تلعب مراكز الفكر, وبيوت الخبرة, والمراكز البحثية دورا مهما في صنع السياسات الاقتصادية. وتوجد تجارب متعددة لمراكز الفكر في العالم منها بريطانيا التي يوجد بها مجتمع فابيان للتغيير المجتمعي عام 1884 وهو أول هذه المراكز, وفي أمريكا كانت مؤسسة بروكنج عام 1916. وبدأت تتزايد المراكز بمختلف أنشطتها وقطاعاتها. وحول هذا الموضوع نظم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور المؤتمر الدولي الأول لمراكز البحث الفكرية المصرية – الألمانية تحت عنوان نحو منهج مبتكر لإدارة مراكز البحث الفكرية.
قال د. ماجد عثمان رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إن المؤتمر يعد الأول من نوعه في مصر من حيث مناقشة مفهوم مراكز الفكر وأساليب إدارتها, وتأثيرها علي عملية صياغة السياسات العامة. وأن العالم شهد في الآونة الأخيرة عملية تحول فيما يتعلق بصنع القرار, ولم تعد الحكومات وحدها المسئولية عن ذلك. وأضاف أنه نظرا للدور البارز لهذه المراكز في عملية التحول الديموقراطي والإصلاح في الدول المتقدمة فأصبح من الضروري دراسة أسلوب إدارة هذه المراكز تجاه القضايا العامة.
وأكد عثمان أن معلومات مجلس الوزراء يقوم بدوره من خلال خلق التوافق المجتمعي بين الرأي العام وصانع القرار. وأنه سوف يتوج هذه الأنشطة بتنظيم المؤتمر الدولي الأول لمراكز الفكر في الدول النامية والمزمع عقده في يناير 2009.
وأشار د. أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية إلي وجود تحديات اجتماعية اقتصادية تحتاج الاستعانة بخبرات أعمق لدعم متخذي القرار في التخطيط للتنمية المستدامة. وهناك ما يقرب من 5000 مركز بحث فكري علي مستوي العالم تختلف فيما بينها من حيث حجم العمالة أو الميزانية, ومجالات التخصص.
وأرجع الوزير أهمية مراكز البحث الفكرية إلي طبيعة المشاكل السياسية التي تتسم بالتعقيد, والتي تتطلب وجود مراكز بحث فكرية قادرة علي التعامل مع تلك المشكلات, خاصة في ظل العولمة, وإنهاء عملية احتكار الحكومات للمعلومات, والحاجة لتوفير معلومات دقيقة في الوقت والمكان المناسبين.
وقال الدكتور السيد عليوة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إن مراكز الفكر شأنها شأن المؤسسات التعليمية شهدت تراجعا كبيرا في أدائها خلال العقدين الأخيرين, ذلك لأسباب منها ضعف الموارد المالية المقدمة لهذه المراكز, وافتقار الدول إلي مراكز بحثية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات مقابل زيادة عدد المراكز البحثية المتخصصة في المجالات الإنسانية, وضعف الدعم المقدم لهذه المراكز في مجال تنظيم الندوات والمؤتمرات العلمية, وضعف التسهيلات المالية والإدارية المقدمة لهذه المراكز في مجال الاحتكاك الخارجي والمشاركة في المؤتمرات والندوات التي تنظم خارج تلك الدول. وأخيرا افتقار المراكز البحثية لوجود شبكة معلومات محلية تمكنها من التعاون وتبادل المعلومات والخبرات في مجال البحث العلمي.
وأضاف عليوة أن نجاح هذه المراكز الفكرية يعتمد علي وعي المجتمع بدور البحث العلمي وتوفير الإمكانيات المادية, ومعالجة تواضع العائد المالي للباحثين لتشجيعهم, ومساهمة الشركات والمصانع الكبري لدعم البحوث العلمية ومنع استراتيجيات محددة الأهداف تساهم في رفع مقاييس التطوير والتحديث في برامج ومخرجات التعليم.
أوصي المشاركون في المؤتمر بضرورة تخصيص مراكز الفكر في مجالات محددة والتركيز علي القضايا المهمة مثل مستقبل الطاقة والمياه وغيرها. والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة ومتابعة المتغيرات الدولية.