وأنا أتنقل بين القنوات الفضائية استوقفني شيخ تبدو علي وجهه علامات الحدة والتجهم, انتظرته لأري ما الذي يجعل فضيلته علي هذه الحال فوجودته مستاء جدا من مقال كتبه الدكتور عمرو حمزاوي وأنطلق فضيلة الشيخ يتهم الكاتب المسلم بالفسق والخروج علي الدين الإسلامي وتعاليمه الفاضلة وعدم احترامه لمبادئ الإسلام والشريعة. استمر الشيخ في الاستهزاء والسخرية من الكاتب وأوضح أن الدكتور عمرو حمزاوي نشر علي موقع تويتر الاجتماعي مقالا يفيد اعتراضه علي قطع أجزاء من الجسم, وأن ذلك ضد الأنسنة, فشجب فضيلته ذلك موضحا أن حمزاوي بهذا الرأي يعترض علي الشريعة الإسلامية. وذكر أنه حينما سأل الصحابة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم عن السارق فأقسم النبي بأن لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها, ومعني ذلك أن الدكتور عمرو يضرب بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم عرض الحائط, هذا ووصفه إياه بالماسونية والإلحاد والكفر والتضليل والتحريض والفساد والفسق..!!
تملكتني الدهشة من هذا الهجوم العنيف فدخلت علي الموقع وقرأت المقال ففوجئت أن حمزاوي كل ماكتبه ملخصه أنه مستاء بشدة من إهانة الإنسان وقطع أعضائه والتمثيل بالجثث وسحلها والأساليب البشعة التي يقتل بها, ولم يتطرق نهائيا للحديث عن قطع يد السارق, تذكرت لحظتها لقاء فضيلة المفتي الدكتور الشيخ علي جمعة مع أحد مذيعي قناة فضائية أثناء أزمته مع الشيخ الحويني حيث قال إن مشكلة الذين يتكلمون باسم الدين الإسلامي أنهم لا يأخذون بالعلل ولا الأسباب ويندفعون إلي إقامة الحد وفعلا هذا ما فعله هذا الشيخ الذي لا أعلم من هو وكيف يحكم علي شخص بهذا الشكل دون الإلمام بأركان الموضوع ومن الذي أعطاه حق التكلم ضد كاتب بهذا الأسلوب, حتي أنني استشعرت أن الشيخ سيقول: أقيموا عليه الحد!!
أشعر بخيبة الأمل أن هذا الشيخ ليس الوحيد الذي يتحدث عن جهالة, وليس الوحيد الذي يحتكر لنفسه تفسير الدين, وليس الوحيد الذي يخون الآخرين لمجرد رأي, وليس الوحيد الذي يرفض الرأي الآخر, ولعلنا نتذكر جميعا حادث قطع أذن القبطي وواقعة تحجيب أحد التماثيل بالإسكندرية.. كل هذا جعلني أقول: عذرا حمزاوي.. نحن في زمن السفهاء..