بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا (يوحنا 15: 5).. الله محبة…
أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.. لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير.. مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة.. من أراد أن يتبعني فلينكر ذاته ويحمل صليبه ويتبعني.. إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فأسقيه من أراد أن يخاصمك ويأخذك ثوبك فاترك له الرداء أيضا السيد المسيح قلبا مفتوحا للكل.. يجول يصنع خيرا (أع 10: 38) جئت ليكون لهم حياة ويكون لهم أفضل.. الكلام الذي أكملكم به هو روح وحياة.. جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.
السيد المسيح ينبوع حب للكل وقد قيل عنه إنه كان يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع متنوعة.. فشفاهم (متي 4: 23, 34), كان يحمل أوجاع الشعب كله وهو نفسه قال تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم (مت 11: 28) كان يعصب منكسري القلوب وينادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق ويعزي كل النائحين (إشعياء 16: 1, 2) كان يشفق علي الأطفال وكان يقول لتلاميذه دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات (متي 19: 14).
كان مصدر رجاء للضعفاء يشفق عليهم, وقيل عنه قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ (متي 12: 20) كان يعطي الرجاء حتي للأيدي المسترخية والركب المخلعة عبرانين (12: 12) وهكذا قيل في الكتاب المقدس اسندوا الضعفاء, تأنوا علي الجميع, شجعوا صغار النفوس (1 تسالونيكي 5: 14).. أشفق علي النسوة الخاطئات وأنقذهن من قسوة قادة اليهود.. احتضن الفئات المنبوذة من الشعب اليهودي وفتح أمامهم طاقة من رجاء.. كان مصدر رجاء للضعفاء يشفق عليهم.
كان السيد المسيح يسعي لخلاص الذين لا يهتمون بخلاصهم, لم يكن ينظر إلي خطايا الناس بل إلي محبته هو لهم.. كان رقيقا علي الضعفاء المخطئين وحازما مع القساة وقد علم الناس البساطة وقال كونوا بسطاء كالحمام (مت 10: 16) وما أجمل عبارته التي تدل علي عمق حنو قلبه حينما قال يا أبتاه اغفر لهم, لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون (لوقا 23: 34).
نسأل الله أن يبارك بلادنا العزيزة وكل العاملين فيها وعلي رأسهم القائد المشهود له من الكل الرئيس محمد حسني مبارك حفظه الله وحفظ كل مخلص لهذا الوطن المحبوب بصلوات صاحب القداسة أبينا البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث.