مع أن الآية (أع 42:2) تتحدث عن ##تعليم الرسل, والشركة, وكسر الخبز, والصلوات##, وكسر الخبز أو التناول هو قمة الصلوات, إلا أن الرسل تحدثوا عن ##الصلوات## بمعني أن هناك أنواعا مختلفة من الصلوات, غير الإفخارستيا, لهذا نجد أن الرسل لم يكفوا عن الصلاة إطلاقا:
1- صلوا طلبا للملء :
##كانوا يواظبون بنفس واحدة علي الصلاة والطلبة, مع النساء, ومريم أم يسوع, ومع إخوته## (أع 14:1).
2- صلوا عند الضيق :
بعد أن ألق اليهود القبض علي الرسولين بطرس ويوحنا, بسبب معجزة شفاء المقعد عند باب الهيكل وبعد أن أطلقوهما, صلي الآباء الرسل طالبين من الرب ثلاثة أمور:
أ- إن يمتلئوا بالروح باستمرار. ب- إن تحدث معجزات تدعم الكرازة.
ج- إن يتكلموا عن المسيح بمجاهرة.
وبالفعل ##لما صلوا تزعزع المكان (معجزات), وامتلأ الجميع من الروح القدس (امتلاء), وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة (مجاهرة)## (أع 23:4-31).
3- صلاة السواعي والمزامير :
إذ نلمس من آبائنا الرسل حرصهم علي هذه الصلوات, سواء في الهيكل أو في البيوت.. لهذا يقول سفر الأعمال: ##صعد بطرس علي السطح ليصلي نحو الساعة السادسة##(أع 10:9) ويقول معلمنا بولس: ##متي اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور, له تعليم## (1كو 26:14).. ##مكلمين بعضكم بعضا بمزامير, وتسابيح, وأغاني روحية, مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب## (أف 19:5)
4- صلاة شركة الخدمة :
حين ودع بولس أولاده في أفسس, وألق عليهم خطابا رائعا, نجد فيه ملامح الخادم الأمين, ##جثا علي ركبتيه مع جميعهم وصلي## (أع 36:20), وبكي الجميع لأنهم علموا أنهم لن يروا الرسول ثانية في الجسد.
5- صلاة أسفار الخدمة:
حينما يسافر الخادم وينتقل من مكان إلي مكان, يجب أن يصلي هو, وتصلي معه جماعة الخدام, كما فعل المؤمنون مع الرسول بولس وهو متجه إلي أورشليم, إذ يقول معلمنا لوقا كاتب سفر الأعمال: ##فجثونا علي ركبنا علي الشاطئ وصلينا##(أع 5:21).
6- صلاة من أجل المخدومين :
كما صلي الرسول بولس من أجل الملك أغريباس وكل من كان حاضرا جلسة المحاكمة ##كنت اصلي إلي الله, أنه بقليل وبكثير, ليس أنت فقط بل أيضا جميع من يسمعونني اليوم, يصيرون هكذا كما أنا, ما خلا هذه القيود##(أع 29:26), تأمل غيرة الرسول – أيها القارئ الحبيب – من جهة خلاص كل نفس. أليس هو من قال: ##إن لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع فإني كنت أود أن أكون أنا نفسي محروما من المسيح, لأجل أخوتي, أنسبائي حسب الجسد## (رو 3:9).. فهل لنا هذه الروح, وهل ننسكب كل يوم في الصلاة لتخلص كل نفس؟!.
7- الصلاة عند الخطر :
فحينما هاجت الريح والزوابع علي السفينة التي كانت تحمل بولس والأسري في عرض البحر, وخطفت السفينة ولم يمكنها أن تقابل الريح, صام الجميع, وصلي بولس الرسول, ثم قال لهم: ##والآن أنذركم أن تسروا, لأنه لا تكون خسارة نفس واحدة منكم, إلا السفينة.. لأنه وقف بي في هذه الليلة ملاك الإله الذي أنا له, والذي أعبده, قائلا: لا تخف يا بولس, ينبغي لك أن تقف أمام قيصر, وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك##, وقد كان (أع27:22-24).
إن الصلوات الكنسية, والتلقائية والسهمية (كصلاة يسوع), هي نسيم حياة الروح, وسر نجاح الخدمة, فلنسكب أنفسنا علي الدوام أمام عرش النعمة, لنجد عونا في حينه..