مع تسارع وتيرة الأحداث ونجاح المظاهرات التي أطلق عليها الشباب قام النظام الحاكم بدعوة الأحزاب والقوي والحركات والجماعات السياسية للحوار من أجل الخروج من المأزق الحالي في سبيل وضع حلول ممكنة للمشكلة وإنهاء المظاهرات, مع وعد بتنفيذ المطالب التي تدعو إلي الإصلاح السياسي والاقتصادي في البلد وجاءت علي رأس القوي التي أجرت الحوار مع النظام الممثل في اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية أحزاب الوفد والتجمع والائتلاف وجماعة الإخوان المسلمين ولجنة الحكماء التي ظهرت كبادرة للوساطة بين النظام والمعتصمين لإنهاء الأزمة.
قالت الدكتورة هالة مصطفي رئيس تحرير مجلة الديموقراطية إن النظام يتحدث ولا يتحاور مع قوي حزبية أو جماعات ليست في قوته, وليس هناك تكافؤ بين الأطراف المتحاورة ولذلك يجب أن يأتي الحل من النظام وإلي الآن لم يعط النظام الكثير.
أكدت علي النظام يريد فقط الالتفاف حول هذه المسألة وبعد ذلك لن يعرف مع من يتحدث وتعود الأمور إلي سابقها, لافتة النظر إلي أن النظام متفق علي عدم رحيل مبارك وعبروا عن ذلك بشكل واضح ولن يتغير موقفهم وعلي المحتجين أن يضعوا هذه النقطة في تفكيرهم عندما يتحاورون أو يطالبون بعدة إصلاحات, وانتقدت إجراء حوار مع قوي مختلفة في الوقت الذي قام فيه الشباب بثورة يوم الغضب ولا يوجد شخص يمكنه أن يتحدث باسمهم أو يحتكر قيادتهم ولهذا فإن النظام هو الوحيد القادر علي إعطاء وإجراء إصلاحات حقيقية من شأنها أن تعطي للجميع شعورا بالرضا لتلبية مطالبهم.
قال نبيل شرف الدين الكاتب الصحفي إن الحوار من شأنه أن يضع كثيرا من الحلول ولكن الإخوان المسلمين سوف يضعون العقدة في المنشار ويطالبون بأشياء ضد الدستور مثل حزب علي مرجعية دينية إسلامية وبالتالي من حق المسيحيين أن يكون لهم حزب علي مرجعية دينية مسيحية وهذا من شأنه أن ينسف بنية المجتمع.
وطالب شرف الدين بأن يخفض الإخوان المسلمون من سقف مطالبهم وألا يلعبوا لعبة الابتزاز السياسي لنظام وبلد جريح, كما أن الأحزاب ترفع سقف مطالبها لتحصل علي أكبر قدر من المكاسب ولكن هذه الأحزاب ضعيفة.
وأوضح بقول: لجنة الحكماء هي مجرد خطوة للإصلاح لأن البلد في حالة تدهور ولا نعرف إلي أي مدي سوف يذهب وعلينا أن نبحث عن مصلحة الوطن وليس مصلحة مجموعة فقط وعلي كل الأطراف أن تتكاتف وتعمل معا وتترك البكاء علي الماضي, والمشكلة أن الفصيل الذي قام بالمظاهرات هم الشباب الذين يصرون علي رحيل الرئيس وهم ليس لديهم أي خبرة أو عقل سياسي يمكنه من التفاوض أو المطالبة بإصلاحات طبقا لأجندة محددة ومعروفة تصب في مصلحة المصريين جميعا.
وقال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إن الحزب اتخذ قرار الحوار مع النظام بعد موافقة أعضاء المكتب السياسي للحزب ووضع مطالب واضحة للحديث عنها مع نائب الرئيس, مشيرا إلي أن اللقاء الذي جمع قوي المعارضة مع نائب الرئيس تمت المطالبة فيه بإلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين ليس لديهم تهم عنف وبالفعل قام بتأكيد المطالب الدكتور حسام بدراوي الأمين العام الجديد للحزب الوطني والمهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال وكثير من أعضاء أحزاب المعارضة.
وأوضح السعيد أن اللواء عمر سليمان نائب الرئيس قال إن الوضع الأمني الراهن لا يسمح برفع حالة الطوارئ وأن الظروف الأمنية صعبة في هذا الوقت ولهذا يمكن رفعها في وقت آخر.
وقال السعيد: اقترحنا أن يكون رفع حالة الطوارئ بحد أقصي اليوم السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية وانتقد السعيد مطالب الشباب بحل مجلسي الشعب والشوري ورحيل الرئيس لأنه طبقا للدستور عند رحيل الرئيس يتولي رئيس مجلس الشعب الحكم ويدعو إلي إجراء انتخابات رئاسية ولكنها سوف تجري طبقا للمادة 76 وهي المادة التي نجتمع جميعا علي إلغائها لأنها تكرس لصالح حزب واحد فقط ولهذا تكون جميع مطالبهم أهدرت.
وأوضح السعيد أنه يقر بحق هؤلاء الشباب بالتظاهر والتعبير عن آرائهم أو الاعتصام السلمي ولكن يجب أن يلتزموا بذات الواجبات وألا يتم الإساءة لأحد أو الدخول في مهاترات وأن يتفهموا موقف المجتمع وأن يعملوا علي التفاوض بصورة عاقلة.