اشتاق الرجل إلي أن يشاهد الشارع ويسترجع ذكرياته وانجذب أيضا عدد كبير من الشباب للمشاركة في إعادة الشارع من جديد ونظروا إليها من خلال الكوبري الذي يوجد أعلاها علي أنها مركز ثقافي يقدم كل المعارف المختلفة إلي الإنسان ومن هنا بحثنا عن القيمة والوعي والطراز القديم بكل ما به من معالم, وفكر القائمون علي المركز أن يضموا عددا من المظاهر المنتشرة في الشارع خاصة في الأحياء الشعبية.
تستعد ساقية عبد المنعم الصاوي لعمل الجزء الثاني من مهرجان الشارع المصري القديم الذي أقيمت بداية فعالياته في الجزء الأول من المهرجان في فبراير الماضي والذي حقق استقبالا كبيرا من الجميع وأرادوا تكرار هذا المهرجان كل شهر لكن عندما يظهر لنا في فترة من الفترات نشتاق إليه ونتمني عودته سريعا ونريد أن يتحول الشارع الحالي إلي شارع مثل شوارع الأحياء القديمة والحياة البسيطة, حيث يقسم الشارع إلي ركنيات عديدة وكل ركن هو فن من أنواع الفنون التي اندثرت مع الوقت, فهو يحاول تذكر التراث القديم بكل ما فيه من مظاهر كانوا يستمتعون بها وبممارستها.
مهن اندثرت
بدأت فعاليان المهرجان يوم الجمعة الماضية بقاعة النهر, والفكرة قائمة علي تخيل الشارع المصري مسرح كبير يحتوي في كواليسه علي فنون عديدة اندثر البعض منها وسيحاول المهرجان تذكرها ولو لمرة واحدة سنويا من خلال مهرجان الشارع, وهناك بعض المهن من صميم الموروث المصري ولكن ينظر لها بشئ من الخجل أو التهميش وهي قيادة القيرداتي كما نجد الفنون المتنوعة التي لم تحظي باهتمام مثل الأكروبات, والتخت الشرقي, وركن الناي, والعود, وميدان الفلكلور, والرجل التنين ألعاب النار, بالإضافة إلي عرض الساحر والتلات ورقات, وتصوير الفنانين ونذهب قبل كل ذلك إلي حلاق السعادة وبعدها مسابقات الجرافيتي ونط الحبل, ونغوص في الرحلات النيلية ونجلس في قهوة المعاشات.
توك توك الزمالك
من الجدير بالذكر أنه سوف يكون هناك ظهور خاص لتوك توك الزمالك, إيضا نشاهد ما يحدث أمام عربات الكبدة, وصناعة الزلابية والفشار, وحمص الشام والبطاطا وغزل البنات, والتي نراها كثيرا في الشارع في إطار الالتزام بالمعايير الصحية والأخلاقية, وكل ذلك في جو احتفالي موسيقي راق تتوه بداخله في متاهات الشارع حتي تري ماذا يحدث ويظهر الفرق الكبير بين الشارع الحالي والقديم بالساقية الذي توجد به المحبة وعدم التفرقة بين الناس ووضوح ثمة التغير التي حدثت في الأخلاق والآداب العامة ففي هذا الشارع لا نجد التلوث أو أي علامات للدخان, وتتلاشي أيضا المعاكسات والتحرشات فهو في النهاية الشارع النظيف الذي لا يوجد حاليا واختفت معالمه.
نجحت ساقية الصاوي في تقريب كل ما يمس العقل إلي القلب لتجذب إليها أعدادا كبيرة من الجمهور ليصل روادها يوميا إلي 2000 شخص يستمعون ويشاهدون ما تقدمه الساقية من عروض وندوات ومهرجانات, رغم حداثة إنشائها جذبت إليها رجل الشارع, حيث تأسست الساقية علي يد المهندس محمد عبد المنعم الصاوي ابن الأديب والصحفي الراحل عبد المنعم الصاوي عام 2003, واختار لها هذا الاسم تكريما لوالده صاحب رواية الساقية خماسية الأجزاء, وجعل شعارها تسقي فكرا وثقافة, وتختار كل عام شعارا مختلفا عن العام الماضي يرتبط في الأساس بترسيخ مفاهيم محترمة في عقول الشباب لهذا جعل عام 2010 عام النور.