تفجرت بوادر أزمة جديدة بمدينة بني مزار بالمنيا بعد منع إدارة مدرسة الشيخ فضل الثانوية المشتركة بالمدينة دخول طالبة قبطية بالصف الأول الثانوي للمدرسة لليوم الثاني عشر علي التوالي لرفضها ارتداء غطاء للرأس حجاب ووصفها بالمتبرجة, وعندما ذهب والد الطالبة للاحتجاج بالمدرسة قامت الإدارة بتحرير محضر سب وقذف ضده حمل رقم 13 أحوال نقطة الشيخ فضل بتاريخ 17 سبتمبر, وعندما حاول مدير الإدارة التعليمية ببني مزار حل الأزمة وذهب بصحبة الطالبة إلي المدرسة قامت إدارة المدرسة بتحريض الطلاب علي الاعتصام وإلغاء اليوم الدراسي الثلاثاء الماضي لمنع دخول الطالبة إلا بعد ارتداء غطاء الرأس وقالت الإخصائية الاجتماعية لمدير الإدارة التعليمية يستحيل دخولها المدرسة إلا بعد تغطية رأسها…!!.
* الدخول بالحجاب
قال وجدي حلفا محامي الفتاة إن إدارة مدرسة الشيخ فضل الثانوية المشتركة ببني مزار وجهت إنذارا للطالبات المسيحيات بضرورة ارتداء طرحة أشبه بالحجاب فوق الرأس وعدم كشف شعورهن ورفضت دخول أي طالبة لا تلتزم بغطاء الرأس وأمام تهديدات الإدارة اضطرت الكثير من القبطيات لارتداء طرحة عدا طالبة قبطية في الصف الأول تدعي فريال سوريال حبيب رفضت أسرتها هذا القرار باعتباره تعارضا مع الحريات ويمثل خطوات تهدد بأسلمة التعليم وعندما ذهبت الطالبة للمدرسة قامت الإخصائية الاجتماعية وتدعي علا عبدالفتاح بمنعها من الدخول وتكرر الأمر حتي الأربعاء لمدة اثني عشر يوما لم تتمكن الطالبة من الالتحاق بالمدرسة وعندما ذهب والد الطالبة للاحتجاج علي هذا السلوك قامت إدارة المدرسة بتحرير محضر ضده بتهمة سب وقذف وعلي أثرها توجه والد الطالبة بشكوي رسمية لنيابة بني مزار وشكوي للإدارة التعليمة ببني مزار أكد فيها أن المدرسة تحولت إلي بؤرة للمتشددين وخرجت عن نطاق دورها التعليمي لتفرض بالإكراه علي الطالبات ما لم ينص عليه القانون أو لوائح التعليم وطالب بالتحقيق في الواقعة والسماح بدخول ابنته للمدرسة بعد منعها لمدة 12 يوما وهو ما يهدد مستقبلها, كما حذر من تعنت الإدارة ضد ابنته.
وأضاف حلفا في تعليقه علي الواقعة بأن هذا الأمر في منتهي الخطورة وكانت نفس الواقعة تكررت في مدرسة للفتيات بالعياط وتم التحقيق منها في حينه ومحاسبة إدارة المدرسة ونقل القائمين عليها مشيرا إلي أن الواقعة تؤكد أن التيار الإسلامي يواصل زحفه نحو السيطرة علي منظومة التعليم ويفرض الحجاب علي المسيحيات وهو أمر مرفوض فلا يحق فرض الحجاب سواء علي المسلمات أو المسيحيات لأنها أمر يدخل في نطاق الحرية الشخصية.
* مجلس الوزراء يتقصي
أمام هذه التطورات حذرت منظمات حقوقية من خطورة أسلمة التعليم وقامت بعض المنظمات بإجراء اتصال بأسرة الفتاة لدعمها مثل جمعية تنمية الديمقراطية ومصريون ضد التمييز الديني واتحاد منظمات أقباط أوربا واتحاد شباب ماسبيرو وقال الدكتور محمد منير مجاهد منسق مجموعة مصريون ضد التمييز الديني وعضو لجنة العدالة الوطنية بمجلس الوزراء إنه قام بعرض القضية أمام مجلس الوزراء لخطورتها وشكل مجلس الوزراء لجنة للاتصال بأطراف الأزمة لتقصي الحقائق حول الواقعة التي تشكل أزمة خطيرة لتصاعد التيارات المتطرفة داخل مؤسسات التعليم.
وطالب اتحاد المنظمات القبطية بأوربا بتوجيه أنظار السادة القائمين علي مؤسسات التعليم وعلي رأسهم الوزير أن هذه السلوكيات العنصرية تزيد من تأجيج الفتن الطائفية وتعيق مساعي المنظمات القبطية داخل دول الاتحاد الأوربي لتقديم كل دعم وتعاون ممكن من أجل رفعة مستوي التعليم في مصر مطالبين باتخاذ قرارات وإجراءات سريعة وفورية لإنقاذ مستقبل الطالبة فريال سوريال حبيب ومحاسبة المسئولين لمنع تكرار ذلك سواء في نفس المنطقة التعليمية أو في غيرها داخل مصر ليكون ذلك رادعا وكافيا لسد بؤر فتن طائفية تلوث ثورة التحرير.