحقق التوازن بل كفاءة الاختيار وكفاءة الإلمام بالحياة السياسية, فالمرأة في البرلمان لن تتحدث عن مشاكل كل المرأة فقط بل عن الأسرة والمجتمع. فلا نريد تكرار تجربة السادات في تعيين 30 سيدة بالبرلمان, حيث لم تكن تجربة حقيقية وباءت بالفشل.
* أعلن المجلس القومي للمرأة عن تدريبات للمرشحات هل أفادتك؟
* * لم أشارك بتدريبات المجلس القومي للمرأة فقد نفذت لبعض السيدات من اختيار الأجهزة التنفيذية وبدون شروط أو كفاءات محددة وهي غير موفقة.
* كمرشحة في الصعيد ما هي المشاكل التي تواجهينها؟
* * يسيطر علي المحافظة القبلية من عرب وأشراف علي أساس ترشيحاتهم ترسم الخريطة السياسية في المنطقة وفي عام 2000 رشحت لانتخابات مجلس الشعب وكنت أول امرأة ترشح نفسها ضد رجل أولا, وخارج هذه القبائل ثانيا. فقد شعرت أن لي الحق في الترشح كامرأة وكقبطية أيضا فإن كنت لا انتمي لهذه القبائل ولكن من المجتمع وضمن نسيجه الوطني.
* ماذا عن مشاكل الترشيح والدعاية الانتخابية؟
* * حتي الآن لا يوجد مشاكل فالأمور ميسرة بحيادية وسهولة بدون أي صراعات ولكن الخوف من ترشيحات الأحزاب حيث نتمني أن يكون الترشيح بمصداقية حقيقية ليس مجرد ترشيح أمينات المرأة بالحزب وتكون بالتزكية فإن كان الحزب يبحث عن الولاء فكلنا مصريون ولدينا ولاء لبلدنا مع الحرص علي عدم التدخلات حتي لا تفشل التجربة. ولكن المشكلة تأتي مع العدد الكبير المرشح لذا اتمني أن نخرج من القبلية والطائفية لاختيار الأصلح.