حذر علماء المناخ من أن الاحتباس الحراي شارف مرحلة اللاعودة التي سيستحيل عندها تجنب ارتفاع منسوب البحار وانشار الفقر,وبوادر ذلك تظهر في أماكن كثيرة من العالم مؤخرا…عواصف وفيضانات في الإكوادور وحرائق غابات إيطاليا في أماكن متفرقة في العالم خاصة في أوربا وآسيا.
طالب العلماء بمعهد أبحاث السياسة العامة البريطاني بالتعاون مع مركز التقدم الأمريكي والمعهد الأسترالي الدول الصناعية الثمانية الكبري بالحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة والالتزام بمعاهدة كيوتو حيث تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري مصدر قلق علي النطاق العالمي.
ويبدو أن الاتجاه نحو التغير يجري بمعدل أسرع مما كانت تتنبأ به المعطيات المناخية المعروفة إذ تشير تقديرات علمية حديثة إلي أن درجات الحرارة في أجزاء مختلفة من الكرة الأرضية ترتفع بمقدار ضعف ما كانت تتوقعه الدراسات المناخية.
وطالب العلماء باتخاذ خطوات سريعة لوقف ارتفاع متوسط درجات الحرارة بواقع درجتين مئويتين فوق المعدل الذي كانت عليه مع بدء الثورة الصناعية التي ساهمت في انبعاث كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الجو.وقد ارتفعت درجات الحرارة منذ عام1750 بمعدل 0.8% إلي 15درجة مئوية منذ العام1860.
ويمكن تجنب ارتفاع متوسط درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين وذلك بالاحتفاظ بتركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو إلي دون 400جزء في المليون حيث من المتوقع أن يتجاوز تركيز ثاني أوكسيد الكربون في الجو-والذي يقف حاليا عند 379جزءا في المليون-إلي400جزء في المليون خلال العشر سنوات المقبلة,حيث سيؤدي ذلك إلي الاندثار الكمي للغابات والارتفاع الكبير لمستوي مياه البحار وانخفاض مستوي الإنتاج الزراعي في العالم مما يترتب عليه مشاكل اقتصادية وتنموية وغذائية.
ويتفق العلماء علي أن إحراق الغاز الطبيعي والنفط والفحم فضلا عن الأشكال الأخري من التلوث التي مصدرها البشر لها النصيب الأكبر في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري خلال العشر سنوات المقبلة.
وحث العلماء الحكومات في تقرير لمواجهة التغيرات المناخية علي الموافقة علي خطة طويلة الأمد لمنع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار يزيد علي درجتين عن المعدلات التي كانت مسجلة قبل الثورة الصناعية.
حيث يؤثر ذلك علي المياه والأراضي الزراعية وسيهدد الشعاب المرجانية وغابات الأمازون والتهديد بذوبان الجزء الغربي من القطب الجنوبي والألواح الجليدية لجرينلاند الأمر الذي قد يرفع من مستوي سطح البحر بمقدار يزيد علي عشرة أمتار.
وسيؤثر ذلك علي عملية تدوير المياه في شمال المحيط الأطلنطي وقد يؤثر ذلك علي عملية تدفئة شمال غرب أوربا.
وتتنبأ اللجنة الحكومية البريطانية للتغيرات المناخية التي يرأسها راجيندرا باشوري مستشار مجموعة دراسة التغيرات المناخية الذي قال إن منسوب مياه البحار قد يرتفع بمقدار9.88مترا بحلول عام 2100 كما قد ترتفع درجة الحرارة,بمعدل يتراوح ما بين1.5 إلي5.5درجة عن المعدلات الحالية.وكانت درجات الحرارة قد تراجعت عن المعدل الحالي بمقدار ما بين أربع وخمس درجات في آخر عصر جليدي مرت به الأرض.
وقد أوصت مجموعة دراسة التغيرات المناخية قيام الدول الثماني الصناعية الكبري بإنتاج 25%علي الأقل من الطاقة الكهربائية عن طريق المصادر المتجددة بحلول نهاية العام الحالي(طاقة الرياح,الطاقة الشمسية…).
وأيضا ضرورة قيام الحكومات بزيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة,وتقنيات الطاقة المختلفة وإزالة العوائق أمام هذه الاستثمارات وذلك عن طريق اتخاذ إجراءات فعالة للتخلي عن استخدام مشتقات الفحم الحجري تدريجيا.
المصدر:B.B.C