يا رب يخليكي يا أمي يا ست الحبايب يا حبيبة.. أغنية شهيرة اعتدنا علي الاستيقاظ علي نغماتها يوم عيد الأم بكلماتها الرقيقة المعبرة التي استطاعت فايزة أحمد أن تطربنا بها وأن تجعل كلا منا وهو يردد كلمات الأغنية بالدعوة لمن أحبت وأعطت وبذلت بلا مقابل.
وأنا يا تري هاعمل إيه في اليوم ده؟! مش عارف إزاي هقدر استقبله السنة دي بدون ما تكون أمي معايا, يا تري ها أعمل إيه؟! بعد أن فارقتني أمي, الكل يسعد من حولي وأغنية ست الحبايب ترن في أذني وأنا قلبي يدمي وعيني تدمع. فماذا أفعل؟! وكيف أتغلب علي مشاعري؟!
تقول دكتورة إيمان نصري أستاذة علم الاجتماع جامعة الفيوم إنه بالطبع سيصبح يوما أليما خاصة إذا كان أول عيد يمر بعد وفاة الأم فيشعر الإنسان أنه وحيد افتقد مصدر الحب خاصة عندما يستعيد ذكريات عيد الأم واستعداداته خاصة إذا كان متزوجا يجتمع في بيت العيلة للاحتفال بالأم وسط فرحة الأخوات والأقارب, وإذ تنقطع هذه العادة لأول مرة فتسيطر عليه مشاعر الحزن وهو شعور طبيعي.
وتضيف بأن المشاعر تختلف حسب المرحلة العمرية وطريقة التربية, فكلما كان الطفل صغيرا وتركته أمه في مرحلة مبكرة فيكون الأمر أسهل لكونه لا يدرك ما كانت تفعله والدته معه وبالتالي يمكن تعويضه بحنان الأم البديلة سواء كانت من أقاربه أو المربية المرافقة له لتضفي عليه بحبها وحنانها. أما في حالة إذا كانت الأم توفيت بعد عشرة طويلة مع الابن الابنة فهذا الأمر قد يكون صعبا لما مرت عليهم من مناسبات ومواقف كثيرة نال منها باهتمامها ورعايتها له, يأخذ برأيها, تشاركه أحزانه وأفراحه وتقف بجانبه وتسانده لتصبح بمثابة المرجعية بالنسبة له.
ويتفق د. نصيف فهمي أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان مع الرأي السابق مضيفا أن فقدان أي شخص عزيز يؤثر علينا كثيرا, فما بالك إذا كانت الأم.. بالتأكيد الإحساس بالحرمان شيء صعب مما يحتم علي الشخصية أن تواجه التجربة بشجاعة وأن تحول مشاعر الحزن إلي فرح ولا تدع اليأس يسيطر عليها خاصة أنها بأيديها أن تسعد ذاتها ومن حولها وأن تعلم جيدا بأن هناك من يحتاجون إليها مثلما تحتاج هي أيضا إليهم ولكن باختلاف المشاعر فإذا ما تم زيارة دار للمسنات علي سبيل المثال ستجد أن هناك سيدات أمهات حرمن من نعمة الأمومة لظروف إما لعدم إنجابهن من الأساس أو لوفاة أبنائهن أو لهجرتهن للخارج ليتركن فريسة لمشاعر اليأس يحتجن ليد المساندة والمساعدة مثلما أنت في حاجة إليهم فربما تجد في شخصية ما, ما يذكرك بوالدتك وبالتالي تحدث عملية تعويضية لكل منكما فيشبع كل رغبات واحتياجات الآخر دون أن يدري. من يفتقد الحنان يجده ومن يبحث عن مساندته يجد ضالته, ومن هنا يتضح لنا ما تلعبه العلاقات الإنسانية من دور مهم في تخفيف الآلام والهموم من خلال المساندة الاجتماعية لكل منا تجاه الآخر.
هي دعوة لكل من يجد نفسه في مثل هذه الظروف بألا يجعل مشاعره الحزينة تسيطر عليه بل يدرك أن ذكري والدته تدوم إلي الأبد وأن يذكرها بالدعاء ولاسيما في عيد الأم كرسالة حب منك تبعثها لأغلي مخلوق في الوجود. كما عليك أن تنظر لذاتك ومن حولك وتعلم جيدا أن بإمكانك أن ترسم الابتسامة علي وجوه وتدخل البهجة في قلوب من يحتاجون إليك لتصبح قبلة علي جبين كل أم مخلصة وفية قد وضعتها الظروف في هذا الوضع دون أن يسأل عنها أحد. فبادر بالخطوة, ولا تتردد…