أكثر من نصف قرن قضاها المهندس سمير فهمي خريج كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1956 مهموما بقضايا الريف والفلاح المصري ما بين الأنشطة الزراعية ومستلزمات الزراعة والحبوب والمبيدات والأسمدة..يدير عدة شركات عاملة في مصر والخارج منذ 35 عاما في مجالات الموانئ وتفريغ بواخر الحبوب وتخزينها وإنتاج الكيماويات .
يبحث حاليا في عالمزراعة نبات الدخانباعتباره سيحدث انقلابا في زراعات المستقبل لمعرفة أصول العالم الجديد ,التقينا بالمهندس سمير فهمي فقال:نظمت عدة سيمينارات شارك فيها المتخصصون في المجال الزراعي وعلي رأسهم وكيل وزارة الزراعة بأسيوط ومدير عام التعاون الزراعي ورئيس جمعية الخضر والفاكهة وجميع العاملين بالإرشاد الزراعي ومكافحة الآفات. يعد هذا السيمينار رقم50الذي يناقش كل ماهو جديد في الأسواق الزراعية قابلنا المسئولين المحليين والمزارعين الكبار والإرشاد الزراعي والفلاح والتاجر لشرح طرق استخدام المركب بدلا من استخدامه بصورة خاطئة من قبل الفلاح سواء كان مبيدا للحشائش أو للحشرات أو مركبا سماديآ للحصول علي أفضل مزايا وأعلي إنتاجية وتتم مناقشة استخدام مبيد جديد لحشائش القمح,وأضاف أننا بدأنا بمناقشات عامة عن مشاكل الزراعة من غش المبيدات الزراعية والبذور والأسمدة نظرا لإنتاج المبيداتتحت السلموالقائمون علي هذا لهم قدرة علي التقليد المغشوش للمركباتببراعةسواء في العبوات أو الوحدات أو اللون,وتكون بعيدة عن المكونات الأصلية,وسمعنا عن شحنات القمح الفاسد التي دخلت مصر عن طريق البحر الأحمر وكان لصوامع أسيوط نصيب في هذه الشحنات .
في هذا السياق توجد بمصر محطة كبيرة لتفريغ الغلال وتخزينها في ميناء الدخيلة ولايمكن لأحد غش شحنة مستوردة وزنها 65 ألف طن.وإيما المقصود بكلمة (فاسدة) هو زيادة معدل بذور الحشائش في الكيلو جرام الواحد من الأقماح وتوجد أجهزة رقابية مصرية تملك حق الرفض كمشتر لمثل هذه الشحنات أما المستورد من حقه الاستيراد والأجهزة الرقابية تقوم بالتفتيش علي هذه الشحنات وإذا أقرت بعد التفتيش أن النسب في حدود مسموح بها يتم الإفراج عن الشحنات إفراجا مؤقتا وتحت التحفظ إلي حين التعامل مع الأقماح قبل استعمالها..ويحدث لها عمليات غربلة وغسيل لإزالة هذه الحشائش لأن عملية إعادة الشحنات إلي مصدرها ينتج عنها خسائر فادحة..
وعن ظاهرةاختفاءالمرشد الزراعي أشار المهندس سمير فهمي إلي أنه عضو في الحزب الوطني وانتقد خلال المؤتمرات اختفاء المشرف الزراعي علي مستوي كل المحافظات وطالب بإعادة الإرشاد الزراعي لأنه شيء أساسي في الزراعة في مصر لأنه المتعامل الرئيسي مع الفلاح خاصة المتعلم حيث يتحقق ميدانيا من الأسلوب الصحيح للزراعة ومن نجاح التجارب المختلفة لكافة المبيدات والأسمدة.
وأضاف, أننا ناقشنا مع المسئولين إمكانية إعداد محطات تجارب بكل مركز يمكن تشغيلها علي أصناف معينة من المبيدات لحشائش القمح, خاصة أن أقماح الصعيد بصفة عامة وأقماح أسيوط بصفة خاصة من أجود الأنواع وأكثرها إنتاجية لخصوبة التربة,وقد تلاحظ لدينا طفرة في صعود المعدل الإنتاجي للفدان نتيجة استنباط سلالات حديثة دعمنا بها مركز البحوث الزراعية, لكن بعد فترة انخفضت إنتاجية هذه السلالات من 18 إردبا للفدان إلي ما بين 8-9 أردب في كل المحافظات فيما عدا أراضي محافظة أسيوط حيث استمر ارتفاع معدلات الإنتاجية بالعام الماضي ووصلت إنتاجية الفدان ما بين 18 إردبا إلي 20 إردبا.
الفلاح والريف عموما يعانون من عدم وجود مرشد يوصل لهم الرسالة لدرجة أن تاجر الأسمدة والمبيدات ممكن يعطي الفلاحأي حاجةويقول لهروح رشهافي الأرض من غير ما يكون عارف إيه المعلومات أو التحذيرات المتعلقة بهذه المواد.
وأضاف أنه سيبدأ في وضع تصورات جديدة للاستثمار يتعامل بمنظور مختلف وسنقوم بحل بعض شكاوي الفلاحين ومن أبرزها تعبئة أصناف المبيدات والأسمدة في عبوات صغيرة تناسب الحيازات الزراعية صغيرة.
وعن مستقبليات الاستثمار الزراعي في ظل اتساع الظهير الصحراوي واختناق المساحات المنزرعة مع الإعلان عن مناطق استصلاح آلاف الأفدنة حدثنا المهندس سمير فهمي أن مشكلتنا في الاستزراع هي وجود مشاكل في المياه ولم نكن في الماضي بنزرع القمح وإنما بنستورده لرخص سعره وكانت تزرع الأرض بمحاصيل أعلي إيرادا كالقطن, حاليا الدولة لم ترخص للفلاح أن يتأثر بالتقلبات العالمية ووضعت سياسة خاصة بالنسبة للمحاصيل الاستراتيجية كالقمح والذرة القصب والسكر والقطن أما الأرز فله سياسة متطردة وستقوم الدولة بتحديد سعر هذه المحاصيل قبل ما يزرعها الفلاح علي أساس السعر العالمي وستلتزم الحكومة بهذه الأسعار,أما لو نقص السعر العالمي فالفلاح سيأخذ السعر السابق تحديده وإذا ارتفع السعر العالمي يأخذ الفلاح السعر بالزيادة.
وعن الجديد في مجال الزراعة ذكر أن وزارة الزراعة بتقوم حاليا بتجربة إنتاج صنف جديد سيحدث انقلابا في مستقبليات الزراعة..حيث قامت إحدي الشركات الإيطالية بتحوير نبات الدخان والممنوع زراعته في مصر حاليا ليصبح منتجا لبذور الدخان وليس لأوراق الدخان والبذور والشجرة المنزرعة تحوي أكثر من 20 عنقودا ثمريا وهذا شيء مذهل حيث تعصر البذور وتعطي زيوتا تعد أعلي مواصفات الزيوت المنتجة كوقود حيوي عوضا عن قيام الدول باستخراج الوقود الحيوي من بذور القمح والذرة والوقود الحيوي المنتج من بذور الدخان أقل سعرا وأعلي جودة ,وأكد المهندس سمير فهمي أن لدينا في مصر أراضي صحراوية كثيرة ونبات الدخان لايحتاج لأراض خصبة بل أراض عادية وممكن يزرع علي أراض غير مستوية,كما أنه يتماشي مع أي أنواع مختلفة من الري ويحصد المنتج مرتين إلي ثلاث مرات في العام لأنها نباتات معمرة.
وأضاف أن أقل مساحة مطلوبة لاستخراج هذا النوع من الوقود تبلغ 200 ألف فدان وحاليا لدينا هذه المساحة تحت التجربة وسيتم التوسع فيها بعد موافقة وزارة الزراعة علي استزراع هذا النوع من البذور,وأظن أن ذلك سيتم بالتعاون مع دول أخري أبرزها إثيوبيا والسودان.