وسط صخب العالم الحاضر عـــاش نيافــة الأنبــا مينا مطران جرجا كطيف سماوي رائع, اختبر انفتاح الحياة الأبدية علي الطبيعة البشريـة, وكان فكره يسبح في لجج من نور, ورأي الناس حياته كشذي عطر باهر وكنسيم الفردوس العبق بالبهاء, فكان علامة مضيئة علي الطريق الروحي وتلامس بشذرات منها كل من تعامل معه سواء عن قرب أو بعد, في حياته أو بعد انتقاله إلي كنيسة الأبكار.
كنت تقضي الليل في صلاة مستمرة وأصبحت الساعات دقائق تحاول فيها الشبع من الحديث مع الله, لأن روحك العملاقة امتدت إلي السماء, وحملت مشعل قيادة شعبك, وآزرتك السماء وعضدتك في كل ما امتدت إليه يدك المباركة سواء في تشييد أو تعمير أو بناء.
بارك الله كمال سعيك وجهادك المقدس, لذلك نشعر يقينا أنك معنا, مازلت حيا, لم تبعد عنا ولم تبرح بعيدا, بل في وسطنا قائم, ورغم تمتعك بحياة الفرح السمائي فإن دموعنا لم تجف حتي الآن, فتحية لروحك الوثابة المهيبة والقوية المحلقة دائما في سماء المجد.