يعد الأستاذ عزت سامي الغائب الحاضر الذي عبر بمقالاته وتحقيقاته عن نبض المجتمع المصري علي مدار ما يقرب من نصف قرن,في محاولة من أن يضع حلولا لمشاكل مجتمعنا لخدمة المواطن والمجتمع.
ولد عزت سامي في 19ديسمبر عام 1933,وتقلد وظيفة مراسل حربي بوكالة أنباء الشرق الأوسط,وتدرج بالعمل فيها حتي وصل إلي منصب مدير تحرير الوكالة,كما شغل عضوية هيئة التدريس بالجامعة العمالية لمادة قانون العمل,كذلك شارك في لجنة وضع قانون العمل في مصر,وتقلد منصب المستشار الإعلامي للاتحاد العام لنقابات مصر,وشارك في العمل بجريدة ##وطني## منذ عام 1966 وحتي وفاته في 5أكتوبر عام 2002.
حقوق العمال
نرصد في هذه السطور بعض ما كتبه الأستاذ الراحل عزت سامي,حيث اهتم بقضايا العمال ومشاكلهم,وعمل علي تعزيز حقوقهم من خلال توجيههم إلي المفاهيم الديموقراطية بتحقيقاته علي مدار العشرين سنة الأولي لعمر ##وطني##,وخصص أعدادا كثيرة تناول فيها العمالة وهجرة المصريين للخارج باعتبارها قضية ليست جديدة,وأوضح أن دولا أجنبية طلبت مصريين في الستينيات للعمل لديهم,ولكن وزارة العمل المصرية تجاهلت هذه الطلبات,كما أبرز قضايا الهجرة الشرعية للمصريين بقصد العمل بالخارج,وتحدث عن فائض العمالة المصرية الناتجة عن سوء التوزيع للعاملين بالحكومة والقطاع العام في 1987,كما عرض مؤتمرا لبحث سياسات الهجرة والعمل,وأن هناك 150مليون جنيه سنويا من المهاجرين عام 1973 دخلت لخزانة الدولة بهدف تصدير العمالة للخارج.
كما تصدي لعمليات نقص العمالة الفنية كمشكلة تهدد خطط التنمية عام 1981 علي اعتبار أن الدولة في عام 2000 تحتاج إلي 14مليون عامل فني,وأن مصر كان يخرج منها آنذاك 20ألف عامل كل عام فقط,وبهذا يعجز التعليم الفني عن الوفاء باحتياج مجتمعنا من العمالة الماهرة,خصوصا أنه يحدث تسريب لمليون ونصف مليون صبي من التعليم الفني.
وأبرز الأستاذ عزت قضية هجرة المصريين إلي الخارج التي فتحت لها الأبواب بعد حرب أكتوبر 1973, وكان موقف الدولة آنذاك إزاء هذه القضية هو موقف الوسط فهي من جهة لم تفتح باب الهجرة علي مصراعيه إلا أنها كانت تسرب الكفاءات العلمية إلي الخارج مما استفز العقول الوطنية.
كما اهتم بقضايا مدخرات العاملين بالخارج والاستفادة منها في دعم قدرة الاقتصاد المصري ووضع برامج للمشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة للعائدين من الخارج لفتح منظومة لهم ولمدخراتهم.
وفي أواخر السبعينيات قرر عزت سامي الذهاب إلي الخرطوم في مهمة صحفية استغرقت أسبوعين لمتابعة التكامل المصري – السوداني كما حدده السادات ونميري والجهود المشتركة والطاقات البشرية والمادية في البلدين من أجل التقدم والرخاء.
اهتم عزت سامي بمشاكل الإسكان ووضع في بداية الثمانينيات خطة عاجلة لحل مشكلة الإسكان في مصر وعرض بناء 3 ملايين مسكن جديد عام 1984 لتساهم في حل هذه المشكلة.. كما اهتم بقضايا الإنتاج والتي كانت هي المحور الأساسي للعمل الوطني في مرحلة الرئيس حسني مبارك, وأواخر الثمانينيات استعرض أهم الملاحظات التي غابت عن اهتمام المسئولين في مجالات الصناعة وتطويرها والزراعة وتطويرها والعمل علي حل مشكلة الغذاء بزيادة الإنتاج.
تناول الصحفي عزت سامي في 1984 الحديث عن أول محطة نووية في مصر لتوليد الطاقة وذلك في عيون موسي محافظة شمال سيناء, وهي ضمن خمس محطات أخري في الزعفرانة وسيدي كرير غرب الإسكندرية ودمياط والكريمات بتكلفة إجمالية 16 مليون جنيه استرليني.
وعلي مدار عمله الصحفي تحدث عزت سامي عن قضايا ضائعة هي قضايا نظافة العاصمة حيث أشار للمستوي المتدني الذي وصلت إليه العاصمة من تغطيتها بمياه المجاري وأكوام القمامة, ونادي بشعار قاهرة نظيفة والذي نادي فيه بتطبيق قانون النظافة الحالي في مجتمعنا ضد المخالفين.