التعليم أمر جوهري للخلاص,هذه حقيقة أساسية في الكتاب المقدس,للأسباب الآتية:
أولا: التعليم أساسي للخلاص:
كان الرسل يواظبون علي التعليم (أع2:42),كأمر أساسي للخلاص وحينما حل الروح القدس علي الرسل يوم الخمسين,سألهم الناس: ماذا نفعل أيها الرجال الإخوة فكانت الإجابة تعليما مكثفا علي فم معلمنا بطرس الرسول: توبا وليعتمد كل واحد منكم علي اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا,فتقبلوا عطية الروح القدس (أع2:38).
وفي هذه الآية القصيرة نلتقي مع ثلاثة أسرار أساسية للخلاص وهي:
1- التوبة: فلا معمودية للكبار بدون توبة وإيمان شخصي. أما الصغار فيعتمدون علي إيمان والديهم,ونسلمهم إلي إشبين لتعليمهم ورعايتهم حتي يكبروا,ثم نسلمهم إلي أب الاعتراف ليبدأوا ممارسة التوبة,التي يري الآباء أنها بمثابة جرن ثان للمعمودية, إذ في دموعها يغتسل الإنسان ويعود إلي طبيعته الجديدة التي أخذها بالمعمودية المقدسة.
2- المعمودية: ونلاحظ أن الرسول بطرس يحدد أنها لمغفرة الخطايا,فهي ليست مجرد غسل جسد خارجي,بل هي غسل الضمير والكيان الداخلي من الخطيئة…لهذا قال حنانيا للرسول بولس: قم اعتمد,واغسل عنك خطاياك (أع22:16),فنحن لا نعتمد بالماء فقط,بل بالماء والروح,الماء يغسل الجسد,والروح يغسل الروح.
3- الروح القدس: العطية التي يتقبلها المعتمد بعد خروجه من جرن المعمودية,وتجديده بالروح القدس. الروح يحل داخله,ويسكن فيه كما في هيكل أما تعلمون أنكم هيكل الله,وروح الله يسكن فيكم (1كو3:16). لهذا ترشم الكنيسة المعمد 36رشما في كافة أجزاء جسده: الرأس (الفكر), الحواس, الصدر (القلب), الظهر (الإرادة), اليدين (الأعمال), الرجلين (الطريق). وكأنها تطلب من روح الله أن يدشن هيكله ويستقر فيه,تماما كما ندشن المذابح والكنائس بالميرون المقدس.
وفي نهاية الإصحاح (أعمال2) نقرأ عن المواظبة علي تعليم الرسل والشركة, وكسر الخبز (التناول), والصلوات, أي عن حياة يومية شاملة,يعيشها المؤمن داخل إطار الجماعة المقدسة,كعضو في جسد المسيح.
ثانيا: قنوات التعليم في الكنيسة:
إذ كان التعليم مهما إلي هذه الدرجة,إذ قال الرسول بولس لتيموثاؤس: إنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص (2تي3:15).
كما أوصاه: لاحظ نفسك والتعليم,ودوام علي ذلك,لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك,والذين يسمعونك أيضا (1تي4:16), إذن…. فلابد من قنوات كثيرة لتصل كلمة الله إلي كل نفس,ومنها:
1- كلمة الوعظ: في القداسات والاجتماعات العامة والاجتماعات النوعية,كالأطفال والفتيان والشباب والخدام والعمال وإخوة الرب…
2- كلمة الاعتراف: هي فرصة ممتازة لمعرفة احتياجات كل نفس وإعطائها الغذاء المناسب لها.
3- كلمة الافتفاد: حين يكون الحديث روحيا,نلجأ فيه إلي الكتاب المقدس ونشرح فصلا منه.
4- كلمة زيارات المحبة: كزيارة الحزين أو المريض أو من كان في ضيقة,هي فرصة أساسية لخدمة نفس تتلمس الطريق,وتطلب معونة الرب.
5- الكلمة المكتوبة: في كتاب أو خطاب أو نبذه… لماذا لا أرسل إلي أصدقائي نبذة أو كتيب صغير,مع خطابي الشخصي تكون هذه الكلمات نافعة لحياته؟ ولماذا لا يكون هذا مبدأ كل منا في مراسلاته؟ ألم يقل الرب: كلمتي لا ترجع إلي فارغة؟.
6- الكلمة المسموعة: فنحن نسمع اليوم عن الكرازة بالشرائط,لذلك فتوزيع شرائط الكاسيت,بما تحويه من عظات وترانيم وألحان وقداسات,هي خدمة جوهرية في هذا العصر.
7- الكلمة المرئية: بشرائط الفيديو,وهي أحدث وأعمق أثرا من وسائل أخري كثيرة,وقد لاحظنا كيف دخلت الأفلام الدينية في كل بيت في مصر وبلاد المهجر (فيلم الأنبا إبرآم وفيلم مارمينا وغيرهما…).
الرب يعيننا لنشر كلمته في كل مكان,ولكل إنسان.
8- الكلمة الإلكترونية: وهي ما نعايشه الآن من ثورة في تدفق المعلومات وسهولة تداولها والبحث عنها,حتي إلي أصغر نقطة وأدق تخصص…أمامنا الكمبيوتر والـ Email والإنترنت والأقراص المدمجة (C.D.) وغيره.