أسبغ الله علي عبده التقي مثلث الرحمات الحبر الجليل الأنبا مينا الشفافية التي بها يقرأ الأيام, وأعطاه القلب البصير الذي يخترق حواجز الزمان والمكان بقدر ما سمحت له السماء, وقد رأينا ذلك جليا عندما تحدث قبل نياحته باستفاضه عن الأسقف التالي له علي كرسي جرجا(نيافة الحبر الجليل الأنبا مرقوريوس), وعدد صفاته وحدد موعد سيامته بالضبط, وأكثر من ذلك أن ذكر اسمه.
وكانت مواهب الشفاء عظيمة وغزيرة تنساب من بين يديه تعلن عن مجد الله القدوس, وكان ارتباطه بالآباء السواح قويا وانضم لهم وصار واحدا منهم, وأعطاه الله معرفة الناس ونفوسهم,فيميز الصالح من الطالح, يبارك الأول ويصلي من أجل الثاني ويقوده إلي التوبة الحقيقية, وشعر الجميع بقوة الروح القدس الذي يعمل به وفيه.
كان نيافته يعرف الشخص القادم إليه والشخص الذي يقف أمامه, وماهي احتياجاته ومشاكله لذلك كان يعطيه الحل ويرشده إلي الصواب دون أن يسأل أو يطلب.
بقلم مجدي جرانت كيرلس
الكاتب والباحث التاريخي بجرجا