في حوار مع رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور تم نشره في جريدة الأهرام كان السؤال حول إقرار كوتة للمرأة ومدي إمكانية انسحاب ذلك علي التمثيل القبطي في مجلس الشعب بعد التواجد والتمثيل المتدني الذي نراه الآن,وكان رد دكتور سرور إذا كان الأقباط لايصلون إلي مقاعد البرلمان بسواعدهم حتي الآن فقد يرجع ذلك إلي زهدهم في الترشيح أو زهدهم في الحياة النيابية واهتمامه بالحياة العلمية والاقتصادية!!!
أن يصدر هذا الرد عن أستاذ في القانون يعلم جيدا قيمة الكلمة ومصداقيتها..ويعلم جيدا أنه من الصعب الاستخفاف بعقول من سيقرأ هذا التعليل أتصور أنه أصاب الكثيرين بإحباط شديد,فعدم وصول الأقباط إلي مقاعد البرلمان لايرجع إلي زهدهم في المشاركة في الحياة النيابية أو أن ملهمش نفس الأيام دي!!فالأقباط قوم فاعلون ومكون أساسي وأصيل في منظومة هذا الوطن بشرط يكون المناخ صحيا وغير مريض…أن يكون أكسجين المواطنة متاحا للجميع وبنفس القدر..هنا لن نحتاج أن نتحدث عن زهد أو خلافه,ومثالنا الأزلي علي ذلك ما كانت عليه ثورة1919 مع سعد زغلول ورفاقه المصريين .
لكن الآن مع الأسف الشديد وبفعل أيدينا أصبحنا نمارس كل صور التمييز والعمل علي التغييب القسري بالاستبعاد تارة أو التهميش تارة أخري..وحلت الطائفية محل السياسة..وأصبح الانتماء للطائفية يعلو ويسبق الانتماء, وتوارت فكرة المواطنة أمام محاولات طمس الهوية المصرية كأنها أصبحت شيئا مشينا لايصح الحديث عنه.
أدعو الدكتور سرور بدلا من هذا التعليل الذي جانبه التوفيق إلي البحث عن آلية يمكن عن طريقها دعوة أقباط مصر لإنهاء حالة العزوف عن المشاركة في العمل السياسي حتي يتجدد الهواء وتنقشع الطائفية ويكون أساس التعامل بالمواطنة وليس بالهوية الدينية.
وفي المقابل وعلي نفس الدرب كان كلام آخر للدكتور حازم الببلاوي تحت عنوانعندما يكون العلاج أسوأ من المرض..حصة للأقباط في البرلمان..وهنا كانت الكلمات صريحة وأمينة..لم يحدثنا عن زهد..ولكنه تحدث عن مرض أصاب المجتمع..لنقرأ لسيادته:أظهرت نتائج الانتخابات المتعددة في مصر منذ قيام ثورة 1952 ضمور التمثيل القبطي في جميع البرلمانات المنتخبة مما يوحي بعزوف أحد جناحي الأمة المصرية عن المشاركة في العمل السياسي من ناحية,وشيوع مظاهر التشدد الديني لدي شرائح عديدة من الغالبية من ناحية أخري..أشاع كل ذلك جوا من فقدان الثقة في مصداقية مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنينوهنا وضع الدكتور الببلاوي يده علي موطن الداء في ثلاث نقاط:
شيوع مظاهر التشدد الديني من الغالبية.
عزوف أحد جناحي الأمة عن المشاركة.
فقدان الثقة في مصداقية مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين.
ختاما أقول إن الأمم الناهضة تكشف عن تمايزها بما حققته من إنجاز وتقدم وليس بالتعصب والتشنج وتهميش الآخر من أبنائها.