أكد الرئيس حسني مبارك أنه تم توجيه الدعوة إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة مصر في مايو المقبل لكن وزير الخارجية أفجيدور ليبرمان لن يكون بصحبته. وأضاف مبارك أن نتنياهو ## سيأتي وحده و معه مدير مكتبه ولن يأتي معه أي وزير آخر##. جاء تصريح الرئيس المصري ردا علي ما أعلنه مصدر بالخارجية الإسرائيلية أن وزير الخارجية أفجيدور ليبرمان تلقي أيضا دعوة لزيارة مصر خلال المحادثات في القدس التي قام بها مدير المخابرات المصرية عمر سليمان.
وكانت هذه المحادثات الأولي من نوعها علي هذا المستوي بين مسئولين مصريين وإسرائيليين في ظل وجود الحكومة اليمينية الجديدة في إسرائيل. وقال نتنياهو إن مصر وإسرائيل لديهما الكثير من المصالح المشتركة وأهمها السلام, وأضاف أن العلاقات بين البلدين## تقوم علي الاحترام المتبادل والصداقة والتعاون##.
وأكدت مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن محادثات سليمان وباراك ركزت علي التعاون الأمني لضبط الوضع علي الحدود بين مصر وقطاع غزة, وما يتعلق بخلية حزب الله التي ألقي القبض عليها مؤخرا في مصر.
وأفادت الأنباء أن محادثات المسئول المصري ركزت علي استيضاح المواقف الإسرائيلية الجديدة خاصة فيما يتعلق بعملية السلام, وأيضا جهود الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
يشار إلي أن سليمان يشرف علي جهود الوساطة المصرية بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلي تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة. وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أن ليبرمان عبر خلال اللقاء مع سليمان عن ##احترامه وتقديره للدور القيادي لمصر في المنطقة واحترامه شخصيا للرئيس المصري حسني مبارك ##.
وأضاف البيان أن إسرائيل ومصر ستواصلان تعاونهما الحيوي لضمان الاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط. وصرح ليبرمان للإذاعة الإسرائيلية العامة ان ##هناك تطابقا كبيرا في المصالح بين إسرائيل ومصر مما يشكل مناسبة للتعاون بين بلدينا اللذين يواجهان المخاطر نفسها##.
يذكر أن ليبرمان رفض الالتزام بتعهدات الحكومة الإسرائيلية السابقة خلال مؤتمر أنابوليس عام 2007 التي تقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ومن ناحية أخري حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الحكومة اليمينية في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو من أنها تغامر بفقدان التأييد العربي في مواجهة أي تهديدات من إيران إذا تجنبت محادثات السلام مع الفلسطينيين. وقالت كلينتون وهي تشير إلي نفاد صبر الولايات المتحدة إزاء تحفظ رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن محادثات السلام, إن الدول العربية أوضحت لها أن إسرائيل يجب أن تلتزم بعملية السلام الفلسطينية إذا كانت تريد مساعدتها في مواجهة إيران.
تجدر الإشارة إلي أن الولايات المتحدة ملتزمة بالسعي من أجل التوصل إلي حل يستند إلي قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلي جنب وترغب في إحياء محادثات السلام المتعثرة.
هذا ومن المقرر أن يزور نتنياهو واشنطن في أوائل شهر مايو القادم. وقالت كلينتون إنها لن تصدر أحكاما مسبقة علي الموقف الإسرائيلي إلي أن تعقد محادثات وجها لوجه مع نتنياهو.
من ناحية أخري, مارس أعضاء في الكونجرس ضغوطا علي كلينتون بشأن طلب تمويل للفلسطينيين قائلين إنه يجب أن تكون هناك ضمانات قوية بأن حماس لن تحصل علي أي أموال إذا انضمت الحركة الإسلامية إلي حكومة وحدة وطنية يجري الحديث بشأنها. وقالت كلينتون إن وزارة الخارجية الأمريكية ستتابع بعناية المساعدات وسيجري اتخاذ خطوات إضافية للتأكد من أن أموال دافع الضرائب الأمريكي لن تذهب إلي حماس.