تشكلت في الآونة الأخيرة جمعيات للدفاع عن حقوق الرجل تحت مسميات شتي وبحجج كثيرة مثل جمعية سي السيد التي تضم في عضويتها 620 عضوا وتهدف إلي تعزيز المفاهيم الصحيحة لدور الرجال في الأسرة والمجتمع,ويري أعضاء الجمعية أن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل ليست بالأمر الذي يتعين الدفاع عنها بل الكفاح ضدها.وجمعيات أخري وحركات للدفاع عن الرجال سواء من العنف الموجه لهم علي أيدي زوجاتهم أو تدعوا لمساواة الرجل بالمرأة .
ونتسأل هل جاءت هذه الجمعيات كقول أصحابها للدفاع عن حقوق الرجال أم تعمل علي تقسيم المجتمع بين رجل وامرأة. كل يدافع عن حقوقه مما جعل الآخر ليس الشريك بل العدو الذي سلب حق الآخر مما يوسع الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة.
رد فعل عكسي
في البداية يقول الكاتب والباحث هاني لبيب: هناك خلل في مفهوم المواطنة بشكل عام فلا يمكن التحدث عن حقوق فئة دون الأخري,فكثرة الترويج والكلام عن حقوق المرأة أدي إلي رد فعل عكسي فأصبح الرجال هم المظلومون ولا ننكر حدوث تتطور لوضع المرأة في مصر خلال العشرين سنة الماضية وإن كان الكلام النظري لا يوازي التطور الفعلي والتنفيذي فيري المتابع للإعلام أن المرأة أخذت كافة حقوقها وإن كان هذا غير صحيح فعليا مما أدي إلي رد الفعل العكسي من الهجوم علي المرأة ومحاولة البعض للتحدث عن حقوق الرجال.
وعي المرأة
تقول هالة عبد القادر المحامية ورئيسة الجمعية المصرية لتنمية الأسرة: إن هذه الجمعيات التي ظهرت للدفاع عن حقوق الرجال بدعة ومفرغة من محتواها ولا يوجد لموضوعاتها فحوي بل تعتبر جمعيات للمظاهر فقط أما الجمعيات التي تعمل علي قضايا المرأة وحقوقها فهي تعمل بجدية فمثل قضايا الطلاق والنفقة ولا تقوم هذه الجمعيات بتوسيع الهوة بينهما بل تقوم بمحاولات للصلح بينهما وإذا تم الطلاق تكون التفرقة بينهما موجودة نتيجة النزاعات لفترات طويلة.
ترجع هالة عبد القادر هذا الشعور بالندية بين الرجل والمرأة إلي الإعلام غير الموجه إيجابيا مثل البرامج التليفزيونية التي تعمل علي إثارة المشاكل بين الطرفين دون هدف لمناقشة قضية ما مما أثر علي الطرفين داخل الأسرة .
وأضافت هالة أن المجتمع حاليا في حالة حراك اجتماعي وثقافي وزيادة لوعي المرأة مما يشعر بعض الرجال بوجود خطر يهددهم وبالتالي يقومون بتهديد الطرف الآخر,ولا يستخلص من ذلك الجانب الإيجابي فيأخذ الموضوع أنه قضية شرف ورجولة فيهاجم المرأة واجتمع بعض الرجال للدفاع عن حقوقهم المكتسبة ووجدنا البرامج والمسلسلات غير الهادفة تأخذ من هذه الجمعيات مادة للثرثرة.
تري رئيسة الجمعية أنه لا يوجد حل جذري سريع لأن ذلك يرتبط بالثقافة لذا يمكن تغيير بعض برامج الجمعيات لتتناول قضايا المرأة بشكل موضوعي وليس بعيدا عن الرجل وعمل توعية. فقضيتنا كجمعيات مشتركة نحو مجتمع أكثر عدالة للرجل والمرأة وبدل أن تكون قضية رجل أو امرأة لتكون قضية أسرة متفاهمة وسعيدة بوجود طرفين متساويين ليس بشكل مطلق ولكن لكل طرف حقوقه مع وجود إعلام يتخلص من حالة الشو إلي مناقشة قضية ورسالة لتحقيق الصدق والشفافية.
زوال الامتيازات
تؤكد فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الأهاليورئيسة جمعية ملتقي تنمية المرأة أن جمعيات الدفاع عن حقوق الرجال لا تعتبر ظاهرة بل هي أصوات عابرة يمكن اعتبارها نوعا من التعبير عن غضب بعض الرجال من الحركة المتصاعدة للجمعيات النسائية وهي أشكال للشهرة مثل جمعية المخلوعين والدفاع عن حقوقهم فهي وتضيف فريدة النقاش أن الاضطراب بين العلاقات شيء طبيعي تزايد نتيجة حركة الدفاع عن حقوق المرأة ووعيها فقد زادت الحركة واتسعت وأصبح لها أنصار وأدبيات مما يؤجج بعض المشاعر ضد النساء لذا لم يسلب حقوق الرجل وإنما منح للنساء حقوق مسلوبة منهم وحصول أحد الطرفين لا يعني انتقاص حقوق الآخر وتري أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في التحفيز وطريقة المعالجة السطحية للموضوعات الكبيرة موكدة علي أهمية دور الإعلام الإيجابي في إثارة الوعي بالحقائق وشرح وتوضيح الأسباب التاريخية لجعل حركة حقوق المرأة ضرورية.
وأشارت فريدة إلي أنها لا تظن أن هولاء الرجال مقمعون لكن بعض الرجال يشعرون بالخوف من حركة تحرير المرأة لأنهم يحصلون بحكم الأوضاع القائمة علي امتيازات كثيرة جدا لأنهم رجال ومتفوقون,والمجتمع بجانبهم بداية من الأم التي تدلل الولد أكثر من البنت ومثل هذه الامتيازات في سبيلها للزوال.