ربما نفقد سلامنا حينا .. ربما نخرج عن احتمالنا حينا .. ربما يجد السخط والتمرد لنفوسنا الصبورة سبيلا عندما تسد الأقدار سبلا مشروعة في وجوهنا كثيرا ما تمنيناها متاحة .. ربما وربما أنها احتمالات وحالات تمر علينا متلازمة الألم والسخط التي تصيب البعض .. متلازمة الاحتياج والتمرد التي ينفد معها رصيد المثابرة .. متلازمة المقارنة والتطلع التي نحياها جميعا في ظل فروق فجة بين ما يحياه الفقراء من ترد و عوز مستمر وبين ما يحياه بعض الأغنياء من ترف وبزخ مستفز .. أعذر ذاك الرجل الذي جاءني وكله ضيق يشكو حاله ويقول :
##عمري أربعون سنة أسكن بإحدي المناطق العشوائية بالقاهرة .. متزوج منذ عام 2001 .. أعول أسرة مكونة مني وزوجتي وطفليين ولأن المصائب لا تأتي فرادي فأكبرهما يعاني إعاقة ذهنية .. هذا بخلاف والدي المصاب بمياه بيضاء علي العين .. أعمل بإدارة أملاك الدولة لإحدي مدن الصعيد ومقرها في القاهرة راتبي ستون جنيها فقط لا غير..
الكنيسة تقوم بمساعدتي بخمسين جنيها شهريا وبعض فاعلي الخير يقومون بمساعدتي أيضا بخمسين جنيها شهريا بينما يتطلب العلاج فقط لي ولابني المريض 250 جنيها شهريا بالإضافة للمأكل والملبس ومتطلبات الحياة .. ضاقت بي الدنيا .. لم أعد أحتمل الحياة هكذا ومساعدة قد تأتي أو لا تأتي .. لم أعد أحتمل مشهد أطفالي جوعي ولا أستطيع توفير الطعام .. أو ابني الذي يحتاج للمسكنات ولا أتمكن من تخفيف آلامه .. لم أعد أحتمل فكرة موتي تاركا هؤلاء الذين فوق أكتافي فريسة للضياع في كل اتجاه.
ماذا لو مت ؟ ماذا لو لم أجد من يساعدوني ؟؟ بل وماذا تفعل مائة وستون جنيها شهريا لأسرة من أربعة أفراد ؟؟ هل أسرق هل أنتحر ؟؟ هل أبيع أطفالي ؟؟ ماذا أفعل ؟؟ هل من مجيب ؟؟ فشلت في إيجاد وسيلة أتربح بها لأحيا حتي إلي حد الكفاف ؟؟ هل أخطأت عندما تزوجت وأنا فقير ؟؟ أليس من حق الفقراء أن يتزوجوا وينجبوا أطفالا مثل الأغنياء؟؟ هل أخطأت عندما تصورت أن المستقبل قد يأتي بالأفضل وأنا غير عالم أنني أذهب للهلاك محملا بطفلين بريئين ليس لهما ذنب في الحياة سوي أنني والدهما.
رد المحررة:
نبرة السخط تطل من عباراتك .. وترن في أذني مرارتها.. يحزنني ما تمر به من حالة نفسية قد تعصف بسلامك وثقتك ويقينك في أن الله لا يتخلي عنا مهما ضاقت الدنيا بنا .. وتهزني آلامك .. لا أنكر أبدا أن نفسي اهتزت لمعاناتك .. لكن دعنا نتخطي المعاناة لنصل إلي حل ربما نجد بابا مفتوحا تسد به احتياجك واحتياج طفليك .. أولا أرجو منك إرسال سيرتك الذاتية ومؤهلك وكافة وسائل الاتصال بك حتي نتمكن من إيجاد عمل مناسب لك بالمنيا إن استطعنا وهذا أمر لا أعدك به لكنني أعدك بالمحاولة.
أما عن المساعدة فالق علي الرب همك وهو يعولك .. ولا تفقد أملك في الغد فكما مرت السنوات الماضية ولم تنتحر ولم تبع ابنيك ولم تمت ولم تسر في الطريق الخطأ ومنحك الله الاحتمال سوف تتمكن من الاستمرار لكن بمزيد من الصبر ومزيد من العمل ومزيد من الأمل .. فكل تمرد أو سخط أوانهيار يدفعك لارتكاب ما تظنه تنفيسا عن معاناتك. أعلم أنه لن يكون سوي معاناة جديدة فوق معاناتك ..
أعلم جيدا أنك متعب القلب والجسد والبال .. أعلم جيدا أن الكيل فاض والحمل أحني كتفيك .. لكن ليس الحل في المشاعر السلبية التي تسيطر عليك الآن وإنما في التفكير الإيجابي .. ##فكر إيجابي## عبارة قالها لي صديق منذ عام لم أنسها قط .. فكر إيجابي فالحياة تستحق منا أن نري الجانب المضيء فيها وإن لم نستطع لخلقنا الأنوار نحن بأيدينا ..## فكر إيجابي ## .. فما دامت أنفاسنا بصدورنا شهيقا وزفيرا لا يمكن أن ينتصر الموت علي الحياة .
===================
نداء لمحافظ القاهرة
يناشد المواطن – سامي أنور السيد عوض – محافظ القاهرة .. وذلك بخصوص تقدمه للحصول علي شقة سكنية بتاريخ 26 مايو 2005 .. والذي تم تكرار تقديمه مرة أخري بتاريخ 8 أبريل 2010 .. ولم يلتفت إليه أحد ولا يجد مكانا يأويه.
المذكور مريض بفيروس سي مع تضخم بالطحال وكذلك مريض بالسكر هذا بخلاف إعاقته البصرية .. وقام بتقديم كافة المستندات التي تثبت أحقيته وتثبت مرضه.
يا سيادة المحافظ هل المواطن المصري سواء كان فقيرا أو مريضا أو غير ذلك عليه أن يموت أو يعيش مشردا أو يقتات من فوق الأرصفة و يظل سنوات طويلة يبحث عن مأوي دون أن يسأل المسئولون عنه أو باختصار ## من غير ما يسألوا فيه ##.
آلاف المصريين يحيون تحت خط الفقر .. آلاف المصريين يموتون جوعا وعريا وتشردا ومرضا.
.. ولا يجدون في النهاية سبيلا إلا الارتماء في أحضان الموت طواعية فهل ما زال المسئولون يستخدمون نظام اتركهم يأكلون أنفسهم ربما تتقلص أعداد المحتاجين .. يا سيادة المحافظ ماذا تنتظر لتفي بطلب مريض كفيف عاجز مشرد مرت ست سنوات اعتلي فيها كرسي المحافظة ثلاثة محافظين .. وقامت الثورة و خلعت مبارك .. وحتي الآن لم يجد سامي مأوي يستند جسده إليه حتي يموت غير معذب ولو أنه في واقع الأمر مات بالبطيء تعذيبا وتنكيلا وإهمالا.
===================
النداء مستمر
حالة ##تجارة لا تعرف الملائكة## .. ما زلنا نجمع لها ما يتمم احتياج الجراحة المطلوبة لها وهي زرع الكبد .. ومن المنتظر حجز المستشفي يوم 24 يوليو أي اليوم الأحد بالمبلغ الذي تم جمعه انتظارا لجمع بقية المبلغ.