في إطار حملة بداية النهاية لا.. لختان الإناث التي أعلنتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيسة اللجنة الفنية الاستشارية للمجلس القومي للطفولة والأمومة, تعزيزا لجهود المجلس في مناهضة ختان الإناث, شارك المجلس في الاحتفالية التي أقامها أهالي قرية المحروسة بمحافظة قنا لتوقيع وثيقتين يعلنون خلالهما رفضهم لهذه العادة الضارة التي تنتهك حقوق وكرامة البنت المصرية, وهما وثيقتا الأهالي والشباب.
حضرت الاحتفالية السيدة السفيرة مشيرة خطاب والسيد اللواء إبراهيم القاضي سكرتير عام المحافظة نيابة عن السيد اللواء محافظ قنا وممثلو الجمعيات الأهلية, وقيادات المجتمع المحلي, وممثلو الوحدات المحلية والشئون الاجتماعية والمجالس الشعبية, وفريق الشباب والشابات المتطوعين من قرية المحروسة, والأطباء, والمدرسون, ورجال الدين وعدد من القيادات النسائية.
وقد أعربت السيدة السفيرة عن سعادتها بأن قرية المحروسة أولت اهتماما خاصا بمشاركة الشباب من الذكور والإناث في التصدي لهذه الممارسة حيث إنهم ركيزة أساسية في تغيير ثقافة المجتمع, وكذلك الاستفادة وتبادل الخبرات من خلال تنظيم عدة لقاءات حول ختان الإناث بالتعاون مع الشباب المتطوعين بالمجلس من المحافظات الأخري, كما أعربت عن سعادتها بإعلان هاتين الوثيقتين لأنهما أول وثائق مجتمعية يتم إعلانها في محافظة قنا, الوثيقة الأولي خاصة بأهالي القرية تحت عنوان محروسة من العين يا بنت المحروسة, الوثيقة الثانية خاصة بالشباب تحت عنوان شباب المحروسة ضد ختان الإناث, وذلك بمبادرة من أهالي وشباب القرية الذين طالبوا المجلس القومي للطفولة والأمومة بالمشاركة لإعلان فرحتهم بتوقيع هاتين الوثيقتين الذين يؤكدون فيهما حرصهم علي بناتهم ومتابعة العمل للقضاء علي كل الممارسات التي تعد انتهاكا لحقوق وكرامة البنت المصرية, ليضربوا بذلك مثلا رائعا ونموذجا يحتذي به في مناطق أخري.
كما أشارت السيدة السفيرة إلي أهم نتائج ومؤشرات التغيير في البحث الميداني الذي أجرته وزارة الصحة والسكان علي المستوي القومي عام 2005 لفئة فتيات المدارس في المرحلة العمرية من 10 – 18 سنة وأثبت انخفاض نسبة ممارسة ختان الإناث إلي 50.3%, وفي البحث الذي أجراه مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام وأشرف عليه المجلس حول اتجاهات الشباب السياسية والاجتماعية أثبت أن 55% من الشباب والشابات من سن 15 – 24 يرفضون هذه الممارسة.
وأعرب اللواء مجدي يعقوب محافظ قنا عن سعادته بإعلان قرية المحروسة لمناهضتها لختان الإناث لأنها قرية داخل قلب الصعيد, وقال: إن الحفاظ علي جسد الفتاة هو خطوة نحو تنميتها والحفاظ علي هويتها, وأن هذه الاحتفالية تعد نجاحا كبيرا بفضل جهود المجلس القومي للطفولة والأمومة ودوره الفعال في تحريك المجتمع للقضاء علي هذه العادة, وذلك تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك ومتابعة من فخامة الرئيس محمد حنسي مبارك, وذلك في كلمته التي ألقاها نيابة عن سيادته اللواء إبراهيم القاضي سكرتير عام المحافظة.
وأشاد الأب نبيل غبريال مدير عام جمعية كاريتاس مصر بالجهود والدور الذي يقوم به المجلس في مجال مناهضة ختان الإناث ورعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بقرية المحروسة, وأشار إلي الجهود التي بذلت لإعلان هذه الوثائق بالتعاون مع الوحدة المحلية, وجمعية تنمية المجتمع, وجمعية تحفيظ القرآن, ومراكز الشباب, والوحدة الصحية, ودور العبادة, والمدارس الإعدادية والثانوية ووحدة الشئون الاجتماعية, من خلال رفع الوعي المجتمعي في عدة أنشطة وأهمها عمل تدريبات وتنظيم ورش عمل للفئات المختلفة من الأطباء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والقيادات الشعبية, وكذلك تنظيم ندوات جماهيرية وزيارات منزلية لأهالي القرية ومجموعات نقاش للشباب والشابات, وعمل مسابقات فنية وثقافية ورياضية بمراكز الشباب ولطلاب المدارس.
وأكد الحاج علي عبدالموجود سعيد رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع في كلمته أن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان لأنه محور التنمية وقائد مسيرة التغيير من أجل الأفضل, وأكد علي تبني الجمعية مبدأ المشاركة والمساواة في النوع الاجتماعي بين الولد والبنت وذلك لتحقيق أكبر قدر من التكامل.
وقالت داية البلد التي يعرفها كل بيت وكل كبير وصغير السيدة باتعة أحمد محمد: أنا بقولكم إن الختان ده غلط وكلكم طبعا عارفيني أنا داية البلد باطلب منكم أنكم متختنوش بناتكم علشان لما نعرف الغلط لازم منعملهوش, وبقول لكل واحدة وبقولكم كلكم متودوش بناتكم للجزار تعمللهم إعاقة لأنه غلط في الجواز والحمل والولادة وأنتوا عارفين كويس الكلام ده, وأنا عمري ما هختن بناتي, وتحدثت غادة علي – طالبة في الصف الثاني الثانوي – وقالت: أناشد كل أب وأم أن ينتهوا عن هذه الممارسة بسبب خطورتها وكفاية الطفلة بدور ماتت ضحية الجهل, كما تحدث أحد الشباب وقال: إنه يتمني أن تكون جمهورية مصر العربية قريبا خالية من ختان الإناث, وقامت بعض الفتيات والشباب بعرض تجاربهم في مناهضة ختان الإناث.
وقد قامت السفيرة مشيرة خطاب بتكريم قيادات المجتمع المحلي, وعمدة القرية, وممثلي الوحدات المحلية والشئون الاجتماعية والمجالس الشعبية, وممثلي الجمعيات الأهلية, وفريق الشباب المتطوعين من قرية المحروسة, وطبيب وشيخ القرية, وبعض القيادات النسائية الذين شاركوا في التوعية بهذه القضية.
وفي ختام الاحتفالية تم تقديم فقرات فنية حيث ألقت فتيات قرية المحروسة شعرا غنائيا من تأليفهن مناهضا لختان البنات يؤكدن فيه علي حقوقهن.