أظهر يسوع نفسه للناس علانية بالعماد في نهر الأردن,والعماد الذي عاشه يسوع يحوي العهد الجديد برمته.ففيه يقدم يسوع للناس للمؤمنين المسيحيين.
وبالنسبة له كانت هذه اللحظة بمثابة لحظة الانطلاق…بل مفتاح حياته,وذلك لأنه عاش ثلاثين عاما في الإعداد والاستعداد لهذه اللحظة الحاسمة بالنسبة له في علاقته بأبيه.وسوف يحتاج بقية حياته ليتممه.
عرف يسوع أن هذه اللحظة تحتوي وتحقق كلام الأنبياء فيما يتعلق بعبد الله -للأب كما للابن- فكانت لحظة قوة…فيها تسلم المسيح رسالته من الأب بقبول ورضي تام…وكان جاهزا ليقبل المهمة التي كلفه بها رسميا.قال نعم…كما سبق وقالتها أمه نعم – نعم لأبيه بإدراك كامل ووعي تام بما تعنيه وتحتويه هذه الكلمة وهذا الالتزام نعم…وهي مأخذ صار وضع حياته كلها ما كان وما سوف يكون في يد الآب.
أقبل يسوع إلي الجليل وعلي وجه التحديد إلي نهر الأردن,إلي يوحنا…يوحنا المعمدان الذي كان يعمد حينذاك كل من يأتي إليه.(مت3:13) أقبل يسوع إلي الأردن إلي يوحنا ليعتمد منه وحسب التقليد عندما جاء يسوع إلي الأردن كان عمرة ثلاثين سنة وهذه الثلاثين سنة عاشها في الناصرة قرب يوسف ومريم.لابد وأن أمه كانت تتساءل في نفسها أحيانا: ”أهذا هو الطفل الذي أعلنت عنه الملائكة في البشارة؟..أبن العلي يدعي -ويملك علي عرش داود- لم تظهر أي علامات خاصة تدلنا أن يسوع سيكون وارثا لداود جده.
فقط هذه الحادثة وهو في عمر 12سنة (لو2:49) أبوه يريده في مكان آخر وهي كانت تعرف أن الأب يعني كل شئ لابنها.وأن كانت غير فاهمة تماما لمجري الأحداث.إنما أدركت مريم أن العمود الفقري في حياة الابن هي إرادة الأب,بل وعصب حياته ومن الآن فصاعدا مريم لا ترغب في أن تكون عقبة في حياة ابنها أو مانعا.
روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين (لو14:18-19)
هو من الآن بوضوح ينتمي إلي الجميع -إلي الفقراء,العميان,الأسري,المنبوذين- وهذا يعني أنه وحيد أيضا هي وحدة الانتماء إلي الجميع.
وانضم يسوع إلي الجمهور المحتشده حول يوحنا…واستمع إلي يوحنا وما يعلنه فوجد فيه روح الله.فقرر الاعتماد علي يده.
عماد يوحنا هو عماد توبة وغفران الخطية -فهو لم يعمد من أراد الانضمام إلي اليهودية.ولكنه يعمد يهودا في حاجة إلي تغيير.
ويوحنا كان صارما في تعليمه – يقول أن تكون أبنا لإبراهيم هذا لا يعني شيئا علي فرد أن يغير حياته,معترفا بإثمه,هذا ما كان يكرز به يوحنا.
ويسوع يأتي وينضم إلي المحتشدين منتظرا دوره.لم يطلب معاملة خاصة.ولم يسأل استثناء,وعلي ذلك نقدر أن نقول إن يسوع هنا ينضم إلينا…اختار أن يشترك في حياتنا في الصميم.وأن يعيش في ترابط مع الإنسان كل إنسان والإنسان الخاطئ بصفة خاصة.
والتضامن في نظر المسيح لم يعن الانضمام إلي جموع في زحام أو موافقتهم اجتماعيا,إنما يشترك…يشترك في حمل إثمنا وخطيئتنا.
أمر مدهش أليس كذلك,اندهش يوحنا ونحن معه نندهش يا هول المفاجأة يسوع يريد أن يعتمد كالخاطئين الذي لم يعرف الخطية – إنما جعل بسببنا خطيئته.فأخذ يوحنا يعانقه قائلا أنا المحتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي.وقال يسوع دعني الآن ”أفعل” إذ هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر.حينئذ تركه يوحنا.