منذ البدء لم يسمع عن عذراء أنها حبلت وولدت بغير الطريق الطبيعي, فلما جاء الملاك إلي سيدة البرية والدة الإله, وبشرها وهي العذراء البكر أنها ستحبل لم تشك في حقيقة الأمر, ولا ارتابت في قدرة العلي بل صدقت وآمنت.
ولا يظن أن اعتراضها علي الملاك بقولها كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلا دليل علي الشك أو نقص الإيمان, بل إن هذا التساؤل كان نتيجة لعزيمتها الصادقة علي حياة البتولية والعفاف, فلما بشرها الملاك بالحبل لم تستطع أن توفق بين الحبل وبين عزيمتها علي البتولية فكان سؤالها سؤال من يريد الفهم, لاسؤال المعترض الشاك…فلما طمأنها الملاك أن الحبل سيتم مع احتفاظها ببتوليتها اقتنعت وقال:هوذا أنا أمة الرب…ليكن لي كقولك.
أجل عظيم هو إيمان العذراء, فإن زكريا مع أنه رئيس كهنة لكنه شك في ميلاد يوحنا…ولم يكن لزكريا هذه الميزة وحدها, وهي أنه رئيس كهنة قد درس الناموس, بل وأن حادثته لم تكن الأولي في نوعها, فقد حبلت سارة بإسحق وهي عاقر وقد تجاوزت السن…أما العذراء فلم يسبقها في مسألتها سابق, فهي أول عذراء تحبل دون أن تعرف رجلا…كما أن زكريا رجل شيخ وله من كبر سنه وكثرة خبرته وطول مدة عشرته لله, ما كان يجعله يؤمن ويصدق بإتمام الوعد له بالإنجاب…ولكن العذراء مع أنها لم تتجاوز بعد منتصف الحلقة الثانية من العمر, قد آمنت وصدقت ولذلك نطق الروح القدس علي فم اليصابات عند استقبالها قائلا:فطوبي للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب (لو1:45). إذن لقد شعرت أليصابات بإلهام الروح القدس بالفارق بين إيمان زوجها وإيمان العذراء…ولذلك طوبتها وعظمتها لأنها أمنت بهذا السر العظيم ولم تشك مع أنه سر يحير العقول والألباب.
ومن هنا نفهم لماذا غضب الملاك علي زكريا وضربه بالخرس حتي يوم ميلاد يوحنا, ولكنه أجاب العذراء عن سؤالها بكل لطف ودعة.
فهل نتعلم من سيدتنا أن نثق بمواعيد الله وأنه مهما وعد فهو قادر علي أن يتممه؟؟ يجب أن يكون لنا إيمان بالله, ومهما صعب علينا أن نفهم لا نتأخر عن أن نؤمن وبالإيمان نفهم(عب11:3):هناك حقائق كثيرة في الديانة المسيحية لا نستطيع أن ندركها ولا بعض الإدراك, كسر التثليث والتوحيد, وسر التجسد, والأسرار السبعة, ولذلك سميت أسرارا لأنها خفية ولا نستطيع أن ندركها بعقولنا ولكن مع عدم قدرتنا علي إدراكها نؤمن بها مصدقين عالمين أن الذي وعد هو صادق وأمين.وإن كنا غير أمناء يبقي أمينا إلي الأبد لايقدر أن ينكر نفسه.
إن وقفت أمام جرن المعمودية, فإني بعيني الظاهرة أري ماء, وأما بعين الإيمان فأري الروح القدس قد طهر المعتمد من خطاياه وغسله من آثامه وخلع منه طبيعته الآدمية وألبسه طبيعة آدم الثاني. وهكذا أنظر بحسب الظاهر فإذ علي المذبح خبز وخمر ولكني رغم الحواس الظاهرة أؤمن أنهما جسد الرب ودمه. فالإيمان ينبغي أن يكون عميقا ويجب أن يتعدي الحواس الظاهرة إلي القلب فنخضع العقل للإيمانلأنه بدون الإيمان لا يمكن إرضاءه.
عندما نذكر العذراء مريم, نذكر فضائلها ونذكر أعمالها ونذكر جهادها, لنتمثل بها ولنتعلم منها كيف تكون حياة السائرين في طريق السماء, هي نموذج من النماذج, بشرية من بين شعبنا, من بين الناس لا من بين الملائكة إنما من بيننا, هذه العذراء فخر جنسنا, نحن نكرمها ليس فقط لأنها العذراء والدة الإله, ولأنها الملكة أم الملك, ليس لهذا فقط, إنما نريد أن نعكس القضية, لولا أن مريم قديسة طاهرة لما استحقت هذا الشرف أن تصبح الملكة أم الملك.
اسمعوا الملاك عندما جاءها من السماء يقول لهاسلام لك أيتها الممتلئة نعمة, قبل أن يعطيها البشري, قبل أن تحمل المسيح في أحشائها هي ممتلئة نعمة, هي ممتلئة نعمة قبل أن تقبل المسيح في أحشائها,ففضائل مريم المتمثلة في حياتها, من حيث أنها قديسة في ذاتها, وهذه القداسة هي التي رشحتها وأهلتها أن تصبح الملكة أم الملك, وليس لأنها كانت الملكة نحن نكرمها وإن كان هذا جميلا بأن نكرمها لأن إكرام الأم إكرام للابن, ولكن لأن مريم في ذاتها كانت فاضلة وقديسة وطاهرة, وجاء الملاك يحييهاسلام لك أيتها الممتلئة نعمة في اللغة القبطية معناها مشحونة, ممتلئة نعمة, ممتلئة فضيلة ممتلئة تقوي, ممتلئة قداسة, ممتلئة نقاء ممتلئة أهلية بأن تعمل النعمة فيها, سلام لك أيتها الممتلئة نعمة, الرب معك, الله لا يكون مع أحد إلا إذا كان هذا الأحد مع الله.
عندما ذهبت العذراء إلي أليصابات, يقول الإنجيل امتلأت أليصابات من نعمة الروح القدس, وقالت لها مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك, منذ سمعت صوت سلامك ارتكض الجنين بابتهاج في بطني, وطوبي للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب.
لاحظوا أن أليصابات امرأة رئيس الكهنة, المرأة العجوز التي لها وقارها واحترامها علي الأقل من جهة سنها, تحيي صبية في الثالثة عشرة من عمرها بهذه التحية, وتختمها بالقول طوبي ما أسعدك, طوبي كلمة سريانية دخلت إلي اللغة العربية, معناهاالغبطة والسعادة, ما أسعدك يا مريم, طوبي للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب. إذن مريم صبية مؤمنة, وإيمانها يستحق أن يشاد به, وأليصابات طوبتها لأنها رأت أن زوجها لم يؤمن إيمان هذه الفتاة الصبية, زوجها وهو رئيس الكهنة اعترض الملاك قائلا: كيف يكون لي ولد, وأنا رجل شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها, علي الرغم من أن هذه القصة ليست جديدة في تاريخ الإنسانية, فسبقتها علي الأقل قصة إبراهيم وسارة وهو كمعلم وكرئيس الكهنة كان يمكن أن يسترجع بذاكرته هذه القصة فلا يتعجب من بشري الملاك له, أما مريم فعلي الرغم من أن قصتها غير مسبوق لها, ولم تحدث في تاريخ الإنسانية آمنت ولم تشك وهي صبية, وهذا يدل علي أن في مريم فضيلة الإيمان وفضيلة التصديق, وهذا لا يتم ولا يكون إلا في إنسان ارتبط وتوثق في قول الإله وصار شاخصا في الله.
كثير من الناس يشتكون من الشك, فأحيانا واحد يري رؤيا أو حلما وبعد ذلك ينساه ويعود يشك, أو يري نموذجا عمليا في حياته ومع ذلك يعود ويشك.
إنما هذه الصبية استحقت أن تطوبها أليصابات بالروح القدس, وهذا تنفيذ وتتميم وتحقيق لما أنبات به العذراء نفسها,حينما قالتتعظم نفسي الرب, تبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي تواضع أمته, فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني. لم تقل ذلك بنوع من الفخر, وإنما بروح التواضع لأنها أكملت تقولالقدير صنع بي عظائم واسمه قدوس, أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتواضعين, أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين.
إذن مريم تقف أمامنا معلمة للفضيلة, معلمة في فضيلة الإيمان وتصديق القلب, الذي لا يكون بهذه الدرجة إلا إذا توثقت العلاقة بين الإنسان وبين الله. وهذه حالة لا تستهين بها, لأنه لا يمكن أن يصل الإنسان إلي هذا الإيمان إلا إذا كان فعلا قد توثقف علاقته بالله, ووصل إلي خبرات الآباء الروحانيين.
الكتاب المقدس يقول عن إبراهيمآمن إبراهيم فحسب له إيمانه برا إبراهيم يأتي له الأمر من عند اللهيا إبراهيم أخرج من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلي الأرض التي أريك يقول الرسول بولسخرج وهو لا يعلم إلي أين يأتي, تصوروا من منا يعمل ذلك؟! لم يسأل الله إلي أين أذهب؟ حتي ليعرف أن يجيب علي من يسأله من زوجته وأقربائه وأصدقائه إلي أين تذهب؟ فخرج وهو لا يعلم إلي أين, مادام الله قال له أن يخرج فخرج ولا يحتاج بعد ذلك إلي شئ, هنا درجة الإيمان في الأبرار والقديسين هذه نتيجة خبرات عميقة ليست سهلة أبدا, في التجربة العملية ليست سهلة أبدا,ضع نفسك في نفس الموضع ماذا كان سيحدث, كيف تخرج وأنت لا تعلم إلي أين تذهب؟ ثم انظر بعد ذلك الله أعطي إبراهيم ابنا, هذا الذي وعده به وهو إسحق, وأصبح سنه حوالي 17سنة أي شاب, ويأتي الأمر لإبراهيم:يا إبراهيم خذ ابنك وحيدك حبيبك يعني أنا عارف أنه وحيدك وحبيبك, ولا يوجد غيره, يغلق عليه الباب, حتي لا يقول له هذا وحيدي يارب, خذ ابنك وحيدك حبيبك الذي تحبه إسحق وقدمه لي محرقة علي أحد الجبال الذي أعلمك بهأيضا لم يقل له أين الجبل؟ كان عنده ألف حجة أنه يقول أخرج أذهب إلي أين؟ مرة أخري خرج إبراهيم وهو لا يعلم إلي أين يمضي, يقول الكتاب:قام إبراهيم باكرا انظر كلمة باكرا الإنسان منا عندما يذهب إلي مكان غير مستريح إليه يتلكأ, لكن إبراهيم يقوم باكرا, وأسرج دابته وأخذ ابنه وأخذ الحطب وأخذ النار ومشي ثلاثة أيام, لأن الجبل الذي أعطاه العلامة له ليقدم عليه ابنه إسحق محرقة كان هو جبل الموريا الذي قام عليه هكيل سليمان, وفي تقليد الكنيسة اليهودية والمسيحية أن إبراهيم بعد أن سار ثلاثة أيام كما قال الكتاب في سفر التكوين, رأي علي هذا الجبل صليبا من نور فأدرك أن هذا هو الجبل المقصود, لأن هناك جبالا كثيرة, لكن ابنه سأله سؤالا يفطر القلب قال له ها هو الحطب والنار, أين الخروف الذي تقدمه للمحرقة يا أبي؟لكن إبراهيم يجيب عليه وهو رجل شيخ, علي الأقل 117 أو118 سنة في هذا الوقت, إن الله الذي أمرنا أن نقدم له ذبيحة هو الذي يري حملا للمحرقة يا ابني, ثم وضع الحطب علي ابنه إسحق وصعدا إلي الجبل, ثم كان لابد له أن يواجه إسحق بعد أن بني المذبح, ووضع الحطب علي المذبح, وأمسك باسحق ووضعه علي المذبح بعد أن ربطه, فأطاع إسحق أباه, وهذه فضيلة من فضائل إسحق, كان ممكن أن يرفض ويقاوم ويهرب ويدافع لأن هذه مسألة حياة أو موت.
ثم أمسك إبراهيم السكين ورفع يده ليذبحه , وفي هذه اللحظة ناداه الله, إبراهيم إبراهيم ارفع يدك ولا تمس فتاك بسوء إني قد رأيت محبتك في, لم تمنع ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق لذلك بالبركة أباركك.. كان هذا امتحانا ونجح إبراهيم في هذا الامتحان, كان هذا الموضوع مشكلة في عقل إبراهيم, كيف أن الله قال له بإسحق يدعي لك نسل ثم يقول له قدمه لي محرقة, أين الوعد, بولس الرسول حل المشكلة قال:لأن إبراهيم كان يؤمن بالقيامة من بين الأموات. يا جمال ويا روعة إبراهيم, في هذا الوقت لم ير شئ اسمه قيامة!! ولم يكن هناك كتب مقدسة وقتها!! ولاعقيدة كهذه؟ من أين عرف القيامة من بين الأموات؟!!إيمان إبراهيم بوعد الله بأنه بإسحق يكون له نسل, وإسحق سيذبح, والوعد لابد أن يتم إذن لابد أن يقوم من بين الأموات, هذه الثقة بالله ولدت الإيمان الذي بلا فحص, وهذا ما نقوله في القداس الكيرلسي, وهذا الإيمان بغير فحص دفعه أن يؤمن بالقيامة من بين الأموات, ولم تكن هذه عقيدة مقررة ولم تحدث من قبل, الله لا يكذب, ومادام قال بإسحق يدعي لك نسل, وإسحق سيموت, إذن لابد أن يقوم من بين الأموات, المسألة ليست سهلة, هذا ليس مجرد كلام ولكنها خبرة روحية ليس من السهل أن يصل إليها الإنسان, إلا مع طول العشرة المقدسة.
لذلك مريم وهي صبية سنها 13 سنة كيف تلد, كيف آمنت, كيف صدقت الملاك وهو يقول لها ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا, لم تشك بل صدقت, ولذلك أليصابات بالروح القدس طوبتها وقالت طوبي, طوبي لك يامن أمنت, بأن يتم ما قيل لها من قبل الرب, ماذا تعني آمنت؟ تعني لم تكوني مترددة ولكن تصديق مطلق كامل بلا شك, بدون تردد, صبية سنها 13سنة, من أين أتاها هذا الإيمان, لولا أنها فعلا كانت معجونة ومشحونة بالعلاقة السرية بينها وبين الله, من غير الممكن عقلية في هذا السن تصل لهذه المرحلة التي فيها, لم تنطق أليصابات, ولكن الروح القدس هو الذي نطق, الروح القدس هو الذي طوبهاطوبي للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب فطوبتها علي إيمانها, ماهو الإيمان؟ الإيمان هوالثقة بما يرجي والإيقان بأمور لا تري.
فلم يحدث في التاريخ أبدا أن عذراء تحبل وتلد, ومع ذلك وهي بنت صبية, كونها تؤمن وتصدق فقد فاق إيمانها إيمان رئيس الكهنة, ولذلك أليصابات طوبتها,طوبي للتي آمنت لك الطوبي, لك الغبطة, لك السعادة, لك الكرامة لأنك صدقت بشارة الملاك, وقلتهوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك وطبعا لو لم تقل العذراء هذه الجملة ما كان حدث الحلول في أحشائها, لأن الله في عطاياه لا يجبر الإنسان عليها, فإن هي قبلت يتم الحمل, وإن لم تقبل هذا الكلام لا يتم الحمل, عطايا الله لا يغصب عليها أبدا, ولذلك قالتهوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك, بعد ذلك انصرف من عندها الملاك لأنها قبلت وهذا القبول يدل علي صحة إيمانها.
العذراء مريم تقف أمامنا معلم وهي صبية بكل هذا القدر الوافر من الإيمان, الذي جعل أليصابات تطوبها لأنها آمنت بما لم تؤمن هي به مع أنها امرأة رئيس الكهنة, وبالرغم من أن موضوع أليصابات كان له سابقة, أما موضوع العذراء فلم يحدث من قبل. أليصابات خجلت من نفسها أمام هذه الصبية الصغيرة مع أن قصتها لم يسبق لها في التاريخ, لم يحدث أن عذراء تحبل وتلد.
إذن مريم كانت فتاة تتميز بدرجة عالية من الإيمان, ما كان يمكن لمريم أن تقبل بشارة الملاك بهذه البساطة مالم يكن لها إيمان لا يحده عقل, عندما اعترضت لم تعترض من جهة إيمانية, اعترضت من جهة معقولة كيف يكون لي هذا وأنا لا أعرف…لكنها لم تشك في قدرة الله, ولذلك لم يعاقبها الملاك كما عاقب زكريا بل حياها وقال لهاسلام لك أيتها الممتلئة نعمة.
أذن هذه فضيلة أخري من فضائل مريم, ينبغي أن نبرزها في الكنيسة, فضيلة الإيمان التصديق, التسليم القلبي, الثقة, والإيقان بأمور لاتري.
مريم لم تعظ ولكنها تقف أمامنا واعظة صامتة تعلمنا كيف يكون الإيمان,كيف يكون التصديق كيف يكون التسليم, كيف تكون الثقة والإيقان بأمور لاتري.
وليست أليصابات وحدها هي التي طوبتها, صرخت مرة امرأة من الجمع وقالت له:طوبي للبطن الذي حملك, وللثديين الذين رضعتهما. فقال لها:بالأحري طوبي للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه, إن كرامة أمي مريم ليست فقط في أنها حملت, ولكن لأنها أولا سمعت كلام الله وحفظته, لم تكن مجرد وعاء حملت, لكنها حملت لأنها كانت مستحقة, لأنها سمعت كلمة الله وحفظتها منذ طفولتها, ماضيها معروف قبل أن تحمل بالمسيح, ماض نقي, إنسانة لله, كلها لله.
مريم بسيرتها وصمتها وسكونها وإيمانها تقف أمامنا الآن معلمة لا بالكلام ولا بالوعظ ولا بالإرشاد ولا بالشرح ولا بالتفسير, إنما في شخصها نموذج سامق للفضيلة, للإيمان, للصمت, لكل الفضائل, لخدمة الملائكة, للبتولية الدائمة والعفة الكاملة. شفاعتها فلتشملنا جميعا, ولإلهنا الإكرام والمجد إلي الأبد آمين.