المعونة الاقتصادية الأمريكية لمصر يختلف الحوار حولها هذا العام عن السنوات السابقة فقد كان الأمر قاصرا علي إحداثنوع من الضغوطسواء فيما يتعلق بالقضايا المختلفة في المنطقة أو فيما يتعلق بتقرير لجان الحريات الدينية وتنظيمات حقوق الإنسان والديموقراطية وما إلي ذلك من ذرائع…وتنتهيالزوابعويتم اعتماد ما هو مخصص لمصر وفق الاتفاقات الموقعة بين مصر وهيئة المعونة الأمريكية في ضوء الاعتبارات السياسية التي تحكم المنطقة.
لكن ثمة جديد هذه المرة في مزاعم بعض أعضاء لجان الكونجرس وهم تحديدا-وذلك معروف-أنهم عليعلاقة ولاء لإسرائيل…الجديد هذه المرة أنخفض المعونةينسحب عليالمعونة العسكريةالتي لم يسبق أن امتدت لها يد طوال سنوات التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا منذ عام1978وحتي هذا العام تحتزعم إسرائيليعنالانفاقوتهريب السلاح عبر هذه الانفاق علي الحدود الفلسطينية-الإسرائيلية…ويقترح اللوبي الإسرائيلي في الكونجرس الأمريكي اقتطاع500مليون من المعونة العسكرية1300مليون دولاربداية من عام2009.
ولما كانت الأمور تتسم بالجدية هذا العام فقد اتجهت إلي واشنطن د.فايزة أبو النجا ومعها ملفات تضم كل أوراق العلاقات المصرية- الأمريكية في مجال التعاون وبرنامج المساعدات الاقتصادية…وتتزامن زيارتها لواشنطن مع مؤتمر يعقد في القاهرة يتحدث فيه السفير الأمريكي بالقاهرة حولمستقبل العلاقات المصرية-الأمريكيةاستعرض فيه أرقام المعونات الاقتصادية التي قدمت لمصر وتطور حجم التجارة بين البلدين وإن كان قد حرص علي عدم الحديث حولالمنطقة الحرة بين البلدين.
*في إطار التجارة بين البلدين بلغ حجمها6.5مليار دولار عام2006 بزيادة حوالي35% عن العام السابق وإن كانت الصارات المصرية قد اقتصرت علي627مليون دولار.
*أما المساعدات الأمريكية فقد بلغ حجمها58مليار دولار منذ عام1978حتي نهاية2006غير أن أحد برامج المعونة كان يتم وفقبرنامج المعونات الغذائيةولهذه المعونة قانون خاص وكانت مصر تحصل علي القمح والزيت بداية عام1978واستمر حتي برنامج عام 1983وكانت قروض هذا البرنامج تقدم كقرض طويل الأجل وبفائدة أقل من1%ولكن هذا البرنامج أحدث تراكما في الديون علي مصر اقترب من4مليارات دولار نسددها حتي الآن بواقع 350مليون دولار والقسط الأخير منها المستحق هذا العام250مليون دولار والذي من المفترض أن يخصم من المعونة التي ستقدم عام2008.
هذه الأرقام كلها كانت في ملف الدكتورة فايزة أبو النجا في زيارتها لواشنطن وجاءت الورقة الأولي في الملف تحمل اقتراحين مصريين محددين.
*الأول:خلال عام2008تتوقف أرقام المعونة الاقتصادية عند الرقم415مليون دولار بعد أن شملها التخفيض بواقع5% سنويا منذ اتفاق عام1998…وتقترح مصر أن يتم إيداع الجزء الباقي بعد خصم الدين150مليون دولارفي صورة وديعة تستغل مصر عائدها السنوي في تمويل مشروعات خاصة في مجالات البحث العلمي وتطوير التعليم والصحة وتمويل إرسال بعثات علمية مصرية للولايات المتحدة الأمريكية.
*الثاني:يتم تخفيض المعونات الاقتصادية بواقع10% سنويا بداية من عام2008لتنتهي تماما عند عام2019 وتستغل في تمويل مشروعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر.
*وسواء الأخذ بأي من الاقتراحين فالوزيرة تقترح تشكيل لجنة مشتركة لتحديد المشروعات دون حاجة إليالمفاوضات السنويةحول تجديد اتفاقية المعونة…وإن كانت الإدارة الأمريكية ولجان الكونجرس اقترحت توجيه الجانب الأكبر من هذه المعونة إلي جمعيات المجتمع المدني مباشرة لدعم الديموقراطية والحريات الدينية والحكم الرشيد…وهو ما تتحفظ عليه مصر.
وحتي تعلن لجان الكونجرس الموافقة علي أي من الاقتراحات المصرية,فإنني أعقتد أن مصر الرافضة لأي شروط لديها بدائل كثيرة في حالة توقف هذه المعونات علي نحو ما تقول بعض الدوائر المصرية وإن كانت دوائر أخري تعتقد أن زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لمصر سوف تسفر عن حل يرضي مصر لدورها المهم في المنطقة.
حروف ساخنة
***في ذكري الهزيمة بحثنا عمن يهزمنا فلما لم نجد هزمنا أنفسنا.
الشاعر الفلسطيني محمود درويش
***ان يفقد المرء حياته دفاعا عن حياة الوطن أشرف كثيرا من العيش في وطن ممزق.
الشهيد فرج فودة
**المواطنة التي نبتغيها أن نكون مواطنين في بلادنا لا غرباء فيها أو ضيوفا ثقلاء عليها.
عبد القادر أحمد طه