استمرت التسابيح والصلوات إلي أن وقف قداسة البابا شنودة الثالث أمام الكرسي البطريركي ليتحدث إلي الجموع…استهل قداسته كلمته بالتهنئة بالعام الجديد طالبا من الله أن يجعله عاما سعيدا علي مصر كلها,وعلي كل أشقائنا ومحبينا في بلاد الوطن العربي والشرق الأوسط وكل العالم.
رسالة الحب
*أوضح قداسة البابا في كلمته جانب الحب
في رسالة السيد المسيح…وقال:
**لقد جاء المسيح ينشر الحب…حيثما كان يتحرك كان يتحرك الحب,وأينما كان يقيم كان يقيم الحب…عرفه الناس محب للجميع…وهو الذي قال لتلاميذهوصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم…بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي,وإن كان لكم حب بعضا لبعض…واعتبر هذا وصية جديدة لأنه كان يقصد نوعا جديدا وخاصا من الحب له عمقه…وإنه الحب الباذل مثل حبه…ولذلك قالكما أحببتكم…وقيل عنه إنهأحب خاصته الذين في العالم,أحبهم حتي المنتهي…وهو الذي قال أيضاليس لأحد حب أكثر من هذا أن يضع أحد نفسه عن أحبائه.
الحب للجميع
*قداسة البابا كشف أيضا في كلمته أن وصية السيد المسيح لم تكن لتلاميذه فقط.بل كانت للجميع,فاستطرد قداسته قائلا:
**لم يكن السيد المسيح ينشر الحب بين تلاميذه فقط,بل هي وصية للعالم كله,فلما سألوه:ما الوصية العظمي في الناموس-أي في الشريعة-؟…قال لهم:الوصية الأولي هي أن تحب الرب إلهك من كل قلبك,ومن كل نفسك,ومن كل فكرك,هذه هي الوصية الأولي والعظمي والثانية مثلهاتحب قريبك كنفسكوالمقصود بكلمةقريبكهنا كل البشر,لأننا جميعا أقرباء فكلنا أبناء آدم وحواء,والسيد المسيح كان يريد أن ينتشر الحب بين جميع الناس.
حب الأعداء
*لم تكن هذه فقط هي رسالة السيد المسيح للمحبة,بل نادي المسيح بمحبة الأعداء…وهذا ما أشار إليه قداسة البابا في كلمته عندما أعاد إلي الأذهان كلمات السيد المسيح..قال قداسته:
**السيد المسيح هو الذي قالأحبوا أعداءكم,باركوا لأعينيكم,أحسنوا إلي مبغضيكم,وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم..وفسر هذا بقولهلأنه إن أحببتم اتلذين يحبونكم فأي أجرلكم؟!أليس الخطاة يفعلون هذا أيضا؟لكن إذا كنت تحب من لا يحبك فإنك بهذا تصبح ابنا للآب السماوي.
حب الغرباء
*لم ينشر السيد المسيح الحب وسط تلاميذه فقط,ووسط الناس جميعا,ووسط الأعداء,بل أيضا شملت محبة المسيح الغرباء…أوضح هذا قداسة البابا عندما تحدث عن محبة المسيح للسامريين والأمم فقال:
**بدأ السيد المسيح برسالة حب إلي السامرة,واستطاع أن يهدي المرأة السامرية التي جاءت إلي البئر لتستقي ماء,وبعد ذلك قال لتلاميذهتكونوا لي شهودا في أورشليم وكل اليهودية وإلي أقصي الأرضوشملت محبته الأمم أيضا-وكان اليهود لا يقبلونهم ولا يتعاملون معهم باعتبارهم من الكفرة غير المؤمنين-لكن السيد المسيح تعامل معهم بحب,ولما جاءه قائد المائة الأممي يطلب منه شفاء عبد له مشرف علي الموت,مدحه السيد المسيح وشفي غلامه وقال للجمع المحيطأم أجد في إسرائيل كلها إيمانا مثل إيمان هذا الرجل…وهكذا كون علاقة محبة بين كل هؤلاء.
حب الفقراء
*شملت محبة السيد المسيح المرضي والمحتاجين فكان يجول يصنع خيرا…أوضح هذا قداسة البابا في كلمته عندما قال:
*السيد المسيح أظهر حبا فائقا للفقراء والمحتاجين والمرضي,وقال إنه جاء لكي يبشر المساكن ويعزي صغار القلوب وينادي للمحبوسين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق..وهكذا اهتم بالعناصر المهمشة في المجتمع التي لا يشعر بها أحد…واهتم بالفقراء والجياع والعرايا واعتبر ما يقدم لهم يقدم له شخصيا.
الحب الحقيقي
*في ختام كلمته وجه قداسة البابا الشكر إلي السيد المسيح الذي كان حبا خالصا والذي علمنا الحب للجميع…وقال:
**هكذا نشر السيد المسيح الحب بين جميع الناس,علم تلاميذه المحبة,وربط بين محبة الله ومحبة الناس,وربط الحب بالإيمان,فقالت المسيحيةإن كنت لا تستطيع أن لا تحب أخاك الذي تبصره فكيف تستطيع أن تحب الله الذي لم تبصرهمن هنا ينبغي أن تكون المحبة عملية وليست مجرد كلام كما تعلمنا المسيحية لا تحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق.