رزح العالم تحت الفساد نتيجة إيمانه بالقوة والمال علي أنهما مصدر الحياة والموت وتمثل هذا الفساد في صورة التعذيب والإجرام وقتل البشر وفي إرضاء آلهتهم
رزح العالم تحت الفساد نتيجة إيمانه بالقوة والمال علي أنهما مصدر الحياة والموت وتمثل هذا الفساد في صورة التعذيب والإجرام وقتل البشر وفي إرضاء آلهتهم التي يعبدونها آلهة القوة والمال, والجمال والشهوة. وقاتل الإنسان أخاه الإنسان من أجل السطوة والمال فكل صراع الأجيال السابقة واللاحقة هو صراع المال والسلطة.. ولم يترك الله البشر هكذا بل أرسل الله لهم رسائل كثيرة من خلال الأنبياء يعلمهم ويحذرهم لعلهم يعودون إليه ويرجعون عن ضلالهم… ووسط هذه المظالم الجمة أوحي الله إلي إشعياء النبي بنبوة في الرجاء والخلاص من هذه المظالم التي يسيطر عليها الشر معلنا أنه ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا أي أنه موجود داخلنا وفينا فكيف يمكن أن يتجسد ابن الله من عذراء؟ سؤال حير البشرية كلها ومازال يحيرها.. لقد حاول الله بواسطة الشرائع والنظم والنبوات أن يعيد الإنسان إلي سابق عهده لكن الإنسان كان عاجزا أن يغلب طرقه الرديئة ويعود إلي سابق عهده الذي خلقه به الله, وقد عبر بولس الرسول في رسالته إلي أهل رومية عن هذا قائلا كلم الله آباءنا بأشياء كثيرة وفي ملء الزمان كلمنا في ابنه الوحيد مولودا من عذراء ليفتدي البشر ويخلصهم من سلطان الخطيئة فالتجسد هو تحقيق الوعد الإلهي لإظهار الأبوة الإلهية التي هي الحب المطلق الذي يعطي حتي ذاته من أجل من يحب, فالسيد المسيح هو كلمة الله الذي به تم خلاص البشرية.. لذلك سمي الزمن منذ ولادة المسيح بالعهد الجديد.. العهد الذي تظهر فيه مبادئ جديدة وقيم سامية عالية.. فالتجسد أي ميلاد المسيح هو فجر جديد انتظرته البشرية المتألمة.. فهو رجاؤها الذي أنار ظلام الإنسان وأعطاه إمكانية محو الخطيئة التي سيطرت علي العالم كله وخيمت علي عقول البشر.. لقد تجسد السيد المسيح له المجد لكي يخلص الإنسان من ظلام ضميره وقلبه الفاسد الشرير وغير شكل الإنسان ليرده إلي طبيعته الأولي التي كانت أهم سماتها المحبة التي بدونها لن يري أحد الله.. فلا يرد الشر بالشر بل يعيش بحياة الحب والسلام والبر والعدل والحق فكل من يؤمن بالمسيح المتجسد يتغير.. ينقلب عقله وقلبه من شرير فاسد إلي بار مسامح.. وهكذا يعم العدل والحق في كل العالم..
إن العالم في حاجة اليوم إلي تعاليم الإله المتجسد الخلاصية ليغير ذهنه من قتل وشهوة واغتصاب للحقوق إلي حرية مجد أولاد الله.. سلام بين البشر وحب حقيقي من القلب وقبول للآخر مهما كان هذا الآخر.. إنه السلام الحقيقي الذي يمنحه الله لمحبيه والمؤمنين به.. سلام نابع من الضمير والقلب الصالح المؤمن.. لذلك لابد أن نؤمن بالمسيح يسوع إلها وربا ومخلصا نتمم وصاياه التي ترتكز علي الصلاة والاحترام والتجرد والمسامحة بالعدل والحق والعفاف.