* أول أمين عام حاول تخليص المنظمة من الهيمنة الأمريكية..
* أول أمين عام تستخدم أمريكا الفيتو ضد تجديد مدته..
* شكل لجنة تقصي حقائق في أحداث البوسنة برئاسة المحام المصري الأمريكي د.شريف بسيوني.. ورفضت أمريكا اللجنة..
* أول أمين عام يصدر تقريراً بإدانة إسرائيل في عدوانها علي جنوب لبنان..
كانت هيئة الأمم المتحدة قد قررت إرسال طائرة خاصة لنقله منالمستشفي إلي باريس لاستكمال علاجه وإجراء عملية جراحية جديدة.. لكن ملاك الموت كان أسبق..
وكان آخر من زاره محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان.. خرج من الزيارة ليقول رغم حديثه معي حول المجلس: شعرت منكلماته أنه يودع الحياة.
الذي يريد أن يتعرف علي شخصية د.بطرس بطرس غالى عليه أن يقرأ كتابه الأخير بدر البدور حكايات عن أحداث واجهته في مسيرة حياته السياسية خوصا في الأعوام الأخيرة.. يحكيها بما يشعرك أنهي تحدث إليك لبساطة الأسلوب وهو يطرح الأحداث ويطرح معها فكره ورؤيته.. حكايات بعضها يدعو للابتسام.. وأخري تستدر الدموع.. كما يبدو ترتيبها الواعي سلسلة تحكي التاريخ وتقودك الأحداث إلي الوعي السياسي.. وتحث علي ضرورة أن يكون لك رأي ورؤية تتمسك بهما حتي لا تلعب بك الأحداث.. يحكي عن كامب ديفيد.. والصراع علي تحرير سيناء بالكامل والحكايات -رغم الصراع– فيها ما يدعو للابتسام (أي ما نسميه الدبلوماسية الناعمة).. وهنا يحاول أن يذكربما حدث لجده بطرس باشا غالي عندما كان رئيساً للوزراء والضغوط التي مورست عليه من الداخل والخارج لكي يسمح لليهود بالاستيطان في سيناء (جيش الاحتلال البريطاني وسيطرة اليهود في الداخل علي الاقتصاد الوطني).. ويرفض جده كل هذه الضغوط والإبقاء عليسيناء أرضا مصرية.
قلت له: لماذا يدعوك أنور السادات باسم بيتر وليس بطرس.. ضحك قائلا: إذا عارضته في رأيه أو قلت رأيا يخالف رأيه فإنه يناديني باسم بيتر.. أما إذا جاء رأي لي يعجبه ويوافق عليه فهو يناديني باسم(د.بطرس).. وأذكر أنه ظل يناديني باسم بيتر عندما نشرت ترجمة لمقال للسفير الأمريكى الذي عاصر بداية ولايته السادات وفيه أن الرئيس السادات ممثل جيد.. يا بيتر أنا ممثل جيد.. مقال السفيرالأمريكي الذي غادر القاهرة كان قد نشر في مجلة (الشئونالخارجية) الأمريكية وترجمه الدكتور بطرس في مجلة السياسة الدولية التي ظل يشرف عليها بعض الوقت حتي بعد أن كان وزيرا للدولة للشئون الخارجية..
رغم التفاخر بأنه مصرياً عربياً أصبح منتخباً من 170 دولة أمين عام منظمة الأمم المتحدة إلا أن دولاً عربية اتخذت موقفا معاديا للدكتور بطرس وسارت في ذات
الاتجاه التنظيمات الدينية المصرية أيضا علي صفحات جريدة حزب العمل (الشعب).. إزاء أحداث البوسنة حيث شهد الموقف صراعاً بين الدكتور بطرس الأمين
العام للأمم المتحدة والإدارة الأمريكية عندما قرر الدكتور بطرس تشكيل لجنة تقصي حقائق برئاسة المحامي المصري الأمريكي د.شريف بسيوني الذي هو في نفس الوقت مستشار لجنة حقوق الإنسان بالكونجرس الأمريكي.. واعترضت عليه أمريكا خشية انحيازه.. (بالمناسبة شريف بسيوني هوحفيد محمود بسيوني
القطب الوفدي وكان رئيسا لمجلس الشيوخ في زمن الوفد)..
وفي ذات الوقت قادت أمريكا بواسطة رئيسة وفدها في الأمم المتحدة اليهودية وزيرة الخارجية فيما بعد حملة خبيثة داخل أروقة المنظمة ومجلس الأمن ضد الأمين العام مروجة لعدم التجديد له..
وكتبت في القاهرة مقالاً بعنوان ”وسقط بطرس غالي“ مشيرا إليالتماثل بين اليهودية الأمريكية وبين تنظيمات التطرف إزاء الرجل.. وتحقق للطرفين قرار الإدارة الأمريكية فيتو علي بقاء الدكتور بطرسأمينا عاما للمنظمة رغم موافقة 14 دولة من 15 دولة أعضاء في مجلس الأمن علي التمديد لفترة ثانية للدكتور بطرس ولكن أمريكا تملك حق الفيتو علي أي قرار حتي ولو كانت قرارات الأغلبية الكاسحة.
قبل أن يغادر إلي منصب الأمين العام للأمم المتحدة وكان لايزال وزيردولة للشئون الخارجية.. وكان الحديث عن الانتخابات النيابية بعد قرار المحكمة الدستورية بحل
البرلمان الثاني في ظل ولاية الرئيس الأسبق حسني مبارك.. وبداية تحالف جديد بين حزب العمل وجماعة الإخوان بعد انقضاض تحالفهم مع حزب الوفد.. كان الحديث عن أصوات الأقباط.. وكان مقالي في المصور بعنوان الأقباط قوة ترجيحية.. لكن الرئيس الأسبق حسني مبارك رفض خلال حوارفي لجنة الانتخابات الحزبية معتبرا أن الأقباط سلبيون وليس لديهم دافع للذهاب إلي لجانالانتخابات بل كثير منهم لا يحمل بطاقة انتخابات..
وكتبت في الزميلة الأهالي مقالا بعنوان من المسؤل عن سلبية الأقباط؟, وأشرت في المقال إلي المجالات المحظور تعيين أقباط في وظائفها حتي البسيطة منها وعددت هذه المجالات منها ما هو مدني وغير مدني.. وخرج الزميل صلاح عيسي مدير التحرير (أمين المجلس الأعلي للصحافة الآن) أن يضع عنوان الموضوع إلي المانشيت الأحمرالرئيس في الصفحة الأولي..
في الصباح التالي تلقيت عبر التليفون اتصالا من الدكتور بطرس بطرس غالي وزير الدولة للشئون الخارجية:.. أنت ألقيت حجرا في بركة آسنة..
وذهبت إلي مكتبه بدعوة منه.. وشاء أن يخرج من مكتبه ليجلس بجواري علي كرسي مواجه في حوار متشعب بين السياسة والاقتصاد والانتخابات وضرورة حرص المواطن أن يكون له دور في تنميةشخصيته من خلال تنمية الانتماء للوطن حتي لو جار عليه الوطن..
رأي في الرجل وهو حي
بطرس غالي هو نفسه منظمة دولية لحقوق الإنسان.. هو أهم حكماء عالمنا المعاصر.. أفريقيا في قلبه وعقله..
المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا
أسس منظمة تضم دول حوض النيل في نهاية الثمانينيات كأنه كان يتنبأ بالأحداث.. عمد إلي تأسيس منظمة إقليمية تضم دول حوض النيل عرفت باسم منظمة إندوجو تتولي الإشراف علي تنظيم مياه النيل سواء في الطاقة أو الزراعة أو الري أو المواصلات النهرية..
للأسف المنظمة انهارت بعد أن غادر الخارجية إلي الأمم المتحدة لأنكلا الدولتين الخرطوم وأديس أبابا لم تكونا متحمستين للاستمرار..