محافظة السويس تمتعت بمخزون حضارى وتاريخى عريق خاصة أنها لم تكن معزولة عن الحضارة المصرية القديمة،وربما كانت حلقة الوصل مع حضارة بلاد الرافدينالعراق ومنذ بداية عصر الأسرات حتى نهاية العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والنبطية عبر خليج السويس،وهذا بالفعل ما أسفرت عنه الاكتشافات الحديثة التى يقوم بها المجلس الأعلى للآثار منذ عدة سنوات تحت إشراف الدكتور الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى لتسليط الضوء على أهم الآثار الموجود بالسويس والاكتشافات الحديثة كان لنا هذا الحوار مع توبى محمود مدير عام آثار السويس بداية نود أن نعرف لمحة سريعة عن المناطق الأثرية بالسويس وأهم اكتشافاتها؟ السويس تزخر بحوالى منطقة أثرية معظمها مكتشف حديثاً وأهمها منطقة آثار العين السخنة عند الكيلو بطريق خليج السويسالزعفرانة،وترجع أهميتها للنقوش والكتابات التى تؤرخ لعصر الدولة الوسطى والعصور العربية وحتى الفتح الإسلامىأيضاً هناك مجموعة من أعمال الحفائر المكتشفة من قبل البعثة الفرنسيةالمصرية المشتركة بالموقع،والتى تشير إلى أن هذا المكان لعب دوراً كبيراً فى إرسال بعثات التعدين،وبخاصة معدن النحاس فى الأسرتين، وكذلك عصر الملك أمنحوتب الأول والمنطقة تحتوى مجموعة من المغارات المستخدمة لاستخراج خام الملاكيتالنحاسوأسفر الكشف أيضاً عن عدد من الأفران التى استخدمها المصرى القديم لصهر معدن النحاس سواء المستخرج من داخل المغارات أو الوارد من سرابيط الخادم براً وبحراً بعد انقطاع عروق النحاس من المغارات،هذا إلى جانب العثور على بقايا مراكب خشبية متفحمة كانت تستخدم لنقل هذا الخام عبر خليج السويس كما تم الكشف عن مجموعة من النقوش الصخرية على الجدران التى توضح مدى اهتمام الفراعنة بهذه المنطقة خاصة فى عهد الدولة الوسطى حيث ذاع صيتها فى التعديد خلال تلك الفترة إلى أن استمرت المنطقة فى العمل لفترات طويلة من خلال النقوش الموجودةعلاوة على الكشف عن مساكن لعمال المحاجر والآثار المنقولة التى تم تسجيلها وجارى العمل بها منذ أعوام وحتى الآن بمعرفة البعثة المصرية الفرنسية المشتركة تمهيداً لفتحها للزيارة بالإضافة إلى منطقة آثار السليك عند الكيلووتضم مجموعة من اللوحات المنقوشة على الصخر،وأيضاً منطقة آثار البوصيلات عند الكيلو وتعود لعصور ما قبل التاريخ وبها بقايا حيوانات ومناظر قديمة ربما تعود للعصر الحجرى لعصور الحديث وآثارالرسيسوهى عبارة عن واد بين جيلين يعود لعصر ما قبل الأسرات ويحوى مجموعة كبيرة من النقوش الصخرية لمناظر طبيعية للرعى والصيدفضلاً عن منطقة آثار تل اليهودية داخل مدينة السويس ويحوى بقايا كنيسة شرقية قديمة ومقابر للجنود الألبان فى مصر محمد على وآثار عجرود هى عيارة عن قلعة تعود للعصور الإسلامية وماذا عن منطقة آثار أولاد موسى؟ لأهمية منطقة آثار أولاد موسىالوادقعة بالقطاع الريفى بقرية أبو ترك التابعة لحى الجناينتجرى بها دفائر منذ سنوات بمعرفة المجلس الأعلى للآثار،وقد اسفر الكشف عن مجموعة من الكتل الحجرية المنقوشة وتعود لعصر الملك نختنبوالثانى من الأسرة الثلاثين وكذلك الكشف عن ميناء قديم يعرف باسم قناة سيزوستريس حفرها الفراعنة لتربط بين البحرين الأحمر والمتوسط كيف يتم ترميم الآثار المكتشفة؟ يوجد قسم ترميم ومعالجة وتقوية الأحجار المكتشفة بداية من النقوش وإزالة الأملاح والأتربة والمواد العالقة بواسطة متخصصين وكوادر مصرية مدربة مؤهلة لتتم الترميمات وفقاً لخطط علمية متقنة ومدروسة للحفاظ على آثارنا المكتشفة كيف يمكن التعامل مع المواقع الأثرية المكتشفة؟ لدينا إجراءات متبعة مثل توثيق وجرد ومسح المواقع المكتشفة من خلال التقنيات الحديثة،كما يتم إعداد ملفات خاصة على الكمبيوتر وتضم كافة المعلومات الخاصة بالمواقع مرفقة بالصور وماذا عن الرؤية المستقبلية لمنطقة آثار السويس؟ نسعى جاهدين لوضع السويس على الخريطة السياحية وتنشيط حركة السياحة واستعلالها على أكمل وجه واستمرار أعمال الحفائر وتطوير نظم المواقع الأثرية