منذ بداية الفصل الرابع في رؤيا القديس يوحنا, تتغير اللهجة فالسماء تنفتح, وتأتي المبادرة من الله مرة أخري. فنحن نري أنفسنا مشتركين في الليتورجية السمائية والرؤي النبوية للتغيرات والتحولات التي تسبق ##اليوم العظيم## يوم الرب.
ففي بداية ونهاية سفر الرؤيا, نري يسوع بصفته السيد الذي تحتفي به الكنيسة التي يتوجه إليها سفر الرؤيا. فكل الألقاب المسيحانية, تظهر بنا أن المسيح حاضر وفاعل في قلب الكنائس تحت شكل ##القوة## فهو أبن الإنسان. يمسك بيده اليمني الـ7 نجوم, وهو يسير بين شمعدانات, فهو البداية والنهاية. كلامه كالسيف ذي الحدين. وعيناه تشبه الشعلة الملتهبة. ويمتلك الـ7 أرواح, ويمسك بمفتاح داوود.
وبمقياس إيماننا بشخصه فليس للمسيح أي قوة إلا القوة النابعة من ##موته## فهو العبد المتألم, الحمل المذبوح فهو الذي كما جاء في أشعيا النبي 7/53 قيد إلي الذبح.
ولكن علي النقيض فهو يحمل الـ 7 قرون وله سبعة أعين. لأن الله أقامه من بين الأموات.
فمن خلال صلبه بواسطة البشر, وقيامته بواسطة الأب ##الذي لم يترك ابنه فريسة للموت## يعطي المسيح ويشارك قوة الله ## بالـ 7 قرون, وقوة الروح القدس, المزمور الـ 7 .
في هذه الليتورجية السماوية, نجد يوحنا الرائي منجذب نحو الكتاب الموسوم ب 7 أختام.
ومعروف أن موضوع ##الكتاب## موضوعا كلاسيكيا في الأدب الرؤيوي اليهودي. فيوجد ##كتاب الحياة## المكتوب فيه أسماء المختارون لوقا 10/.20
##وكتاب الأعمال## والمكتوبة فيه أعمال البشر ##رؤيا 12/20 ## ورأيت الأصوات كبارا وصغارا قائمين أمام العرش, وفتحت كتب, فتحت كتاب آخر هو سفر الحياة, فحوكم الأموات وفقا لما دون في الكتب. علي قدر أعمالهم## ثم ##كتاب السماء## حيث تاريخ البشرية مدون ومحدد منذ الأزل##
هذه الأحداث المتخيلة, كانت تفهم حرفيا بواسطة الخيال الشعبي. ##وكتاب الأسماء## يحدثنا بالفعل, بسيطرة الله علي مجري الأحداث التاريخية, فالله لديه مخطط, ومهما ظهر أن الشر ينتصر علي الخير فإن رجاءنا كمسيحيين لن يخيب. ولا يعني ذلك أننا مجرد عرائس يحركها الله. بأي حال من الأحوال. وأن التاريخ مبرمج منذ الأزل.
ما يهمنا الآن هو الشخص الذي يستطيع ##فتح الكتاب## رؤيا 1/5-3 ##ورأيت بيمين الجالس علي العرض كتبا مخطوطا من الداخل والخارج, مختوما بسبعة أختام, ورأيت ملاكا قويا ينادي بأعلي صوته:##من هو أهل لفتح الكتاب وفض أختامه؟## فما استطاع أحد في السماء ولا في الأرض ولا تحت الأرض أن يفتح الكتاب ولا أن ينظر ما فيه##
هل سنجد شخص يستحق ويستطيع فتح هذا الكتاب في الوقت الذي سيتم فيه كل شئ. هذا الوقت الذي سيكشف فيه الله عن تصوره لتاريخ البشر.
إن التقاليد المسيحية تعرف ##الكتاب المختوم## بأن المقصود به هو ##كتاب العهد القديم## والوحيد الذي يستطيع فتحه هو المسيح. فالمسيح هو ##الذي فرع من جذع داوود. أشعيا 11/.1 وهو سبط يهوذا بحسب البركة التي نطق بها يعقوب لابنه في تكوين 1/49-18 ##ثم دعا يعقوب بنيه وقال ##اجتمعوا لأنبئكم بما يكون لكم في لاحق الأيام. اجتمعوا وأصغوا يا بني يعقوب أصغوا إلي إسرائيل أبيكم. راوبين. أنت بكري قوتي وأول رجولتي. فاضل في الشموخ, فاضل في الغد, قوت كالما: لن تفضل لأنك علوت مضجع أبيك حينئذ دنست فراشي علي شمعون ولاوي أخوان سيوفهما آلات عنف. مجلسهما لا تدخله نفسي وإلي دماغتهما لا ينضم قلبي لأنهما في سخطهما قتلا أناسا وفي هواهما عقدا ثيوانا ملعون سخطهما فإنه شديد وغضبهما لأنه قاحل. أقسمهما في يعقوب وأبددهما في إسرائيل. يهوذا إياك يحمد أخوتك يدك علي رقبة أعدائك يسجد لك بنو أبيك. يهوذا شبل أسد من الافتراس صعدت يا بني. جثم وربض كالأسد واللبؤة فمن ذا يقيمه؟ لا يزول الصولجان من يهوذا ولا عصي القيادة من بين قدميه إلي أن يأتي صاحبها وتطيعه الشعوب. رابط بالجفنة جحشه وأفضل كرمه ابن حمارته. عمل بالقمر لباسه وبدم العنب ثوبه, عيناه أشد ظلمه من الخمر وأسنانه أشد بياضا من اللبن. زبولون سواحل البحر يسكن ومن السفن يركب وحدوده في جوار صيدون. يساكر حمار صلب العود رابض بين الزرائب وقد رأي الراحة ما أجودها والأرض ما أروعها فأحني كتفه للحمل وصار للسخرة عبدا. وأن يحكم لقومه كأحد أسباط إسرائيل يكون دان ثعبان علي الطريق. وقرنا وعلي السبيل يلسع عرقوب الفرس فيسقط الراكب إلي الوراء خلاصك أنتظر يارب##
وهو المسيح المنتظر الذي تحدث عنه الأنبياء في العهد القديم. وهو مفتاح الكتب ومفتاح معرفة مصير البشر في العالم. وهو الذي اشتري بدمه الثمين كل البشر. من كل عرق وكل لغة, وكل لون وكل أمة. ليردهم إلي الله.