منذ أن بدأ الإعلان عن فيلم عائلة ميكي حتي أخذ البعض يتذكر الفيلم الكوميدي القديم عائلة زيزي بل وجاء في عدد من المقالات أن هناك بالفعل تشابها بين الفيلمين, وهو أمر غير صحيح علي الإطلاق ويتأكد ذلك بعد مشاهدة الفيلم, فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجد أي تشابه بين مشكلات عائلة زيزي-والتي أذكركم ببعضها – فكان الابن البكر للأسرة هو فؤاد المهندس الذي يعشق العمل لحد كبير ولا يستطيع أن يتحدث مع خطيبته إلا عنالمكن والآلات الحديثة!!أما الابن الأوسط فهو أحمد رمزي مراهق ويقيم العديد من العلاقات الغرامية. والابنة سعاد حسني تريد أن تصبح ممثلة. هذه هي مشاكل عائلة زيزي والتي تنتهي جميعا بالحلول السعيدة كعادة الأفلام الظريفة.
أما فيلم عائلة ميكي -تأليف عمر جمال- وإخراج أكرم فريد يدور حول أسرة تتكون من 8أفراد يضعها الفيلم تحتالفيش والتشبية السينمائي لمدة يوم واحد. طارحا أسئلة عميقة وبلا حلول حول معني الأسرة المثالية.
الأب يقوم بدوره أحمد فؤاد سليم ضابط بالقوات المسلحة شبه منعزل عن أسرته رغم تواجده معهم ولايبدي اهتماما كبيرا نحوهم إلا عندما يقرر ابنه المشاغب-والذي يحيا في دور البلطجي- استضافة قطة في المنزل, فيصر الأب علي اصطحابها إلي الطبيب البيطري للتأكد من خلوها من الأمراض!!أما الأم-القديرة لبلبة- فتعمل في إحدي الإدارات القانونية وتعيش في وهم أن أسرتها مثالية…حتي تكتشف أنها لا تعرف شيئا عن أبنائها الذين يقيمون معها. والذي يسقط القناع عن وجه هذه الأسرة مسابقة تقيمها إحدي الفضائيات لمنح جائزة للأسرة المثالية ليذوب الوهم بمجرد أن تغير الأم روتين حياتها وتبدأ في البحث عن الأبناء لتجد الابن الأكبر-ضابط شرطة- يستغل أن جدته كفيفة- رجاء حسين- فيحضر صديقته للشقة, وهو شاب مقهور من رئيسه وضعيف الشخصية وينتهي به الأمر إلي تهذيب المساجين, أما الابن الثاني فتكتشف أنه في الفرقة الثانية بكلية الهندسة وليس الفرقة الرابعة كما يوهمهم, وابنتها تتغيب من المدرسة لتستضيف صديقا وتبحث عن أي علاقة عن طريق الإنترنت, وحتي الطفل الصغير يطارد المارة بإلقاء البيض عليهم. هذا هو الوجه الحقيقي للأسرة..تفكك وكذب وأوهام, أي أن الواقع فاسد, ولأن الفضائيات جزء من هذا الواقع وجزء من الفساد فان المسابقة تخضع هي الأخري لقواعد الفساد..لذلك تسقط هذه الأسرة للدرك الأسفل بعد أن يقنعها المسئول عن المسابقة- الممثل الشاب المبدع إيهاب صبحي-بدفع رشوة لكي تحصل علي الجائزة!!
علي مستوي الأداء قدمت لبلبة واحدا من أهم أدوارها. وقد تراوح أداء الأبناء بين الإجادة والضعف, وقام بأدوارهم عمرو عابد وحسين حرب وإيرين فادي وأمير شوقي وسيف الدين طارق والطفل محمد طلعت -ميكي- الذي أضاف حالة من البهجة علي أحداث الفيلم ولا يمكن أن ننسي أداء الممثل المتميز فريد النقراشي.
ومشكلة هذا الفيلم الأساسية أنه أقرب إلي الدراما التليفزيونية لأن 90% من المشاهد تدور داخل شقة الأسرة…مما لا يعطي أي ثراء أو تنوع في الصورة السينمائية, كما عاني الثلث الأخير من الفيلم من بطء شديد في الإيقاع. وأري أن القصة مادة خام جيدة لصنع مسلسل اجتماعي بالتأكيد سوف يكون متميزا.
Em:[email protected]