* يقاس العطاء العلمي والأكاديمي بدرجة ما يتركه الباحث من تراث يبرز مقدار إبحاره في عمق التاريخ وجذوره.
فالباحث الأثري الراحل جرجس داود 1930 – 2010, بالإضافة إلي زمالته لنا بجريدة وطني المتميزة والتي سبقنا إلي الالتحاق بها بعشرات السنين, كان أستاذي في مرحلة الدراسات العليا حيث كان عضواa في هيئة التدريس قسم الآثار بمعهد الدراسات القبطية, بالإضافة إلي توليه أمانة مكتبة المعهد منذ عام 1979م.. وقد تخصص في تدريسنا الآثار القبطية لعمق تبحره في هذا الفرع الثري من فروع الآثار خاصة فيما يتعلق بما يحويه المتحف القبطي.
* ضم منهجه الدراسي عدة محاور بالغة الأهمية مثل نشأة المتحف القبطي وأهميته التاريخية, وكذلك الأهمية التاريخية لحصن بابليون الأثري وعصور الفن القبطي, والأساطير اليونانية الرومانية ومدي تأثيرها علي الفن القبطي, والقصص المسيحية والآثار القبطية وغيرها من المحاور البحثية المهمة.
* استند الباحث الأثري جرجس داود في منهجه الدراسي إلي مراجع لكبار الباحثين والمتخصصين.
* شارك في العديد من المؤتمرات بأبحاثه.. فعلي سبيل المثال لا الحصر قدم بحثا عن القديسة العذراء مريم في القطع الأثرية القبطية. وبحثا عن الاتجاهات الشعبية في الفن القبطي الذي استوحي الفنان القبطي عناصره من مناظر الطبيعة والظواهر الجغرافية والفلك, وعادات الشعب وتقاليده باعتباره امتدادا للفن المصري القديم.
* يعتبر مخطوط المزامير من أروع المواد التي قام الراحل بتدريسها لطلابه في الدراسات العليا وينتمي المخطوط للعصر القبطي وهو العصر الذي بدأت تظهر فيه صناعة الكتب لأول مرة في تاريخ العالم. والمخطوط يندرج ككتاب أثري تحت رقم 12488 بالمتحف القبطي لصورة ترجع إلي القرن الرابع/ الخامس الميلادي تصور أقدم وأكمل كتاب للمزامير باللغة القبطية من الرق والجلد والعظم والخشب تم اكتشافه بجبانة المضل بجوار بني سويف, ويعتبر أقدم مخطوط علي شكل كتاب وهو مكتوب بلهجة مصر الوسطي البهنسية القبطية. علي هيئة ملازم من الرقوق كل ملزمة 16 صفحة كما هو الحال في الكتب الحديثة.
* صدر له العديد من المطبوعات والإصدارات حوليات هيئة الآثار, وجمعية الآثار القبطية.
* صدر له العديد من المطبوعات والإصدارات حوليات هيئة الآثار وجمعية الآثار القبطية.
* قام الباحث الأثري جرجس داود بمرافقة بعثات إنقاذ آثار النوبة من عام 1961 – 1964م. ورافق معرض توت عنخ آمون بألمانيا 1980 وأيضا معرض مصر عبر العصور بمعهد العالم العربي بباريس عام 1989. وقام بإلقاء محاضرات عن الآثار المصرية بجامعة ليدن بهولندة 1983 وسافر إلي هولندة تطبيقا للبرنامج الثقافي التنفيذي بين مصر وهولندة بشأن تبادل المعلومات بين خبراء ومديري المتاحف, حيث قدم محاضرة عن المتحف القبطي بجامعة ليدن أخري عن مختارات من الرمزية من المتحف القبطي بجامعة جورنجن بالشرائح الملونة. كما قام بالسفر إلي ألمانيا الغربية ضيفا علي أ. د. ميللر أستاذ الدراسات الشرقية بجامعة بون وذلك لدراسة مخطوط عربي من القرن الثامن عشر عن البابا بنيامين الأول البطريرك المصري الثامن والثلاثين, وعن بعض الأماكن الأثرية في صعيد مصر خلال المدة من 28/12/20 – 1983/2/20. وألقي عن المتحف القبطي محاضرتين بالشرائح الملونة إحداهما بقسم الدراسات الشرقية بجامعة بون, والأخري بقسم الدراسات المصرية والقبطية بجامعة منستر. وقد نشر بحثه باللغة الإنجليزية عن البابا بنيامين الأول. وأشير بهذا البحث كمرجع في دائرة المعارف القبطية الصادرة عن دار نشر ماكميلان الدولية عام 1991 تحت مادة بنيامين الأول وكذلك أبحاث أخري باللغتين العربية والإنجليزية في مجلة هيئة الآثار المصرية وهيئات أخري.
* صاغ هذا الباحث الجليل المادة العلمية والخريطة لرحلة العائلة المقدسة وواصل عطاءه لجريدة وطني حتي آخر لحظة من خلال نشر صورة من التراث القبطي والتعليق عليها أسبوعيا تحت باب صورة قبطية.
* الراحل جرجس داود شغل العديد من المناصب آخرها مدير أول بالمتحف القبطي كما كان عضوا بالجمعية الدولية للدراسات القبطية وجمعية الآثار القبطية.
* حصل علي شهادات تقدير من معهد الدراسات القبطية بيد قداسة البابا شنودة الثالث وأيضا من المجلس الأعلي للآثار.
تعليق الصورة: الباحث الأثري جرجس داود يتسلم شهادة تقدير بيد قداسة البابا شنودة الثالث
قالوا عنه:
* امتدت خدمته نحو نصف قرن, وعرفته عندما كنت أمينا لمكتبة دير مارمينا بمريوط قبل سيامتي أسقفا. وكان دائم الخدمة للدير ويرسل له ما يحتاجه من الكتب النادرة نسخ مصورة. وقبل نياحته أبدي اشتياقه لزيارة الدير ومنطقة أبومينا الأثرية ورغبته في الإفصاح عن بعض المعلومات عنها وعن القطعة الأثرية المستخرجة منها عند زيارته نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين – ورئيس قسم اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية.
* من أهم سماته الالتزام والأمانة والغيرة المقدسة. وكان ينتمي لهيئة التدريس بمعهد الدراسات القبطية كباحث في الآثار والحارس الأمين علي ما تزخر به مكتبة المعهد من كنوز أ.د. رسمي عبدالملك عميد المعهد سابقا.
* أسعد قراء جريدة وطني الغراء بما كان يقدمه علي صفحاتها من بدائع الآثار والفنون, وأسلوبه يفصح عن غزارة علمه وأصالته وبساطته ووداعته المحببة. ولعدة عقود أثري المكتبة القبطية أ.د. أنطون يعقوب عميد المعهد.
* علم من أعلام معهد الدراسات القبطية, ورائد من رواد الآثار القبطية, امتدت رحلة عطائه بالمعهد لأربعين عاما. وقد زاملته حوالي 26 عاما وهو قلب وعقل كبير متسع للجميع وللمعارف والعلوم والثقافة د. إسحق إبراهيم الأمين العام للمعهد.
* كان ذا وعلم وحكمة وعلي خلق كريم فكان شمعة تضئ للباحثيند. رفعت ميخائيل وكيل قسم الدراسات الأفريقية.
* تمتع بالهدوء والوداعة وحلو الحديث والثقافة والعلم الغزير أ.د. فخري صادق – قسم اللغة لاقبطية.
* أستاذي قبل أن يكون زميلي وصديقي برحلة ربع قرن من الدراسات القبطية, كانت تربطنا علاقة وثيقة واشتركنا في حب المجال البحثي والأثري وسوف نفتقده بشدة الباحث صبحي عبدالملاك – قسم الآثار.
* كان يساعد كافة الباحثين من خلال مكتبة المعهد وقد سعي لإثراء مكتبة المعهد بالمكتبات الخاصة لكبار الأساتذة بعد وفاتهم وإضافتها لمكتبة المعهد جوزيف جورج – أمين مساعد مكتبة معهد الدراسات القبطية.