“ورفع المتواضعين” ( لوقا ١ : ٥٢ )
نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى السماء، حيث انتقلت يا أمنا بالنفس والجسد، ونأمل أن نحظى بنعيم السماء فنلقاكِ مع ابنكِ يسوع فنكرمكِ على الدوام ، آمين .
اليوم الرابع :
“الجَسدِ مقدّس”
” سوف تُطوبُني جْميعُ الأجيال لأنَّ القَديرَ صَنَعَ بي عظائم واسمُه قُدُّوسٌ ورحمَتُهُ من جيلٍ إلى جيل للّذينَ يتَّقونَه ” ( لوقا ١ : ٤٦ : ٥٠ ).
اختار الله العذراء مريـم لأنها كانت طائعة له : ” أنا أَمَةُ الرّبّ ، فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ ” ( لوقا ١ : ٣٨ ) ، ومداومة على الصلاةِ والتأملِ وقراءةِ الكتاب المُقدّس ، والأهم من هذا كانت ثقتها كبيرة به ، ولذا اجابت بكلمة “نعم ” للملاك جبرائيل ، وبهذه الكلمة وقوّتها تجسّد الله في أحشائها وصارَ إنساناً ” والكلمة صار بشراً فسَكنَ بيننا ” ( يوحنا ١ : ١٤ ) .
مريـم كانت تمثّل البشريه بأجمعها أمام الله، وعن طريقِها جاء الخلاص للعالم. إنها أُمّ الكلمة الخالقه والمحيية ، ” فَمِن مِلئِهِ نلنا بأجمعِنا نعمةً على نعمة ” ( يوحنا ١ : ١٦ ) ً.
فهل يجوز لهذا الجسد الذي حمل الله المُخلّص والفادي ووهب الحياة أن يفسد ويتحلّل ؟
إنه جسدٌ مُقدّس ويمثّل الكنيسه التي أسسها المسيح، ولا ينساها أبداً، وأرادها: ” مقدّسة لا دنسَ فيها ومنزهة عن كلّ عيب ولا ما أشبهَ ذَلِكَ ” ( أفسس ٥ : ٢٧ ) . ولذا اقيمت العذراء وانتقلت بالنفس والجسد إلى السماء .