وصل إلي سورية أمس المبعوث الأمريكي إلي الشرق الأوسط, جورج ميتشيل, لإجراء محادثات تتعلق بإمكانية إعادة إحياء مفاوضات السلام بين دمشق وإسرائيل, وفق ما أكدته وزارة الخارجية الأمريكية.وقال متحدث باسم الوزارة, إن ميتشيل زار العاصمة الإماراتية أبوظبي, في أولي محطاته بالشرق الأوسط, ثم غادر إلي دمشق , ومن ثم إلي إسرائيل اليوم ,وستشمل جولته عدة محطات أخري, بينها مصر والبحرين, دون المرور علي بيروت.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية,فيليب كراولي:أن هناك بعض التقارير التي فهمت بطريقة مغلوطة حول نية الولايات المتحدة الضغط ماليا واقتصاديا علي إسرائيل بسبب ملف الاستيطان, وهذا أمر غير صحيح, وهذا هو سبب ذهاب ميتشيل إلي الشرق الأوسط.
ولدي سؤاله عن احتمال أن يكون لزيارة ميتشيل صلة بالتقارير حول محاولة تركيا إعادة فتح خطوط التواصل غير المباشر بين دمشق وتل أبيب قال كرولي: أعتقد أن للزيارة عدة أهداف, ومن الواضح أننا نرغب في معرفة الأمور التي يمكن أن تكون سورية علي استعداد لتنفيذها بغية السير قدما في عملية التسوية.. كما أننا نحاول تطوير القضايا الثنائية بيننا وبينهم.
ويذكر أنها الزيارة الثانية التي يقوم بها ميتشيل لسورية منذ منتصف يونية الماضي, وهي تأتي في ظل وصول ملف السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلي مرحلة معقدة, مع إصرار تل أبيب علي مواصلة عمليات الاستيطان.وقد أدت الخطوة الإسرائيلية إلي صدور ردود فعل أمريكية رافضة, وتدعو إلي الالتزام بما تنص عليه خطة ##خريطة الطريق## الخاصة بالسلام, الأمر الذي رأي فيه خبراء بوادر أزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة علي المستوي السياسي.
وفي الوقت الذي يزور فيه ميتشيل دمشق, يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلي العاصمة البريطانية لندن, حيث يجري محادثات مع كبار المسئولين البريطانيين, بمن فيهم نظيره ديفيد ميليباند, في تطور جديد يعكس الانفتاح الغربي المتواصل علي النظام السوري.
ومن ناحيته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في كلمة موجهة إلي العرب إن مبادرة السلام العربية من شأنها الإسهام في جهود التوصل إلي اتفاق سلام إقليمي شامل, معربا عن أمله في صياغة اتفاق سلام مع الفلسطينيين في الأشهر المقبلة. وأشاد نتانياهو, خلال مشاركته والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في حفل أقيم في منزل السفير المصري لدي تل أبيب ياسر رضا بمناسبة الذكري الـ 57 لثورة يوليو بمبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية عام 2002, موضحا أنها من الممكن أن تكون نقطة انطلاق لسلام بين العرب وإسرائيل.
كانت مبادرة السلام العربية التي تدعمها 22 دولة عربية قد عرضت علي إسرائيل تطبيعا للعلاقات الدبلوماسية معها مقابل انسحاب قواتها من الأراضي الفلسطينية التي سيطرت عليها عام 1967 والقبول بقيام دولة فلسطينية والتوصل إلي حل مناسب لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
هذا وأشاد نتانياهو بموقف ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي دعا- في مقال افتتاحي نشر في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الأسبوع الماضي – العرب إلي فتح باب الحوار مع إسرائيل.
ورد مستشار السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة علي تصريحات نتانياهو بالقول إن الفلسطينيين علي استعداد لاستئناف المحادثات علي الفور بشأن حل الدولتين القائم علي انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 ومنها القدس الشرقية. وقال أبو ردينة إنه إذا استجابت إسرائيل لهذه الشروط بما في ذلك وقف أعمال البناء في المستوطنات فسوف تصبح الطريق ممهدة أمام تحقيق السلام, حسب تعبيره.