فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (متي 1: 21).. يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي: المسيح في الجسد فابتهجوا, يا جميع الأمم صفقوا بالأيادي. اهتفوا لله بصوت الابتهاج (مز 47: 1). لإنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا, وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا, مشيرا, إلها قديرا, أبا أبديا رئيس السلام (إشعياء 9: 6).. فالميلاد ليس حدثا وحسب ولكنه نهر من البلور تسبح فيه وتتعايش مع نوره ليشرق نور يسوع المولود في حياتك, ويهبك وحدانية الشخصية حينئذ يسود نفسك ضوءا لا ينطفئ.. ففي ميلاد يسوع الطفل تتجلي صورة الله القديرة في الإنسان ويصبح حرا يتحدث باستقلال كلي. فـ ترنمي أيتها السموات وابتهجي أيتها الأرض (إشعياء 49: 13).
إن ميلادك الفقير ليس ضعفا سيدي, فضعفك الطوعي لم يكن نقيض القوة بل كان ذروة التعبير عن مداها لأنك بهذا الضعف الاختياري تظهر قدرتك أنك عظيم ومتواضع القلب.. وتجلس ميلادك أنك ولدت لتصلب من أجل مصالحة البشرية.. وهنا نذكر أبيات أحمد شوقي الخالدة:
يا فاتح القدس خل السيف ناحية.. ليس الصليب حديدا بل خشبا
إذا ما نظرت إلي أين انتهت يده.. وكيف جاوز في سلطانه القطبا
علمت أن وراء الضعف مقدرة.. وأن للحق لا للقوة الغلبا
ونضيف مع القديس رومانس المرنم علي لسان مريم العذراء: يا ساكن الأرض, ابعدوا المخزنات وشاهدوا فرحا أفرغته من أحشائي فسمعت: أنت الممتلئة نعمة ونهتف أخيرا ونغني المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام في الناس المسرة.