كتب _ جورج رياض
تضاربت الأنباء حول اقتراب التوصل إلي اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وقبول حركة حماس للمبادرة المصرية, غير أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ ##حماس##أعلن أول أمس الجمعة أن حماس لن تقبل شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وأنها ستواصل المقاومة المسلحة إلي أن توقف إسرائيل هجومها داعيا – خلال افتتاح الاجتماع التشاوري الطاريء في الدوحة – الزعماء العرب المجتمعين في قطر إلي قطع كل الروابط مع إسرائيل.
يأتي هذا بعد ساعات من المفاوضات الطويلة التي قادتها القاهرة لتنفيذ المبادرة المصرية, وشهدت مرونة من قبل ##حماس## وإسرائيل – وفقا لما تم تسريبه من داخل أروقة هذه الاجتماعات _ حيث ذكرت المصادر الدبلوماسية أن الحركة أبلغت مصر أنها ستوافق علي وقف إطلاق النار لمدة عام قابل للتجديد في قطاع غزة إذا سحبت إسرائيل كل قواتها من القطاع خلال ما بين خمسة وسبعة أيام,وأعادت فتح المعابر الحدودية علي الفور.وطالبت حماس في اقتراحها بأن تضمن مصر والمجتمع الدولي استمرار فتح كل المعابر الحدودية المؤدية إلي غزة. وأبلغت الحركة مصر بأنها مستعدة لقبول نشر مراقبين أتراك لكنها اعترضت علي اقتراح بتمركز قوات من حرس الرئاسة التابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس في معبر رفح بين قطاع غزة ومصر.
وأعلن بيان صادر عن رئاسة الوزراء في إسرائيل أن إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر إرسال ليفني إلي الولايات المتحدة علي وجه السرعة لتوقيع اتفاق إسرائيلي-أمريكي يهدف إلي معالجة قضية تهريب الأسلحة, وهو أحد شروط إسرائيل لوقف حربها المستمرة في قطاع غزة.
وهذا شهد العالم العربي انقساما واضحا وحربا ##للقمم العربية## خلال الساعات القليلة الماضية, حيث عقد في العاصمة القطرية الدوحة اجتماعا تشاوريا شارك فيه عدد من الرؤساء العرب والوزراء الذين يمثلون 12 دولة فضلا عن وفد يمثل حركة حماس برئاسة خالد مشعل والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والسنغالي عبد الله واد وممثلين عن تركيا واندونيسيا. وكانت قطر قد دعت إلي قمة عربية عاجلة في الدوحة لكنها فشلت في تأمين النصاب الكافي لعقد القمة والبالغ 15 دولة (أغلبية الثلثين) بعد ضغوط قوية من مصر والسعودية-اللتين عارضتا فكرة القمة القطرية-وغابت عن الحضور المغرب واليمن والكويت والبحرين.وصرح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية قائلا: إننا إذا ذهبنا إلي القمة العربية الطارئة المقترحة في الدوحة, فسوف نقضي علي القمة الاقتصادية والاجتماعية المقررة في الكويت يومي الاثنين والثلاثاء.
فيما أعلن عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن جلسة رسمية مغلقة سيعقدها القادة العرب في قمة الكويت الاقتصادية, التي ستبدأ غدا الاثنين, لمناقشة الأوضاع في غزة والعالم العربي, وسوف يصدر عنها قرارات, وتشير الدلائل إلي مشاركة أكثر من 17 دولة عربية علي مستوي القادة في مقدمتهم مصر والسعودية وتونس والبحرين والأردن والعراق ولبنان وسورية.
كان وزراء الخارجية العرب قد اتفقوا خلال اجتماعهم بالكويت أول أمس علي مشروع قرار عربي يرفع إلي القمة غدا, ويدعو إلي وقف العدوان الإسرائيلي علي غزة وفتح جميع المعابر وإنهاء الحصار وفق آلية المبادرة المصرية.