في علوم التنمية البشرية توجد فرضية رائعة مدلولها أن كل مقومات النجاح والسعادة موجودة داخلنا لكننا لا نعي ذلك, الإنسان عنده القدرة علي التغيير في أية مرحلة من مراحل العمر, يكون من الرائع أن نعرف كيف نتغير وبسهولة والآن وحالا نبدأ الخطوة الأولي.
هنا يأتي السؤال كيف لي أن أتغير؟ يخبرنا علماء التنمية البشرية أن التغيير يكون سهلا وقويا وتأثيره سريعا عندما أعرف كيف تكونت هذه العادات والاعتقادات فأعرف كيف أتخلص منها, وقد قمت بتلخيصها في طريقة واستراتيجية بسيطة ومؤثرة جدا: يقول السيد المسيح له المجد في الموعظة علي الجبل: أنتم نور العالم (متي 4- 14), وكل ما أريده منك هو أن تتذكر أن تستخدم نورك, فأنت قوة متوهجة أرادها الله أن تضيئ, ابدأ من هذه اللحظة في استخدام نورك ن و ر ك للتخلص من عاداتك السيئة.
ن النية: وراء كل السلوك سلبي وكل خاطئة يمارسها الإنسان توجد نية إيجابية بالنسبة له, وبمعني أنك عندما تسأل مدمن السيجارة مثلا عن سبب تعاطيه لها سيخبرك أن السيجارة تساعده علي التركيز والتنفيس عن التوتر, وكذلك وراء أي إدمان توجد داخليا للإنسان نية إيجابية, إذا استطعت أن تحدد ما هي هذه النية الإيجابية وتوافق عليها وتؤيدها, يستطيع عقلك المبتكر أن يبتكر علي الأقل 3 أساليب إيجابية لتحقيق هذه النية بدلا من السلوك بالعادة السلبية, أرجوك جرب وستذهلك النتائج.
و واعيا: إن أكثر من 99% من عاداتنا تكون بلا وعي, تخبرنا أحدث الدراسات الطبية أننا إذا استطعنا أن نأكل ونشرب بطريقة واعية نستطيع أن نوفر 75% من المصاريف التي علي الأمراض والعلاج, إن الفارق بين المؤثر والاستجابة ثواني معدودة, كلما تحكمت وفكرت واعيا في هذه الثواني سيساعدك عقلك في اختيارات أفضل.
ر ربط العادة السيئة بالألم والعادة الجيدة بالمتعة: عقل الإنسان ينقسم إلي ثلاثة أجزاء… جزء مسيطر يتحكم في كل أجهزة ووظائف الجسم دائما, وجزء مفكر محلل منطقي, وجزء عاطفي, الجزء العاطفي لا يعرف سوي المتعة والألم, أي عادة تسبب متعة يقربك منها وأي عادة تسبب ألما يبعدك عنها, لذلك نجد الكثيرين من البشر يحاولون تبني عادات صحية, وما إن يشرعون في تنفيذها إلا ويتوقفون عنها, لأنهم يربطون العادة الجديدة بالألم, فالريجيم المبني علي الحرمان يفشل بينما الريجيم المبني علي الاستمتاع بالطعام الصحي ينجح, في استخدام كل عقلك المنطقي والعاطفي لتغيير كل عاداتك السيئة بأخري جيدة.
ك كون رباطات عقلية: فالعادة في مرة عندما تمارسها تكون مسارا عقليا خفيفا جدا, وبتكرارها تصبح هذه المسارات غليظة وقوية, وأنت تحتاج إلي تكوين مسارات عقلية أقوي منها بالعادة الجديدة, وذلك يحتاج إلي وقت وخبرة وتكرار, إلا أنك تستطيع تكوين آلاف المسارات دون تجربة فعلية, وذلك بالتخيل, تخيلك ممارسة العادة الجديدة, فالعقل اللاواعي لا يفرق بين الحقيقة والخيال.
خبير التنمية البشرية بهولندة