كل الأحداث التي أثرت في تاريخ الأمم, بدأت بصورة في خيال بعض الأشخاص, الذين آمنوا بها وتبنوا تحقيقها في الواقع, متسلحين بالإيمان بالله والحق والعدل والحرية, فتحقق لهم ما أرادوا, إن ثورة 25 يناير المجيدة حولت أحلام 85 مليون مصري إلي حقيقة, وانبهر العالم أجمع بما حققه هؤلاء الشباب الأبطال, وانحني العالم إجلالا وتقديرا لأرواح شهداء الثورة, ولصمود أبطالها وشموخ رؤوسهم وتصميمهم علي الوصول إلي أهدافهم.
دعونا نركز علي بعض أدوات التغيير التي استخدامها الشباب ونجحوا بها, لنستغلها في تكملة مسيرتنا نحو تحقيق أهدافنا, لقد تسلح الشباب بأسلحة لا تستطيع أية قوة أن تقف أمامها, أسلحتهم كانت: الإيمان والخيال وتحديد الهدف والفعل والحماس المستمر, إيمانهم بالله له المجد أنه سيساندهم في مطلبهم العادل لتطهير الفساد والسعي نحو حياة كريمة, إيمانهم بأنفسهم وبقضيتهم وأن القوة الحقيقية للإنسان تكمن داخله, خيالهم في أنهم رسموا صورة جديدة لمصرنا الحبيبة, وآمنوا بهذه الصورة, حددوا أهدافهم ووضعوها أمام أعينهم, وكان تركيزهم علي تحقيق الأهداف يشحذ كل طاقاتهم, ولم يكتفوا فقط بالخيال, وإنما نزلوا إلي الشارع وقدموا أرواحهم ودماءهم وكل ما يملكون من طاقة في سبيل عزة الوطن ورفعة شأن المواطن المصري, وكان حماسهم منقطع النظير, فالحماس هو الوقود الذي به تتحقق الأحلام.
دعونا نحلم ونتخيل مصرنا الجديدة بعد 25 يناير, تسعد بالحرية والأمان والرخاء, وينعم المواطن المصري بحريته وحقه في التعبير عن رأيه, ويؤمن مستقبله ويضمن لقمة عيشه بكرامة وعزة, ولنركز كل طاقاتنا للنمو والبناء, الفاسدون نترك أمرهم للقضاء يتولي محاسبتهم, وإنما نحن نركز كل طاقاتنا ووقتنا وأحلامنا وأفعالنا نحو الخير والنجاح والرخاء, ودائما ياشبابنا بنعمة ربنا بكرة أحلي.
www.miladmoussa.com