التجارة الإلكترونية وتحويل الأموال وخدمات البريد أهم القضايا الملحة
احتضنت مدينة الإسكندرية علي مدي يومين أعمال الملتقي الثاني للبريد الأورمتوسطي الذي نظمته الهيئة المصرية للبريد برئاسة د. أشرف زكي بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد الدولي للبريد برئاسة إدوارد ديان ومشاركة لفيف من رؤساء وممثلي هيئات وشركات البريد في دول حوض البحر المتوسط وحضور عدد كبير من الشخصيات البارزة المعنية بصناعة البريد في المنطقة.
ناقش الملتقي عددا من القضايا الملحة منها نوعية الخدمات البريدية المقدمة وكيفية تطويرها في المنطقة الأورمتوسطية, كذلك أوجه التعاون والمنافسة بين المستثمرين البريديين إلي جانب سبل تعزيز الشراكة الأورمتوسطية والبحث عن أساليب وأشكال جديدة للتعاون تتجاوز الأنماط التقليدية القائمة.
أكد د. أشرف زكي علي أهمية تنظيم هذا الملتقي في الإسكندرية التي تعد جسرا متميزا للتواصل بين الدول الواقعة جنوب البحر المتوسط وشماله. وأضاف أنه من منطلق الدور الفاعل والمؤثر التي بدأت تلعبه صناعة البريد في التنمية الاقتصادية لمختلف بلدان العالم, فقد كان طبيعيا أن يتم البحث عن سبل تعزيز وتدعيم دور البريد كصناعة مؤثرة في الاقتصاد إلي جانب دوره الخدمي الكبير والبحث في آفاق المستقبل, مستفيدين من إمكانات بعضنا البعض إلي جانب الاطلاع علي أحدث التقنيات المستخدمة حاليا في صناعة البريد التي توليها الدولة رعاية واهتماما في ظل الدور المتنامي للبريد باعتباره إحدي أبرز الوسائل الادخارية إلي جانب أدواره المتشابكة والمتداخلة حاليا مع القطاع المصرفي والقطاع التأميني للتيسير علي كافة العملاء.
وأوضح د. أشرف زكي رئيس البريد المصري لـوطني أن مصر باعتبارها دولة عريقة ورائدة في صناعة البريد استطاعت أن تقود عددا من الدول العربية والأوربية لتأسيس أول اتحاد أورمتوسطي للبريد يضم 10 دول من أبرزها مصر وفرنسا وقبرص ومالطا وسوريا والأردن وسلوفينيا ولبنان, ومن المتوقع – يقول د. أشرف زكي – أن تنضم لعضوية الاتحاد خلال الأسابيع المقبلة دول أخري طبقا لتعهداتها منها المغرب واليونان وتركيا وإيطاليا.
وعن أهداف الاتحاد الجديد.. قال د. أشرف زكي إننا نستهدف من وراء تأسيس هذا الاتحاد إعلاء المصالح المشتركة لأعضائه وتمثيلها جميعا في المنظمات الدولية بالإضافة لإطلاق خدمات ومنتجات جديدة تحمل العلامة الأورمتوسطية يقوم الأعضاء بتسويقها, كما نستهدف كذلك تحسين خدمة الرسائل والطرود والحوالات فيما بين الدول الأعضاء إلي جانب وضع سياسات وإدارات لتطوير الاتحاد ونشر هذه السياسات في الدول المشاركة.
وأشار م. ماجد غبريال نائب رئيس مجلس إدارة البريد المصري إلي أن هيئة البريد في إطار جهودها الدؤوبة لتحديث آلياتها وتفعيل مساهماتها مع المؤسسات الأخري بصدد تفعيل اتفاقية التعاون التي تم توقيعها بين البريد المصري والصندوق الاجتماعي للتنمية حيث قرر تخصيص مكان في مكاتب البريد المنتشرة في جميع أنحاء مصر لموظف يمثل الصندوق الاجتماعي لتسهيل أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تحظي بمشاركة كبيرة من شريحة الشباب بهدف التيسير وإزالة أي عوائق.
وأوضح غبريال أن أكثر من 25 مكتب بريد في القاهرة وعدد من المحافظات بدأ العمل بالفعل في إطار هذه المنظومة تمهيدا للتعميم في كافة المحافظات وذلك لأهمية الدور الذي تلعبه المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الوطني, وحسبنا أن نعرف أن 75% من العمالة في القطاع الخاص المصري يعملون بالشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف د. شريف بطيشة نائب رئيس الهيئة القومية للبريد أن الخطوة المصرية لتأسيس اتحاد أورمتوسطي تضيف لمصر والدول المشاركة معها سواء عربية أو أوربية قوة كبيرة من حيث تفعيل التعاون وتبادل الخبرات وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية والاستفادة من التقنيات الحديثة التي تستخدمها الدول الأخري في الاتحاد بهدف تظيم آليات عمل البريد المصري.
وتابع د. بطيشة أن مميزات الاتحاد الأورمتوسطي عديدة وسوف تستفيد منها مصر خاصة قطاع التجارة الإلكترونية وتحويل الأموال بين الدول الأعضاء في الاتحاد.
إدوارد ديان رئيس الاتحاد الدولي للبريد أعرب عن تقديره لجهود ومساهمة وزارة الاتصالات والبريد المصري لإنجاح أعمال الملتقي الدولي الثاني للبريد مؤكدا أن مناقشات وجلسات عمل الملتقي أكدت بلا شك حاجة القادة والعاملين في الأنشطة البريدية لمزيد من التواصل والتفاعل لتبادل المعلومات والخبرات ومناقشة القضايا والتحديات التي تواجه صناعة البريد وكيفية تعظيم أدوار البريد التي أصبحت بالفعل لا غني عنها.
ويتفق كا من جان بولي باي رئيس البريد الفرنسي وماسيموبارمي رئيس البريد الإيطالي مع ما ذكره رئيس الاتحاد الدولي للبريد وأكدا علي أهمية تعزيز الشراكة مع كافة بلدان العالم خاصة دول حوض البحر المتوسط, وأوضحا كذلك أننا مقبلون علي نقلة نوعية كبيرة فيما يتعلق بخدمات البريد في شتي مناحي الحياة, ومن ثم فإن هذا الملتقي كان فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والآراء وهو ما عبرت عنه بصدق توصيات الملتقي ويأتي علي رأسها تعزيز التواصل والتعاون بين الدول المشاركة.